أعرب عدد من المثقفين الشباب عن رفضهم وعدم رضاهم عن حكم محاكمة مبارك "محاكمة القرن"، معتبرين أنه حكما سياسيا من الدرجة الأولى، ولم يأت على مسئوليتهم الجنائية لعدم توافر أدلة الإدانة عليهم، مؤكدين أن هذا الحكم سيدخل مصر فى نفق مظلم، وسيساعد على إجهاض الثورة واختطافها، لذا يجب على الشعب الاحتفاظ بحقهم فى التظاهر، مؤكدين أنه لا بديل عن ميدان التحرير لإنقاذ الثورة.
الشاعر سالم الشهبانى قال، إن حكم المحكمة جاء غير مرضٍ للشارع المصرى، ولا لأسر الشهداء ولا لأى شعب يحترم نفسه، موضحا أنه كان يتصور أن يكون العقاب هو الإعدام لمن أراق الدماء المصرية، ومؤكدا أن ما يحدث منذ يوم التنحى إلى يومنا هذا ما هو إلا محاولة ردة فى كل شىء، والدليل موقف انتخابات الرئاسة غير المرضية لمعظم الشعب المصرى وبعده حكم المحكمة، لذا فإن مصر تحتاج إلى ثورة جديدة لتتحقق كل مطالب وأهداف ثورة 25 يناير، لافتا إلى ضرورة تطهير القضاء حتى يتثنى للقضاء العادل أن يأخذ مساره الطبيعى.
بينما قال الشاعر وائل فتحى، إن حكم المحكمة لم يكن غريبا أو مدهشا، لأنه كان واضحا من البداية أن المحاكمة عبارة عن مسرحية فى ظل حكم المجلس العسكرى الذى أفشل إدارة المرحلة الانتقالية، موضحا أن الوقت ليس وقت البكاء ولا النواح على ما فات، وإنما هو وقت التظاهر فى الميدان، وتكاتف كل شباب الثورة وجميع التكتلات جنبا إلى جنب للعبور من هذا النفق المظلم، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يجر الثوار إلى الفخاخ المفتعلة للقضاء على ما تبقى من القوى الثورية بزعم عدم احترام الأحكام القضائية.
وأضاف وائل أن مجلس الشعب فى الوقت الراهن يعتبر هو الآخر فخا، لأن المجلس انحرف عن مسار الثورة ودخول فى أزمات مفتعلة من أجل المكاسب الشخصية لتيار بعينه غير مبال لمصلحة العامة للشعب المصرى، لافتا إلى أن هناك فرصة الآن لجماعة الإخوان المسلمين فى هذا الظرف الراهن للحاق بركب الثورة والانصياع لأهداف الثورة وعدم النظر للمصالح الشخصية للجماعة، حيث إن الوضع الذى تشهده مصر الآن لا يحتمل أية مناورات سياسية كما فعل الإخوان من قبل.
وقال الكاتب الشاب، محمد خير، إن الحكم يعتبر سياسيا من الدرجة الأولى، على اعتبار أن الرئيس السابق ووزير داخليته يعتبران مدانين فى القضية عن طريق المسئولية السياسية، وليست الجنائية، لذا فمن الصعب إعادة القضية إلى المحكمة خاصة أن محكمة النقض تحتاج إلى أدلة جديدة لإعادتها مرة أخرى.
وأكد خير أنه يجب الآن على جميع القوى السياسية وجميع الفصائل السياسية أن يتحدوا فى جبهة واحدة للتصدى لهذا التيار القديم الذى يساعد على إعادة إنتاج النظام القديم مرة أخرى، مشيرا إلى أن الوضع الحالى خطير.