مصطفى النجار يكتب: انتهى السباق ولكن لم تنته المسابقة

الخميس، 28 يونيو 2012 05:22 م
مصطفى النجار يكتب: انتهى السباق ولكن لم تنته المسابقة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن لم أكن مخطئا فى فهم المعنى اللغوى فإن السباق هو مرحلة من مراحل المسابقة، التى من المفترض أن تكون طويلة المدى ومتعددة المراحل.

وعمليًّا انتهى سباق مصر باختيار الدكتور محمد مرسى رئيسًا للجمهورية، ولكن لم تنته المسابقة التى بدأت لتوها، وإن شاء الله لن تنتهى. والمقصود من كل مسابقة أو سباق هو إظهار الأفضل فى المجال الذى يتم التسابق فيه. وإن افترضنا - مرحليًّا - أن الدكتور مرسى هو الأفضل فإن عليه أن يعترف بأن هناك من هو فاضل حاليًّا ومن الممكن أن يكون الأفضل مستقبلاً. وعليه أن يفرز ويعرض أفضل ما عنده من بضاعة - وهذا لصالحه كرئيس وللصالح العام للدولة - وإلا فإن المرحلة المقبلة يمكن أن تلفظه بسهولة، وبخاصة أن الشعب عرف الشوارع والميادين واعتاد برد الرصيف ولسعة الشمس.

وإذا كنا فى سنة أولى ديمقراطية (أعدنا اكتشافها حديثًا)، وإذا كنا نريد أن نعايشها بالطريقة السليمة، فأعتقد وأتمنى أن نقوم بها بطريقة صحيحة، وعلى الطريقة الإسرائيلية (ومعذرة على المثل).

بمعنى أن من له فى السياسة يجب عليه ألاَّ يبتعد عن الحلبة. فإننا نرى مجلس الوزراء الإسرائيلى لا تتغير فيه الوجوه أبدًا، إلا بالموت. فإن رئيس الوزراء الحالى يكون وزيرًا فقط فى الوزارة المقبلة، أو رئيس وزراء مرة أخرى فى الحكومة التى تليها. أنا لا أدعو إلى التشبث بالكراسى، ولكن أدعو من لديه خبرة فى أى مجال - وخصوصًا فى الفترة المقبلة والتى من الممكن أن تطول بعض الشىء – إلى ألاَّ يذهب بعيدًا ويقول إنه لم يتم انتخابى وسوف أدخر مجهوداتى وبرنامجى الإصلاحى أو الاقتصادى، أو أيًّا كان مجال التخصص، للانتخابات المقبلة.

إن مصر فى حاجة إلى كل ذى خبرة، وما أكثرنا، كلٌّ فى مجاله، للنهوض بالبلد بعد العثرة أو الكبوة الطويلة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى النفسية بالنسبة للشعب.

وأرجو من الرئيس أن يقوم بمبادرة تكون الأولى من نوعها بدعوة منافسيه فى الانتخابات بالتقدم للعمل معه ومساعدته فى الإصلاح، وليكن أن يقدم كل منهم جزءًا من برنامجه الانتخابى الذى كان يعلن عنه فى المنافسة ليتم تنفيذه أو الاستعانة به.

وعلى المنافسين ألاَّ ينأوا بأنفسهم ويأخذ كل من ركنًا ينظر منه إلى أعمال الرئيس وينتقد حكومته وبرنامجه نقدًا سلبيًّا، بل عليهم جميعًا أن يكونوا معًا فى الإصلاح والتنمية والنهوض بهذا البلد الكبير، وأقصد الكبير فى كل شىء بدءًا من تعداد سكانه إلى مساحته وموقعه السياسى وموقعه العربى.

إن أنظار العالم والعرب خاصة تتجه الآن إلى مصر فى الفترة المقبلة. فيجب على الجميع أن يعملوا بقلب نابض وضمير حى لاجتياز الفترة المقبلة، والعمل على إرساء المبدأ الذى قامت من أجله تلك الثورة، ألا وهو: عيش (خبز باللهجة المصرية، بعد أن أكل الجوع أكباد الملايين، وأتخمت المليارات من المال القليلين)، حرية (بعد أن جثم النظام السابق ثلاثين عامًا على صدورهم يمنحهم النَّفَسَ "بالقطارة")، وعدالة اجتماعية (بعد أن ازداد الغنى غنًى فاحشًا، وازداد الفقير فقرًا مدقعًا).

وكما قلت فى أول الحديث على الجميع أن يفرزوا أفضل ما لديهم فإن السباق لم ينته بعد، والجائزة هى "المحروسة".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة