جولة وزير البيئة بمحميات سيناء وشرم الشيخ

تفقد اليوم الخميس الدكتور مصطفى حسين كامل وزير الدولة لشئون البيئة محميات جنوب سيناء ومركز التدريب ومركز الزوار بمحمية رأس محمد والحديقة النباتية بشرم الشيخ (حديقة السلام)، لمتابعة ورصد آليات رفع كفاءة محميات الجنوب فى إطار مشاركة الوزارة بالمشروع القومى لتنمية سيناء.

بدأت الجولة منذ الصباح الباكر من الحديقة النباتية (حديقة السلام) بشرم الشيخ لبحث إمكانية تعظيم الاستفادة منها، خاصة أنها تحوى ما يقرب من 10 أفدنة من النباتات الطبية النادرة ومركز للأبحاث يضم مجموعة من البذور التى تنفرد بها مصر (معشبة) من الأنواع المتوطنة ومكتبة علمية وقاعات مؤتمرات، ومعرض المنتجات السيناوية والتراث السيناوى وتضم الحديقة متحفين أحدهما لمحميات جنوب سيناء والآخر متحف السلام عبر العصور المختلفة.

واستمع الوزير خلال الجولة إلى شرح مفصل عن تاريخ المنطقة وتطورها عبر العصور التاريخية المختلفة، بالإضافة إلى أهم مشروعات التنوع البيولوجى.

وشملت الجولة مقر إدارة محميات سيناء بشرم الشيخ لمتابعة الإنجازات فى مجال رفع الكفاءة للبنية الأساسية والإمكانيات الفنية والإدارية لهذه المحميات، بالإضافة إلى آليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لها.

وقام الوزير بزيارة مركز التدريب والإدارة للمحميات الطبيعية بهدف رفع كفاءة المركز وتعظيم الاستفادة منه، وبحث إمكانية تحويل الفندق الموجود به إلى فندق بيئى بعد إجراء تعديلات عليه قدر المستطاع ليتوافق مع الإسلوب البيئى، حيث أنشئ المركز عام 2000 بالتعاون المشترك بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبى بهدف نقل المهارات التى تم اكتسابها من خلال خبرات طويلة فى مجالات حماية الموارد الطبيعية وإدارة المحميات والتنمية المستدامة بجنوب سيناء، بالإضافة إلى توفير التدريب الأساسى للكوادر البشرية العاملة فى مجال حماية الطبيعة.

وتمتد خدمات المركز على المستويات الإقليمية والدولية عن طريق تنظيم الدورات والمؤتمرات وورش العمل والندوات، بالإضافة إلى دعم البحث العلمى فى مجال حماية الموارد الطبيعية ونشر التوعية البيئية.

ويوفر المركز إمكانية دراسة التغيرات فى البيئة الطبيعية ودعم برامج الرصد البيئى وإدارة المحميات، كما يقوم المركز بدعم العلماء من المؤسسات التى تعمل بالتعاون مع جهاز شئون البيئة، وتتضمن برامج التدريب محاضرات ودراسات معملية وزيارات ميدانية تهدف لزيادة مهارات العاملين فى مجال إدارة الموارد الطبيعية كما تثرى الدراسات الحقلية وتزيد من الخبرة العملية للدارسين.

وتوجه كامل إلى مركز الزوار بمحمية رأس محمد والذى يقع عند مرسى غزلان ويقدم للزائرين معلومات حول تسهيلات واستعدادات المحمية والمواقع ذات الأهمية الطبيعية الخاصة والمداخل إلى أماكن الغوص وأماكن إقامة المخيمات وشروط استخدامها ويقوم خبراء بالمحمية بإعداد مواد عرض خاصة لتقديمها للزائرين.

وطالب كامل بتطوير المركز ليواكب متطلبات العصر ويقدم خدمات أفضل للزوار للتعرف على المحمية وكل ما تتضمن من تنوعات بيولوجية متميزة، وإمكانية العرض الحى للشعاب المرجانية من خلال كاميرات يتم زرعها بالبحر لإتاحة الفرصة للزوار لرؤية حية لها مما يقلل من فرص الإضرار بالشعاب.

ويأتى الاهتمام بمدينة شرم الشيخ ضمن مخطط الدولة لتصبح مدينة خضراء بكل ما يندرج تحت هذا المفهوم من اشتراطات منها ترشيد استهلاك الطاقة واستغلال الموارد الطبيعية فى البناء، وإعادة التدوير للمخلفات بعد فصلها من المنبع واستخدام مياه الصرف المعالجة فى أعمال رى المسطحات الخضراء.

جدير بالذكر أن وزارتى البيئة والسياحة ومحافظ جنوب سيناء وقعوا برتوكول تعاون لتطوير مدينة شرم الشيخ وجعلها مدينة خضراء لتصبح مقرا سياحيا عالميا أخضر بحلول عام 2020، ويأتى توقيع البرتوكول فى ضوء التعاون المشترك بين الجهات الموقعة عليه لدعم وتنفيذ الإجراءات اللازمة من خلال جميع الأجهزة المعنية والتابعة للوزارتين والمحافظة، ووضع استراتيجية تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء.

ويشمل تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء عدد من الإجراءات منها خفض نسبة انبعاثات الكربون وتوفير مصدر دائم للمياه، وإدارة متكاملة وجيدة وفعالة للمخلفات السائلة والصلبة ومراعاة الشروط البيئية لها، والحفاظ على التنوع البيولوجى وتطوير رياضة الغوص واستخدام الطاقة المتجددة.

وكانت وزارة البيئة قد تبنت فى السنوات الأخيرة الدعوة لنشر مفهوم المدن الخضراء والتعريف به والحث على تبنيه فى المجتمعات العمرانية فى مصر، باعتباره أحد السبل الهامة للتخلص من زيادة انبعاثات الكربون فى الهواء، حيث تم إعداد دراسات لتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء كمبادرة لتطبيق المبدأ فى عدد من المدن الأخرى.