الفريق عبد العزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوى: "العسكرى" اتخذ كافة الإجراءات لضمان المحافظة على كيان الدولة.. وتحلينا بأقصى درجات ضبط النفس رغم الانتقادات القاسية.. وشرعيتنا مستمدة من الشعب

الخميس، 28 يونيو 2012 01:13 م
الفريق عبد العزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوى: "العسكرى" اتخذ كافة الإجراءات لضمان المحافظة على كيان الدولة.. وتحلينا بأقصى درجات ضبط النفس رغم الانتقادات القاسية.. وشرعيتنا مستمدة من الشعب الفريق عبد العزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوى
كتب محمد أحمد طنطاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحتفل قوات الدفاع الجوى بعيدها فى 30 يونيو من كل عام، حيث سطر رجالها البواسل واحدة من أيام العسكرية المصرية الخالدة، واستطاعوا فى ظروف بالغة التعقيد استكمال إنشاء حائط الصواريخ الحصين، فى إنجاز تاريخى غير مسبوق مكّن قوات الدفاع الجوى من بتر الذراع الطولى للعدو الإسرائيلى، واستطاعوا فى مثل هذا اليوم عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات، وأسر الطيارين الإسرائيليين.. "اليوم السابع" حضر المؤتمر الصحفى الذى عقدته قيادة قوات الدفاع الجوى ونعرض تفاصيله فى السطور التالية.

أكد الفريق عبد العزيز سيف الدين، قائد قوات الدفاع الجوى عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن القوات المسلحة جزء لا يتجزأ من الشعب المصرى العظيم تشاركه على مر تاريخه أحلامه وآماله، وتسعى دائما إلى الوقوف بجواره فى محنه وأزماته، ولذلك جاء قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ بداية أحداث ثورة 25 يناير بالانحياز للمطالب المشروعة للشعب والوقوف إلى جانب الثورة حتى تحقق أهدافها.
وأضاف أن جميع أفرع وهيئات وإدارات القوات المسلحة قامت بتقديم كافة أنواع الدعم لصالح رفع المعاناة عن أفراد الشعب وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، انطلاقا من مسئولياتها تجاه الشعب، ثم قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة باتخاذ كافة الإجراءات التى تضمن المحافظة على كيان الدولة، وتم وضع خارطة طريق محددة بالتوقيتات لإتمام عملية التحول الديمقراطى، بدءا من الاستفتاء على التعديلات الدستورية ومرورا بالانتخابات البرلمانية، ثم الانتخابات الرئاسية التى شهد العالم كله بنزاهتها.
وأوضح الفريق سيف الدين خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بمناسبة عيد قوات الدفاع الجوى أن القوات المسلحة واجهت العديد من التحديات التى تمثلت فى تعطل كافة مؤسسات الدولة، وتراجعا حادا فى اقتصاديات البلاد فى ظل انهيار أمنى وانفلات إعلامى وأخلاقى، وهو إن كان لا يتفق مع طبائع المصريين إلا أنه يعتبر هينا إذا ما تمت مقارنته بما يحدث فى الثورات على مستوى العالم، لافتا إلى أن القوات المسلحة كعادتها فى إدارة الأزمات استطاعت من خلال خطط متكاملة إعادة تشغيل مؤسسات الدولة، ودفع عجلة الإنتاج وتقديم الدعم الكامل للمؤسسة الأمنية لإعادة الانضباط للشارع والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس أثناء التعامل مع الانتقادات الحادة التى وجهت لها من بعض العناصر التى لم تدرك خطورة الوضع الذى تمر به البلاد، حرصا من القوات المسلحة على العبور من الأزمة بأقل خسائر ممكنة، مؤكدا أن القوات المسلحة نجحت فى إدارة الأزمة بكثير من الحكمة والهدوء والترفع عن الصغائر حتى يتم استكمال البرنامج المخطط وتسليم البلاد للسلطة المنتخبة.

وأشار الفريق سيف الدين إلى أن ما تشهده مصر حاليا من أحداث غير مسبوقة جاء نتاجا لثورة 25 يناير التى استطاعت أن تنقل مصر إلى عصر جديد من الديمقراطية الحقيقية، كما يعتبر وفاء للعهد الذى قطعه المجلس الأعلى للقوات المسلحة على نفسه حين تسلم سلطة البلاد فى فبراير من العام الماضى بتحقيق أهداف الثورة، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة على أسس وقواعد صحيحة من خلال عدة مراحل لإعادة تشكيل المؤسسة التشريعية للبلاد بإرادة حرة، مؤكدا أن مستقبل الحياة السياسية فى مصر سيكون مختلفا تماما عن ذى قبل بعدما شعر كل مواطن بأهميته فى صنع مستقبل وطنه وأنه لا مصادرة على رأيه.

وقال قائد قوات الدفاع الجوى، إن القوات المسلحة حامية لمقدرات الشعب ودرع للوطن وسيف ضد أعدائه، تستلهم شرعيتها من ثقة الشعب بها، والتى تمتد عبر آلاف السنين وهى دائما مصدر فخر للشعب المصرى ورمزا لعزته وكرامته، وقد أعلن المشير حسين طنطاوى القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن القوات سوف تقدم نموذجا يحتذى به فى المستقبل لانتخابات لم تشهدها مصر من قبل، وقد شهد الجميع بنزاهة الاستفتاء على التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية والرئاسية، وسط متابعة من منظمات محلية وإقليمية ودولية أقرت بأن هذا النموذج غير مسبوق فى منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف سيف الدين: "القوات المسلحة وضعت طبقا لتقاليدها الراسخة خطة متكاملة الأركان لتنفيذ الانتخابات، اشتركت فيها كافة القيادات والهيئات والإدارات والتشكيلات التعبوية لتحقيق التأمين الإدارى والطبى والمعنوى للانتخابات، وشاركها فى تحقيق ذلك المؤسسة القضائية الشامخة ووزارة الداخلية وكان لها دور إيجابى، حيث شعر المواطن بأهمية مشاركته فى صنع مستقبل بلاده، وأقدم على ذلك بكل شجاعة وثقة فى أن قواته المسلحة هى التى تدير العملية الانتخابية، وكان الأداء الراقى للقوات المسلحة مظهرا مشرفا لكل مصرى أثناء تأمين الانتخابات، والعبور بالبلاد للديمقراطية الحقيقية.

وفى تساؤل حول مشاركة قوات الدفاع الجوى بالتعاون مع باقى التشكيلات التعبوية فى تأمين جميع مراحل العملية الانتخابية دون الإخلال بتنفيذ المهام الرئيسية لها فى تأمين المجال الجوى لجمهورية مصر العربية، أكد سيف الدين عضو المجلس العسكرى أن القوات المسلحة قامت بدور بارز ومشرف فى تأمين الجبهة الداخلية وحماية المنشآت والأفراد والتصدى لأعمال التخريب والقبض على الخارجين عن القانون.

وشدد على أن القوات المسلحة لن تدخر وسعا فى تخفيف العبء عن الشعب المصرى بجميع فئاته والمشاركة البناءة الحكيمة فى درء كافة المخاطر والتحديات الخارجية والداخلية، وهو ما يقوم به الدفاع الجوى كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وطبقا لمواقع تمركز وحداته المقاتله فإنه ينتشر فى جميع ربوع الدولة، وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة، وتقتضى طبيعة عمله تواجد أطقم القتال فى الخدمة بصفة مستمرة سلما وحربا، الأمر الذى حمّل قوات الدفاع الجوى عبء متابعة الأحداث الجارية منذ بدايتها بصفة مستمرة ليلا ونهارا وتلقى كافة البلاغات عن المواقف المختلفة التى حدثت أثناء تلك الفترة، وتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بالتنسيق مع أجهزة القيادة العامة، وكان للدفاع الجوى دور عظيم فى التصدى لجميع محاولات التخريب بالاشتراك فى تأمين الأسلحة والذخائر، والقبض على الهاربين من السجون والخارجين على القانون، بالإضافة إلى اشتراك عناصر الدفاع الجوى فى معاونة الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية فى تأمين وحماية الأفراد والمنشآت المدنية والأهداف الحيوية بالدولة، كل فى نطاقه، وكذلك تأمين مقار لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وردا على سؤال حول حائط الصواريخ وكيف تم إنشاء هذا الحائط أكد الفريق عبد العزيز سيف الدين أن حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم حصينة، قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى للتجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة، مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كيلو مترا شرق القناة، هذه المواقع تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثلة فى قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير الدفاع الجوى المدفعية المضادة للطائرات، وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى هدم ما تم تشييده، إلا أن رجال الدفاع الجوى قاموا بدراسة وتخطيط هذه المهمة، وكان الاتفاق على بناء حائط صواريخ باتباع خيارين، الأول القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات، وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام التحصينات أو الخيار الثانى من خلال الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها أسلوب الزحف البطىء، وهو ما استقر عليه الرأى وتم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو، وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين القاهرة وجبهة القناة.

وردا على سؤال حول كيفية قيام الدفاع الجوى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر أوضح الفريق عبد العزيز سيف الدين أن التخطيط بدأ مبكرا لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية، حيث تم تسليحها بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا، وطائرات فانتوم وإسكاى هوك من الولايات المتحدة حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى 600 طائرة من أنواع مختلفة.

وقال إنه كان على قوات الدفاع الجوى المصرية أن تتصدى لهذه الطائرات، وقامت بتحقيق ملحمة فى الصمود والتحدى والبطولة والفداء، وقامت باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمر، واستطاعت القوات المصرية خلال أشهر إبريل ومايو ويونيو ويوليو وأغسطس عام 1970 تدمير وإسقاط أكثر من 12 طائرة فانتوم وكاى هوك وميراج، مما أجبر إسرائيل على قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح 8 أغسطس عام 1970، وبدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام 3 البتشورا وانضمامها لمنظومة الدفاع الجوى بنهاية عام 1970 وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع القوات المصرية غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى "الإستراتوكروزار" صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وإدخال منظومة حديثة من الصواريخ لاستكمال بناء الحائط الصاروخى، تمهيدا لحرب التحرير، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة، لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس، بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية وسياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية.

وفى سؤال حول مدى استخدام البحث العلمى فى تطوير الأسلحة والمعدات بقوات الدفاع الجوى أكد الفريق عبد العزيز سيف الدين أن قوات الدفاع الجوى تهتم بجميع مجالات البحث العلمى التى يمكن الاستفادة منها فى تطوير الأسلحة والمعدات، وأكد أنه يوجد بقوات الدفاع الجوى مركزا للبحوث الفنية والتطوير، وهو مسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط الهندسيين الفنيين المستخدمين للمعدات، حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عمليا بدءا بإجراءات الاختبارات المعملية، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى، ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة، بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العملية بما يحقق الارتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى، بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الاستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها.

وأشار الفريق سيف الدين إلى أن وسائل تدعيم مجالات البحث العلمى لضباط الدفاع الجوى كثيرة منها قيام كلية الدفاع الجوى بعقد الكثير من الندوات والمحاضرات التى يشارك فيها الأساتذة المدنيون من الجامعات المصرية من مختلف التخصصات، كذلك الاشتراك فى الندوات التى تقيمها هيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا والكلية الفنية العسكرية، وكذلك أيضا من خلال إيفاد ضباط الدفاع الجوى إلى الخارج لتبادل العلم والمعرفة مع الدول الأخرى والحصول على الدرجات العملية المتقدمة "الماجستير والدكتوراه" لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم.

وبيّن الفريق سيف الدين أن قوات الدفاع الجوى تحرص على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها فى المجال العسكرى من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة، بالاستفادة من التعاون العسكرى بمجالاته المختلفة طبقا لأسس علمية يتم اتباعها فى القوات المسلحة، وتطوير وتحديث ما لديها من أسلحة ومعدات، بالإضافة إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة فى الترسانة العالمية حتى يتحقق الهدف المنشود، ويتم تنظيم التعاون العسكرى من خلال التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات، وإجراء أعمال التطوير طبقا لعقيدة القتال المصرية، إلى جانب التعاون فى تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول، حيث تسعى قوات الدفاع الجوى إلى زيادة محاور التعاون فى كافة المجالات.


















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة