
«عندما قرأت الصفحة الرئيسية لمجلة «التايم» الأمريكية فى يناير الماضى عن الشباب المصرى وكيف استطاع أن يقوم بثورة تغير مجرى تاريخ بلاده، تساءلت عن الإرث الذى نتركه نحن الشباب الأمريكى لبلادنا وكيف سنغير مجتمعنا، خاصة أن جيلنا يعرف بأنه الجيل الذى سيغير العالم»، هكذا استهلت مارى جونزاليس، أول وأصغر ممثلة ديمقراطية امرأة لمقاطعة «لوار فالى بالبازو» فى بيت تكساس السياسى -حديثها للمتطوعين فى حملة «مارك ستراما» السياسية لدعم الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى انتخابات نوفمبر المقبلة.
«اليوم السابع» تواجدت داخل حملة «مارك ستراما» الداعمة للرئيس الحالى باراك أوباما، داخل ولاية تكساس المعروفة بانتماءاتها للحزب الجمهورى.
ومضت مارى جونزاليس تقول إن الشباب الأمريكى ربما لا يكون نشطا على الساحة السياسية، نظرا لأنهم ليسوا الفئة التى قد تحسم التصويت من أجل مرشح «أوباما غير ذلك عندما فاز بأصواتهم»، لكنها شعرت كشابة بأن تغيير القوانين والتشريعات ليس كافيا، وإنما ينبغى أن نغير القلوب والعقول لمحاربة الفساد والإيمان بالمساواة ومباركة زواج مثليى الجنس وقبوله للحيلولة دون قمع المثليين .
مارى جونزاليس أشارت إلى انتمائها إلى المهاجرين اللاتين، ومدى صعوبة الحياة على الحدود، لاسيما أنها فقيرة ومعدمة لا تتمتع بمظاهر الحضر، وكيف حمسها هذا «للمحاربة» سياسيا من أجل مقاطعتها وتمرير تشريع يمنع وجود هذه «المستعمرات» على حد وصفها، التى لا يوجد بها مياه أو طرق أو كهرباء أو غاز طبيعى.
وسردت جونزاليس كيف قررت أن تكون شابة إيجابية تؤثر على مجتمعها، وقالت إن نقطة التحول بالنسبة لها حدثت عندما كانت تبلغ من العمر عشرة أعوام ووقع حريق كبير فى منزلهم، وكيف انتظرت وهى وأخواتها العشر ووالداها سيارات الإطفاء التى لم تأت نظرا لعدم وجود إشارات مرور على الطريق، وعندما وصلت أخيرا لم تستطع إطفاء الحريق لعدم وجود مياه، فاضطرت للعودة مرة أخرى لجلب المياه، لتعود وتجد البيت ركاما. وهنا تعهدت ألا تسمح بحدوث واقعة مماثلة فى مقاطعتها ومجتمعها، وبالفعل تخطت جميع العواقب، التى بدأت بكونها امرأة شابة مثلية الجنس ذات دخل محدود.
ورغم سوء الوضع الاقتصادى وندرة فرص العمل وارتفاع دين الطلاب وكونهم الفئة الأكثر تضررا من خطة باراك أوباما الاقتصادية، لا يزال الشباب وطلاب الجامعات يؤيدون الرئيس الأسود، فهم على ما يبدو لا يستطيعون أن ينسوا كيف كان هو أول رئيس يهتم بأصواتهم ويغازلهم كفئة تصويتية تستحق التقدير والاحترام، بعدما شعروا بالعزلة على مدار عقود طويلة باعتبار أن أصواتهم لا يمكن الاعتماد عليها. لذا وقف الكثير منهم إلى جانبه قبل ستة أشهر من إجراء الانتخابات الرئاسية محاولين حشد الدعم له سواء بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
«أوباما سيفوز فى الانتخابات المقبلة، رغم أن الفرق بينه وبين المرشح الجمهورى رومنى سيكون ضعيفا»، هكذا أكدت سارة تورك لـ«اليوم السابع» أثناء زيارتها للحملة الترويجية للرئيس الأمريكى لعام 2012 فى أكاديمية «مارك ستراما» بأوستن، عاصمة ولاية تكساس الأمريكية، مشيرة إلى أنه «يستحق فرصة ثانية، فهو الرئيس الأمريكى الوحيد الشاب الذى اهتم بصوت الشباب وأشعرهم بأهميتهم لاسيما وأنهم كانوا السبب فى فوزه لأنهم نزلوا لأول مرة لتسجيل أسمائهم للتصويت، وحسموا السباق لصالحه».
وأضافت تورك، وهى طالبة فى جامعة «أوستن» تبلغ من العمر 18 عاما، قائلة: «تطوعت فى هذه الحملة لرغبتى فى حشد الدعم لتأييد الرئيس أوباما الذى فعل كل ما فى وسعه لمساعدة الشباب وخلق المزيد من فرص العمل، وبالنظر إلى حال الدولة عندما تولى حكمها، فهو نجح كثيرا فى المضى قدما بالبلاد، خاصة بعدما أنهى الحرب فى العراق، وقريبا فى أفغانستان، مما سمح بعودة الكثير من الشباب الأمريكى إلى الوطن، فضلا عن أن الحزمة الاقتصادية التى وضعها نجحت فى رفع مستوى الاقتصاد ولو بنسبة ضئيلة»، لافتة إلى أن الشباب بوجه عام يفضلون الديمقراطى أوباما الذى يؤيد زواج مثليى الجنس، ويدعم حقوق المهاجرين وعلى رأسهم اللاتينييون.
وفى الناحية الأخرى من الغرفة التى ملأها ضجيج الشباب الذى جلس بعضه يتحدث عبر الهاتف لإقناع الناس بالتصويت لأوباما، آملا فى أن يقنع أحدهم حتى يتسنى له رن الجرس الذى يعلن صوتا جديدا للرئيس، بينما عكف بعضه الآخر على كتابة آخر الأرقام التى تحدث إليها طوال اليوم على لافتة علقت على الحائط، قالت ماجى لابوينت، طالبة بجامعة «أوستن» وتبلغ من العمر 19 عاما، وتريد أن يكون لها دور سياسى تلعبه فى المستقبل، إنها تعمل على صنع الأفلام الترويجية لدعم أوباما خاصة فى ولاية فلوريدا، باعتبارها ولاية «متأرجحة» أصواتها ولا يمكن التنبؤ بمن ستدعم، فالمعتدلون فيها أحيانا يصوتون للجمهوريين وأحيانا للديمقراطيين، لذا «أقوم بالتواصل معهم وإقناعهم بالتصويت لصالح الديمقراطيين». وعن سبب قيامها بالتطوع، أوضحت لابوينت أنها لا ترغب فى رؤية جمهورى يحكم البلاد.
وأضافت لابوينت أن الحملة تعتمد على كثير من الطرق لجذب الدعم، منها الاتصالات التليفونية لإقناع الناخبين بالتصويت لصالح أوباما، ومنها زيارة المنازل والتحدث إلى الناس فى تكساس المعروفة بأنها جمهورية بشأن أهمية تسجيل أسمائهم تمهيدا للتصويت فى انتخابات الرئاسة.