انتظرنا طويلاً وطال غيابه علينا ولكن مع اقتراب حضوره لنا منهم من أصابه الذهول ومنهم من سعد ومنهم من أحبط ومنهم لم تفرق معه، ما أتكلم عنه هو رئيس مصر القادم، فالكل عنده حلم متعلق برئيس بعينه ولكن استوقفت عند شىء غريب ألا وهو: لماذا أصيب العديد من الشعب المصرى بالذهول عندما جاءت النتيجة بإعادة الانتخابات بين كلٍّ من الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق؟
فكان هذا الأمر واضحًا فإذا كانت رموز المعارضة لم تفكر إلا بمصلحتها الشخصية وأن يكون كل فرد فيها هو الرئيس فانقسامهم يذهب إلى الآخرين، كان العديد من المصريين وجدوا فى حمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمل والحلم القادم فبدلاً من انفراد كل واحد منهما بحلمه كان اجتماعهما نصرة لكل الأطراف، ولكن إذا كانت مصر أكبر من حلمهم لكانوا فعلوا وأنا لا أعاتبهم لأن النفس البشرية هكذا تطمع وتحلم وهذا معروف بالأنا والأنا الأعلى لأنهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء حتى يصلوا لدرجة التضحية من أجل مصر وبالتالى فإذا كنا نبحث الآن عن الحل فالحل سيختلف من شخص لآخر، فقد أجد مصلحتى عند شخص بعينه والآخر يجده فى من أراه ليس صالحًا لأن كل إنسان يختار وفقًا لآرائه وأهوائه الشخصية ومصلحته، ولكن مصلحة مصر من يفكر فيها؟ ومع احترامى لحمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفنوح فقد أخذتهما أهواؤهما عن مصلحة مصر فكيف يفعل الشعب؟
ولكن ما أجده من احتجاجات واعتراضات على النتيجة فهذا الشىء غير مبرر فلينتخب كل منَّا من يجده الأصلح ولنصبر فقد عرفنا طريقنا وتعلمنا أننا لا نسكت بعد اليوم فإذا انتصر مرسى أو شفيق فلنصبر حتى نرى ماذا سيفعل رئيس مصر القادم بالنسبة لحق شهدائنا وأموالنا المنهوبة وتعليمنا وأمننا ومحاسبة من أفسد حياتنا فإذا وجدناه صالحًا فهنا نقف مراقبين له وإذا وجدناه يسير وفقًا لأهوائه نرجع إلى ميداننا ولكن الآن علينا أن نصمت ولنهدأ حتى نرى ما سيكون حالنا، فالعهد الذى كنا نخشى فيه أن نتكلم عن ظلم قد مضى ولن نسكت بعد اليوم ولكن أن تستمر فى عدم القبول لرأى الشعب فهنا نحن ننادى بالديمقراطية ولا نستطيع أن نطبقها على أنفسنا.
فأتمنى أن نسمو فى حوارنا إذا اختلفنا فى آرائنا حول مرشح بعينه فقد أجد شخصًا مناسبًا لا تجده أنت كذلك فلتسمعنى وأسمعك، وكلٌّ منا حر فى قراره فلنجعل احترامنا لبعضنا طبعًا فى حياتنا وخاصة أن ما رأيته فى الواقع أن هناك بالفعل من انتخب "شفيق" ومنهم من انتخب "مرسى"، أى أنهما لم يفوزا بالتزوير ولكن برغبة ناخبين وجدوا فيهم شيئًا يختلف عن الآخرين فلنحترم آراءهم ولندع الأيام بيننا ولكن فليسأل كل إنسان نفسه: أيهما تفضل؟ وهذا هو السؤال الأهم.
إيمان محمد البستانى تكتب: أيهما تفضل.. مرسى أم شفيق؟
الأحد، 03 يونيو 2012 02:53 م