نيِّمها بنن العين..! وغمّض العين عليها، لو حَدِّ لمسها طمِّنها، وطَبطَب عليها، دلّعها حتى، خلى العالم كلو رهنِ إشارتها. هوّا يجيلها متروحلوش، خليها سِت، سِت كبيرة، أبداً مش تابعة لحَد..!
مصر دى كبيرة أوى يا سى مُرسى، حدودها سبع آلاف عام، والنيل والليل وحجر الساقية، والصعيد ورمل الإسكندرية..!
مصر دى متشبهش حَد، أحياناً تمسك بها القهقرى، هنيهات هنيهات، لكنها تعود للسيرِ فى درب الجلجلة.
مصر دى ما بتحبش الهواة، ولا الجُدد، لانها حملت على ظهرها عجايب الدنيا السبعة منذ غابر الأزمان، بطلة مش من اليوم، من زمان أوى..!
حَدِّق فى وتر العود، لأن الناس فيها كمنجات مطرَّزة، معهاش، متملِكش، لكنها غنية بروحها وبظلها، خلى ظلها عالى، عالى زى ما كانِت يوم شفافة فى العتمة الوارفة..!
نيلها قصيدة مائية، شعبها شُعَب مُرجانية مُلوَّنة، فُسيفساء بحرية تجشَّمَ الماء عناء رسمها ليُخرجها للعالم شهية بهية. ليلها محشو بالأهازيج والأبدية، النُص الأول غارق فى النوم، والنُص التانى بِحضَّر حقائب الفجر عشان يفتحها..!
عايزينها ترجَع بعد غياب، عايزينها تِملا الدُنيا حكايات بالجلابية الحرير اللى من قُطنَها ومن أرضَها ومن تَعبها وعَرقها، مش عايزين ثوب العرى والتخلى والتخاذل! عايزينها تنسى جرحها، وترخى نورها من جديد جدايل جدايل على سنابل قمحها. وبعد اليوم مفيش قمح من اميركا ولا غيرها. هى أميركا خلَّت حاجة حلوة فى عيون أهلها؟! مش عايزينها، مش عايزينها! عايزين مصر امنا لوحدها..!
نيّمها بنن العين، يا سى مُرسى، وخُد بالَك منها..! خليها بالأجنحة ترفرف لفوق عالى عالى، تِستَحِم بالغيم الأبيض وتنزِّل عن نفسها أسمال الرحلة المِهَبِّبَة لما دفنَت راسها فى الأرض يوم وقالت: "مَليش حاجة هِنا، ومَليش حاجة هِنا"..!
خُد بالك منها، يا سى مُرسي، واحرُسها ببطولات وأمجاد اللى يحبَّها..!!
***بالأجنبي***
مش عايزين حَد يكون وصى عليها، أهلاً بالجميع سُيّاح ومُغادرين Welcome To All بَس من بعيد متفرجين..!
عايزين مصر وحيزها ومواردها وعلماءها ميطلعوش برّا، عايزين يكون قرارها خارج من إرادتها من هناك من القاهرة، ميعرفش طريق اسمو البيت الأبيض ولا الغراب الأسود، عايزين مصر تكون لنفسها ولاخواتها العرب..!!
مها فتحى تكتب: النهاردة مش حتكلـِّم إلا مصرى..!
الجمعة، 29 يونيو 2012 08:10 م