هناك حكمة إلهية من كون الحمل 9 أشهر، حيث تتكون الأعضاء فى الثلاثة أشهر الأولى، وتأخذ شكلها فى الثلاثة أشهر التالية، وتتكون الأعضاء فى الثلاثة أشهر الأخيرة، ويأتى بعدها الولادة لينتقل الطفل من جو الرحم المكيف إلى الجو الخارجى ليستطيع التعامل معه بكل تبعاته.
وعند ولادة الطفل قبل موعده خاصة قبل الشهر الثامن تكون أنسجة الجسم غير مكتملة النمو فلا يستطيع التعامل المباشر مع العالم الخارجى ويحتاج إلى وضعه فى حضانة توفر له جوا مكيفا ومعقما وغذاء خاصا بهذه المرحلة حتى يكتمل نمو الرئة، وجهاز المناعة والقلب والمخ، ليتعامل بعد ذلك مع الجو الخارجى بدون مشاكل صحية.
ويعرف الطفل المبتسر لمن هم أقل من 32 أسبوعا عند الولادة ووزنهم أقل من كيلو ونصف مما يضطر طبيب الأطفال لوضعهم فى الحضانة وإعطائهم أكسجين بوسائل متعددة حتى يكتمل نموهم ومن أهم الأنسجة الموجودة فى العين التى تتأثر بالولادة المبكرة هى الشبكية، حيث يكتمل نموها فى الظروف الطبيعية فى آخر الشهر الثامن، وتكون الولادة المبكرة فى الطفل المبتسر سببا رئيسيا لعدم نموها، والذى يظهر بفحص شبكية العين بعد الولادة بشهر كإجراء روتينى فى كل الأطفال المبتسرين، حيث إن تغيرات الشبكية عند الطفل المبتسر تمر بـ 5 مراحل وقد تنتهى بفقدان الإبصار تماما فى المرحلة الخامسة، وذلك إذا حدث للطفل انفصال شبكى تليفى بالعينين فى الفترة من شهر إلى ثلاثة أشهر بعد الولادة إذا لم يتم فحص الطفل فى الموعد المناسب وتشخيص المرض مبكرا عند بدايته حيث تتكون أنزفة بسيطة بالشبكية يتم علاجها فورا، عن طريق حقن مواد علاجية بالعين وعمل ليزر لأطراف الشبكية ويمنع ذلك تطور المرض وحدوث تليفات وانفصال شبكى بالعينين.
ويعتبر التدخل فى الوقت المناسب لتطورات المرض سببا رئيسيا لمنع فقدان الإبصار حيث يستطيع الطبيب المعالج المحافظة على النظر واستقرار الشبكية ليكبر الطفل ونظره طبيعيا ومتعايشا مع المجتمع الخارجى ونظره طبيعيا.
ولحسن الحظ أن شبكية عيون الأطفال المبتسرين تنمو نموا طبيعيا فى معظم الحالات، دون أى تدخل من الطبيب المعالج ويستوجب الأمر فحص ومتابعة عيون الأطفال حتى يكتمل نموها، وذلك لاكتشاف النسبة القليلة من الأطفال الذى يتطور لديهم المرض تطورا سلبيا قد ينتهى بفقدان البصر لكى يتسنى للطبيب المعالج التدخل فى الوقت المناسب ومنع حدوث ذلك.
أما فى حالة تطور المرض فى المرحلة الخامسة فقد يلجأ الطبيب إلى التدخل بإجراء جراحات دقيقة لإزالة التليفات ومحاولة إصلاح الانفصال الشبكى بالتدخل الجراحى عن طريق عمليات الجسم الزجاجى وللأسف فإن نسب نجاح هذه العمليات فى المراحل المتأخرة لا تتجاوز 20 % ولذا يجب الاكتشاف والعلاج فى الوقت المبكر قبل استفحال المرض.
وننصح الأمهات بضرورة عرض الطفل المبتسر على طبيب العيون المتخصص بعد شهر من ولادته وهذا الفحص يعتبر هاما جدا للطفل فى هذه الفترة للمحافظة على سلامة عينيه ونظره طوال حياته.
عدد الردود 0
بواسطة:
منى هبد
طفلتى مبتسرة