بنسبة كبيرة لن يقبل البرادعى الوزارة، لذلك لن يطلبها الإخوان مرة أخرى، هم يعرفون، والدكتور أيضا يعرف أنهم يعرفون، فالدكتور يريد أن يبقى رمزا، كيانا غامضا، الرجل رقم صفر الذى لو حدث وأتى لفعل وعمل وسوى الهوايل، لكنه يا خسارة لم يأت ولم يفعل ولم يسوى الهوايل.
يريد البرادعى أن يظل صورة فى البرواز خلف مكتب الثورة، حتى لو أغلقوا المكتب، وتكسرت واجهاته من لعب العيال فى الشارع.
يعرف الإخوان هذا، يعرفون أيضا أن الدكتور من الذكاء بحيث يحافظ على نفسه رمزا لا يتم اختباره، الرموز التى تم اختبارها سقطت، والذين أتوا من الميدان أيضا سقطوا، لذلك لجأوا للتبريرات.. من أول عصام شرف، وانتهاء بيحيى الجمل.
يعرف البرادعى فى الوقت نفسه أنه لو ظل مكانه، فسوف يسقط أيضا، ربما لذلك دفع بتبريرات من نوع جديد. كل الذين سقطوا دفعوا نقدان الدكتور الوحيد الذى دفع بالفيزا، أو كأنه قال: لن أشترى الآن، لذلك لن أدفع الآن.
لا أحد يعرف متى يشترى البرادعى، ولا ما الذى يمكن أن يشتريه ولم يره الآخرون ضمن المعروض!
سبق البرادعى إعلان الدكتور مرسى وتكلم عن مفاوضاتهم للوزارة، قيادات فى الرئاسة قالوا: تكلمنا مع البرادعى ضمن آخرين، صمت الآخرون بينما البرادعى الوحيد الذى سرب كلاما.
عاد لشروط "الصلاحيات المطلقة" مرة أخرى.. ماذا يعنى رئيس وزارة معين، بصلاحيات مطلقة فى وجود رئيس جمهورية منتخب؟
قبل وزارة الجنزورى جربها الدكتور مع المجلس العسكرى، قال لهم صلاحيات مطلقة، فكلموا الجنزورى، فعاد البرادعى وقال: طب كاملة، فعينوا الجنزورى بصلاحيات رئيس وزراء، فخرج البرادعى مغاضبا ينادى بمجلس رئاسى!
لما انسحب من انتخابات الرئاسة قالك: المناخ السياسى ملوث، ولما نادى به الميدان، تعلل بعدم قدرته على العمل فى ظل حكم العسكر، ولما جاء الرئيس من الإخوان، قال إنه رفض، لا يمكن للدكتور الحديث عن رئاسة مجلس رئاسى فى وجود رئيس!
قالوا له منذ شهور: لكن المجلس الرئاسى معين، بينما تنادى بالانتخابات؟ قال: هو الطريق للانتخابات. عادوا وقالوا: لكن الرئاسى مفروض على المصريين بعد ٣٠ عاما من الديكتاتورية، قال: خليها واحد وثلاثين سنة.
نحن وحدنا الذين طالبنا بانتخابات، دخلها ١٣، انتقل اثنان للإعادة، فطالبنا بمجلس رئاسى يضم ٣ من الساقطين، برئاسة البرادعى الذى لم يدخل الانتخابات من الأساس!
أعرف مهندس بترول طلبوه على بريمة فى بلد عربى. الراجل معلق شهاداته على الحيط، وتحت زجاج المكتب. وعلى بربريز العربية الأمامى والخلفى. لما بعثوا بعقد العمل رد يطلب: مناخ مكيف لايمت لجو الخليج بصلة، مع أن الشركة فى الخليج، طلب اختيار شركات التنقيب فى الحقول المجاورة وأسماء العاملين فيها، وطلب أن يأتى ليعمل بشرط أول ما يضرب البريمة " تطلع بترول"، أذكر أن الشركة ردت على خطاب طلباته بمائة علامة استفهام.
نحن وحدنا الذين يفضل رموزنا صورهم فى البراويز على الحوائط وفى الشوارع.. دون النزول للشوارع.. وحقول البترول!