أسدل الستار أخيرا على أول انتخابات رئاسية حقيقية فى تاريخ مصر، بفوز الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة على منافسه الفريق أحمد شفيق.
بداية أتوجه إليه بخالص التهانى باعتبار أنه جاء بإرادة الشعب المصرى عن طريق انتخابات حرة ونزيهة أشادت بها دول العالم بالرغم من كل ما شابها من بعض المخالفات والتجاوزات الإدارية.
أدعو الدكتور محمد مرسى أن يخلع عباءته الحزبية، وأن يكون رئيسا لكل المصريين بكل طوائفهم يسارا ويمينا، إسلاميين ومسيحيين، نساء ورجالا، شبابا وكبارا، وأن يقف على مسافة متساوية بين جميع الأحزاب والقوى السياسية وألا ينحاز لأحد على حساب الآخر وأن يمد يده للجميع، وألا يحاول إقصاء أى شخص أو أى فصيل أو أى تيار.
يجب أن يعى جيدا أنه رئيس لدولة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ ولها مكانتها الحضارية والثقافية، منذ آلاف السنين، ولها وضعها الإقليمى والدولى، وأنها محط أنظار العالم بأكمله، فما من حدث يحدث فى مصر إلا وله تأثيره على بقية جيرانها، وهذا يستلزم حسن اتخاذ القرار فى التوقيت المناسب وبما يتناسب مع مصلحة مصر أولا وأخيرا، مع ضرورة عدم الدخول فى مغامرات غير محسوبة قد تكلفنا الكثير.
أدعوه أن يحسن اختيار معاونيه من أهل الخبرة والكفاءة أصحاب الرؤية والعقول المستنيرة من أبناء مصر الذين لا يبغون إلا مصلحة هذا البلد ونهضته ورخائه، وأن يتخلى عن الاعتماد على أهل الثقة الذى عانينا من اختيارهم طوال العقود الماضية وكانت نتيجته تدهور وتراجع فى كل شىء.
يجب أن يعرف أن الشعب المصرى قد قام بثورة 25 يناير المجيدة من أجل القضاء على الاستبداد والظلم والفساد والقهر، ومن أجل الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية وأنه لم يرض بعد الآن أن تهان كرامته أو أن تقيد حريته أو أن يستهان بحقوقه لأن السيادة له أولا وأخيرا والرئيس ما هو إلا خادم له وليس سيده، وإلا فإنه سيثور مرة أخرى، وميدان التحرير ليس ببعيد.
علينا نحن المصريين أن نكون على قلب رجل واحد، وأن نتحمل مسئولياتنا أمام الله والتاريخ، وأن نعلم جيدا بأن الدكتور محمد مرسى لا يستطيع بمفرده أن يفعل كل شىء، أو أن ينجز كل شىء فلابد من مساندته ودعمه حتى نعبر من عنق الزجاجة، ونستطيع أن نقود سفينة الوطن إلى بر الأمان.
التحية واجبة إلى شهداء ثورة 25 يناير، الذى لولاهم ما استطعنا أن نصل إلى هذا اليوم الذى نختار فيه رئيسنا وحاكمنا بكامل حريتنا وبإرادتنا وبدون تزوير.
التحية أيضا واجبة لقضائنا العظيم الشامخ المتمثل فى اللجنة العليا للانتخابات وفى القضاة المشرفين على الانتخابات الذين تحملوا مسئولياتهم كاملة، وأدوا واجبهم على أكمل وجه بالرغم من كل حملات التشهير والتكذيب التى تعرضوا لها .
وأخيرا التحية واجبة إلى الجيش والشرطة على تأمين العملية الانتخابية وخروجها بصورة مشرفة تليق باسم مصر وشعبها.
السيد الرئيس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة