عماد حمدى الفيشاوى يكتب: هَلْ كُنْتِ حَاضِرَةً ؟
السبت، 30 يونيو 2012 08:58 ص
صورة أرشيفية
مقدمة
يَا لَيْتَنَا لَمْ نَفْتَرِقْ
وَكِلا الفُؤَادَيْنِ احْتَرَقْ
وَأَدَ العِنَادُ حَنِينَنَا
فتقطَّعَتْ كلُّ الطُّرُقْ
وَسَعَيْتُ أُدْرِكُ حُبَّنَا
لَكِنَّ كُفْرَكِِ بِى سَبَقْ
أَسْلَمْتُ قلبى مَوْجَكِ العَاتِى فَأَدْرَكَهُ الغَرَقْ
مَازَالَ يَجْرَعُ ذُلَّ أَسْرِكِ مُذْعِنًا حَتَّى أَبَقْ
القصيدة
هَلْ كُنْتِ حَاضِرَةً لَيَالِىَ غُرْبَتِى
وأَنِينَ قَلْبِى أَوْ قَسَاوَةَ كُرْبَتِى؟
هَلْ كُنْتِ حَاضِرَةً كَآبَةَ وَحْدَتِى
وَلَهِيبَ هِجْرَانِى وَلَسْتِ مُجِيرَتِى؟
أَضْنَيْتِنِى وَتَرَكْتِنِى جَسَدًا بلا
رُوحٍ أُغالِبُ مِنْ هَوَانِى حَسْرَتِى
مَا غِبْتِ عَنْ عَيْنِى.. فَكُنْتِ مُؤَانِسِى
وَضِيَاءَ إِبْصَارِى وَنُورَ بَصِيرَتِى
أَتَذَكَّرُ الأَوْطَانَ فِيكِ وَصُحْبَتِى
بَلْ كُنْتِ خِلاَّنِى وَكُنْتِ مَدِينَتِى
يَا لَيْلُ أَرْثِى ظَبْيَةً أَسْلَمْتُهَا قَلْبِى
فَأَلْقَتْ وُدَّنَا وَتَخَلَّتِ
كُنْتُ المَلاذَ وَكُنْتُ رَاعِىَ وِرْدِهَا
وَأُقِيلُ عَثْرَتَهَا فَتُهْمِلُ عَثْرَتِى
وَأَذُودُ عَنْ كَأْسِى لِيَصْفُوَ شِرْبُهَا
فُتُذِيقُنِى مِنْ كُلِّ كَأْسٍ مُرَّةِ
وَأَقُومُ لَيْلِى كَىْ تَنَامَ قَرِيرَةً
فَتَقُضُّ عَيْشِى بِالْجَوَى وَمَذَلَّتِى
أَنْفَقْتُ عُمْرِى فِى شِرَاءِ وِدَادِهَا
فَسَعَتْ بلا ثَمَنٍ تَبِيعُ مَوَدَّتِى
هَلْ كُنْتِ حَاضِرَةً وَجُرْحُكِ سَاهِرٌ
يَسْتَحْضِرُ الذِّكْرَى لِيَنْزِعَ عَبْرَتِى؟
فَلْتَعْلَمِى أَنِّى شُفِيتُ مِنَ الهَوَى
وَلْتَعْلَمِى أَنِّى وَأَدْتُ صَبَابَتِى
وَلْتَعْلَمِى أَنِّى نَزَعْتُكِ مِنْ دَمِى
وَمَحَوْتُ ذِكْرَكِ مِنْ بَقَايَا مُهْجَتِى
يَا مَنْ سَعَيْتُ العُمْرَ أَنْشُدُ قُرْبَهَا
أَضْحَيْتُ مُنْذُ اليَوْمَ أَعْشَقُ غُرْبَتِى