البدوى عبد العظيم البدوى يكتب: الاستحقاق الرئاسى و"حديث الضمانات"

الأحد، 03 يونيو 2012 07:22 ص
البدوى عبد العظيم البدوى يكتب:  الاستحقاق الرئاسى و"حديث الضمانات" محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نسمع هذه الأيام عبارات وأحاديث عن الضمانات التى يجب أن يقدمها مرشح الحرية والعدالة ومن عينة تلك التصريحات:-
(خلينا نسمع من مرسى ماذا سيقدم لنا، وبعد ذلك نسمع من شفيق، ومن يقدم أكثر نقف وراءه فى جولة الإعادة).
(نريد من د. مرسى ضمانات مكتوبة بتعيين نائبين من المرشحين السابقين بمجلس الشعب وبصلاحيات واسعة منصوص عليها، ورئيس حكومة يحددونه، علاوة على الاشتراك فى الوزارة طبعاً، هذا خلافاً لدورهم فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور).
حتى سمعنا الأسوأ عندما قال أحدهم (حتى يثبت مرسى والإخوان أنهم لن يستأثروا بالحكم ويخطبوا ود القوى الأخرى، يجب أن ينسحب مرسى من الانتخابات حتى يعود المرشح الثالث للسباق الانتخابى).
هذه عينة من مطالبات يتم التنادى بها هذه الأيام فى الاجتماعات العامة والخاصة، وعلى القنوات الفضائية، من قبل بعض النخب السياسية والثورية والحزبية، متناسين ومشككين أن من يخاطبونه هو أحد فصائل الثورة، بل قد يكون الفصيل الأهم الذى قدم من التضحيات ما لم يقدمه أحد من المشاركين فى الثورة– وليس هذا مناً من الإخوان على الشعب– لأن الإخوان جزء لا يمكن فصله من نسيج الشعب المصرى، ولعل هذه هى معضلة كل من يعادى الإخوان المسلمين.
ولكن هل سأل أحد نفسه سؤالاً بسيطاً مفاده: من الذى يقدم الضمانات..؟!
عندما سمعت الحديث عن الضمانات قلت لعل القوى المختلفة تسعى إلى التوافق مع الإخوان والحرية والعدالة، وتقف مصطفة خلف مرشح الثورة الوحيد المتبقى، وتقدم الضمانات إلى الإخوان بالتوقف عن حملات الاساءة اليومية اليهم فى وسائل الاعلام ، او الاعتراف بما قدمه لهم الاخوان من تنازلات عند تشكيل الجمعية التأسيسية وموافقتهم عليها ثم عودتهم بصورة تثير الشك مرة أخرى– بفعل فاعل– عن هذا التوافق وإعلانهم رفض هذا التشكيل، لهذا فسيقدمون ضمانات للإخوان بعدم عودتهم مرة أخرى فى اتفاقاتهم مع الإخوان.
اعتقدت أن تلك القوى المختلفة سوف تقدم للإخوان الضمانات على عدم تركهم وحدهم فى المعركة مع فلول النظام السابق تلك المعركة التى لم يبدأ بعد منها إلا واقعتين فقط، وحى البرلمان والاستحقاق الرئاسى الذى لم ينته بعد، ومازال منها أم المعارك فى انتخابات المحليات، ثم بعد ذلك فى نزع رموز الفساد من كل مؤسسات الدولة التى اصبح جسدها كما جسد المدمن، والذى يحتاج الى وقت كى يخرج من جسده السم الذى زرعه فيه النظام السابق من فساد ومحسوبية ومحاباة ورشوة وسرقة وظلم وقتل و.......
السؤال المنطقى إذا هو من الذى يقدم ضمانات ومن الذى سيحصل على الضمانات؟!
فى الحقيقة إن هذا السؤال ليس صعباً بهذا القدر فجميعنا مدعوون لتقديم ضمانات بالالتزام بتحقيق اهداف الثورة التى أهمها إسقاط النظام السابق، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والقصاص لدماء الشهداء والمصابين.
نحن جميعا مدعوون لتقديم ضمانات لأمهات الشهداء وآبائهم
لتقديم ضمانات لمصر التى عانت لعقود من الانتهازية السياسية التى كان يمارسها النظام السابق والتى جعل مفرداتها جزءاً من مكونات الحياة السياسية لم تستطع أن تتخلص منه، حتى القوى الثورية، حتى عجزت بعض تلك القوى عن إجابة سؤال بسيط هو إلى من ستعطى صوتك فى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية؟
ورغم أنه سؤال سهل إلا أن بعض القوى عجزت عن الإجابة عليه! فهل يا ترى يعجز عن الإجابة على هذا السؤال رجل الشارع البسيط؟! لا أعتقد، فطالما أبهر المصريون العالم.
نحن مطالبون بتقديم اعتذار وضمانات للأمة العربية عن عدم قدرتنا واختلافنا فى إنجاح ثورتنا التى هى المحرك لتحرير الأمة العربية كلها.
من الذى يحتاج إلى الآخر..؟!
هل يستأثر الاخوان بحكم مصر؟ هل سيشركون معهم أحداً من شرفاء الأمة؟ هل سيشركون معهم القوى السياسية والثورية الأخرى؟
أسئلة أرى أنها خاطئة من البداية لأن الصحيح هو هل ستقف القوى الثورية وشرفاء الأمة مع الإخوان الذين يحتاجون إلى الجميع ليشكلوا جميعاً حائط صد ضد عودة إنتاج النظام السابق أم سيتركونهم منفردين ليحملوا أعباء الدولة الكبيرة التى لا يقدرون على حملها منفردين ليكتفوا بالوقوف فى مواقع المتفرجين والمنظرين دون أن يحملوا شيئاً من مسئولية وهموم الأمة تمهيداً لإفشال مشروع النهضة الذى قدمه الإخوان المسلمون.
أيها السادة إن الإخوان والحرية والعدالة ومرشحهم هم من بحاجة إلى الحصول على ضمانات بعدم انسحاب القوى الأخرى من المعركة وليس العكس.
فهل تستطيع تلك القوى أن تقدم تلك الضمانات لمحمد مرسى وحزبه؟
أم سيتركونهم وحدهم فى المعركة مع النظام السابق ليفشلوا ويفشل معهم مشروعهم كما يتمنى البعض ذلك أملا فى أن يصبح هو البديل فى تلك اللحظة السوداء التى إن جاءت لن يكون هناك شىء يمكن الناء عليه أو حتى الندم من الجميع، وساعتها لن ينفع الندم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة