محمود كرم الدين محمود يكتب: الحضارة الجديدة لمصر

الخميس، 28 يونيو 2012 07:05 م
محمود كرم الدين محمود يكتب: الحضارة الجديدة لمصر صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تأملى فى حال أهل بلدى ينتابنى العجب العجاب، ففى مصر قد تجد كل التناقضات متجاورات فى انسجام عجيب، قد تجد المهزوم يعلن النصر، وتجد المنتصر يحتفل بانتصاره قبل إعلانه، وتجد الحاكم الحقيقى يسلم السلطة، وفى حقيقتها لم تسلم بعد، قد تجد الفقير يسير فى رضا وعزة الأغنياء، والغنى يعيش عيشة الفقراء، قد تجد من يفتخر بحضارة سبعة آلاف عام، وحين تسأله عما ساهم فى تلك الحضارة لتستمر يمتنع الكلام، لأن الحضارة صنعت بأفعال حقيقية ونضال، أكيد بناة الأهرام لم يختلفوا على تصميمه حتى القتال، بل اختاروا أفضل من يقوم به وساعدوه حتى أتموا الأمر على أحسن وجه.

أشعر أننى كمصرى ليس من حقى أن أفخر بحضارة لم أساهم فى بناءها ولا الحفاظ عليها ولا حتى تكلفت مشقة الإطلاع على تاريخها، لتأمل أسرار ظهورها وأخذ العبر من نهاياتها، ولكن لى أن أعتز بشارع حافظت على نظافته، وكلمة حق علمتها لمن طالته عباراتى، وسعيت لمنع العديد من الفتن فى بيتى وأهلى ووطنى قدر استطاعتى، ربما بذلك لم أصنع حضارة مثلما صنعها أجدادى، لكن ساهمت قدر استطاعتى فى بناء حضارة جديدة.

أصدقكم القول أنى أشعر أن المصرى على أعتاب حضارة بدأت منذ زمن بعيد ثم بتلك الثورة ظهرت بقوة، فما تلك الثورة إلا نتاج العديد من كلمات الحق التى تعلمناها سراً ثم أعلنت، والعديد من البطولات الفردية على مدى سنوات التى شاء الله أن تجمعت، وبدا المصرى كما لم يظهر من قبل، يتعلم من أفعاله بأسرع مما يصدقه عقل، ويتعلم من اختياراته وتجاربه حتى أصبحت أعمق بالوزن والثقل.

إن بالأيام القليلة القادمة لدروس وتجارب من يستفيد منها فى اختياراته ربما كتب اسمه فى سجل بطولات الحضارة الجديدة، أما من ظل متمسكاً بدروسه الفاشلة القديمة من النفاق والرشوة والخداع فلا عزاء للأغبياء الذين يعطيهم الله فرصة عمل الخير والنقاء لكنهم يفضلون العيش بمستنقع الفساد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة