تفاقمت المشكلة لأسباب عديدة منها انسداد مصرف محلة روح من أمام القرية بسبب عمليات التغطية لمنطقة محددة من المصرف وتحويل مجرى المصرف من أمام البيوت والمساكن، مما أسفر عن ارتفاع منسوب المياه وعلوها فوق مجارى الصرف الخاص بالقرية وحدث طفح للمجارى فى الطرق والشوارع ووصلت المياه إلى مستوى المبانى السكنية وتعرض الأهالى لغرق أمتعتهم وأثاثهم وصعوبة الخروج والدخول إلى المنازل فى معظم شوارع القرية.
وقال المهندس ناصر الحيلة إن مشكلة الصرف الصحى فى القرية احتلت المرتبة الأولى ضمن مشاكلنا حتى أصبحت هى أم المشاكل، مؤكدا أن مشروع الصرف الصحى بالقرية معطل منذ أكثر من عامين لأسباب مادية ومعنوية، كما أن الصرف العشوائى على المصرف أصبح يهدد القرية بكارثة بيئية حقيقية بعد ارتفاع منسوب المياه، مما أدى إلى اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف إلى جانب غرق شوارع القرية بالكامل فى بحور من المياه مما يجعل معظم البيوت مهددة بالسقوط فى حالة جفاف تلك المياه.
وأضاف الكيميائى إبراهيم عمارة أن تراكم مياه الصرف الصحى أمام المساكن وفى الحوارى السكنية حولها إلى بؤرة للتلوث خصوصا ونحن فى فصل الصيف وانتشرت الحشرات الضارة، كما أن معظم المبانى مهددة بالانهيار إذا استمر الأمر على هذا الوضع وطالت عملية تغطية المصرف، وكذلك اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب مما يهدد بالأمراض وبالفعل تحتل القرية مرتبة متقدمة فى إصابات الفشل الكلوى بسبب سوء المياه.
وأكد المهندس محمد صالح أن مشكلة الصرف بالقرية ارتبطت بمشاكل الفساد المالى الذى انتشر فى مصر فى عهد ما قبل ثورة يناير نتيجة للتواطؤ بين الإدارات الحكومية ومقاولى التنفيذ، وهو الأمر الذى أدى لتنفيذ مشروعات غير مطابقة للمواصفات سواء باستخدام وصلات ضيقة الاتساع أو تنفيذ مشروعات بدون محطات تجميع للمخلفات مما يؤدى لارتداد مياه الصرف للمنازل مرة أخرى، وقال إنه بالرغم من إدراك القرية فى عملية الصرف الصحى إلا أن الأمر لم يكتمل وقامت الحكومة بتغطية المصرف مع أنه المخرج الوحيد لعملية الصرف بالقرية وبسبب ضيق المواسير تم ارتداد للمياه وانسداد فى المواسير المغطاة.
وارتدت المياه ودخلت البيوت مهددة بكارثة بيئية إذا طال الأمر ولاسيما أن بلاعات الصرف أصبحت مفتوحة باستمرار لسهولة عملية التسليك، التى تتم على مدار اليوم وقال إن مشكلة القرية يمكن حلها بسهولة إذا انتهت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية من إدراج القرية ضمن الخطة العاجلة فى السنة المالية التى ستبدأ خلال أيام لينتهى الأمر بسهولة.
ومن جانبه، أكد المهندس محمد ياسين مدير الجمعية الزراعية أن الأهالى يتسببون فى تضاعف الأزمة، حيث اعتادوا على رمى القمامة والمخلفات والحيوانات النافقة فى هذا المصرف، وبالتالى تتجمع كلها فى مدخل القرية أمام المواسير المغطاة وتتسبب فى انسدادها بشكل ثابت وبالتالى ارتفاع منسوب المياه وعودتها للبيوت كما أن القمامة والحيوانات النافقة تكاد تملأ القرية فى مداخلها ومخارجها حتى تكاد الرائحة الكريهة تعم أركان القرية والوافدين إليها.
وعلى صعيد متصل، هدد الأهالى بعمل اعتصام مفتوح وقطع لطريق مصر إسكندرية الزراعى إذا لم يلتفت أحد من المسئولين والتنفيذيين بالمحافظة لقنبلة بيئية موقوتة مثل هذه على الرغم من كون المنطقة هى قرية أم ويتبعها خمس قرى أخرى.




