منذ بدء الثورة ونحن نفقد خيرة شبابنا ومع ذلك كنا نعيش فرحة عارمة بسبب سقوط النظام الذى قهر البلاد ما يزيد عن ربع قرن وفجأة ضاقت الحلقة على رقاب المصريين وأصبح الشعب بين شقى الرحى، فنحن الآن فى ماراثون القهر وأظن أن الشعب كُتب عليه ألا يختار رئيسا.
فى الجولة الأولى كل التوقعات استبعدت شفيق ولكن إرادة المال وأعوان الفساد أذهلت الشارع العربى بأكمله وقد أصبحنا كما قال طارق بن زياد البحر أمامنا والعدو من خلفنا وتم إفساد العرس الديمقراطى بالطريقة نفسها زوج المال بالسلطة فكل المؤشرات تشير إلى عودة الماضى بشكل أقوى وأصبحنا فى موقف يرث له أصبحنا شعب بلا صوت وبلا إرادة لأن أصوات الشعب فى المرحلة الأولى لو كانت سليمة لكانت النتيجة مختلفة تماماً ومن ثم ما هى الفائدة من أصوتنا فى المرحلة المقبلة؟ وما الضمان لنزاهة الانتخابات فى الجولة الأخيرة؟ ولو كان الضمان موجود فمن هم المتسابقان الفريق شفيق الذى هو بمثابة عودة للنظام السابق وبصورة أسوأ أم الدكتور مرسى الذى هو بمثابة إعادة للحزب الوطنى فى ثوب جديد وأيضاً أسوأ أصبحنا فى حيرة. نشعر بأن أصواتنا خيانة للوطن بأكمله وليس للشهداء فقط فنحن الآن نختار من يهدم ومن يحتل الوطن بأيدينا، أصبحنا فى واقع مريب وبما أن الفرار من الواقع استسلام فعلى من يريد الإدلاء بصوته الاختيار بين النار والنار أما أنا فلن أختار.
