الدكتور محمد مرسى، يعلم جيدًا أنه من عجائب انتخابات الرئاسة، التى أتت به رئيسًا للجمهورية أن كثيرًا من الناخبين أعطوا أصواتهم لمرشح رئاسى نكاية فى المرشح الآخر، وخوفًا على مصيرهم منه، ومن هؤلاء الناخبين القطاع الكبير جدًا، الذى يبلغ تعداده ملايين الناخبين، وهو قطاع السياحة– القطاع الوحيد الذى أصيب فى مقتل - والذى أعطى صوته للفريق شفيق بعدما أصابهم الفزع من تصريحات السلفيين العديدة تارة وعدم اهتمام الدكتور مرسى، بعرض برنامج تطوير صناعة السياحة تارة أخرى، رغم إذاعة الكثير من الوعود وصور تطوير السياحة على استحياء بالقناة الخاصة لحزب الدكتور مرسى، إلا أن هناك الكثير مما لم يتطرق إليه برنامجه ولا أدرى إذا كان غض الطرف عن مشاكل السياحة، هو عن جهل بهذه المشاكل، التى يجب أن نسميها "عورات السياحة"، التى يجب كشفها وتعريتها للقضاء على تشوهها أم أنه تجاهل متعمد على أساس أن السياحة لا تستحق اهتمامًا مبالغًا فيه!
هل يعلم الدكتور مرسى، أن الحالة المتردية، التى عليها السياحة فى مصر الآن يرجع تاريخها إلى ما قبل ثورة يناير، حيث اهتم صناع السياحة لدينا بالكسب السريع "الاكسبريس"، فأصبح التنافس على خفض سعر الليلة السياحية بين الشركات على أشده دون مراعاة لتحسين مؤشر وتعريفة وقدر مصر بين دول العالم السياحية فهبطت مصر إلى المركز السادس والعشرين فى أعداد السائحين فى العالم وخرجت من نادى العشرين الكبار، بينما ازداد هبوطها إلى المركز الخمسين بين الدول المنفقة على السياحة، لأننا اعتدنا حلب البقرة واستهلاكها دون تغذيتها بطريقة سليمة، فى ذات الوقت شمرت دول أخرى عن ساعديها رافعة شعار المنافسة لا تنام- رغم عدم تملكها لإمكانيات مصر الأثرية والطبيعية فأخذت هذه الدول تطفو بقوة لتفوز بكعكة السياحة العالمية وبأسعار أرخص مما هى عليه فى مصر، ومن هذه الدول تبرز تركيا التى كانت منذ عشر سنوات فقط فى ذيل القائمة، وكان السياح لا يرحبون كثيرًا بزيارتها فأصبحت بين عشية وضحاها قبلة السائحين وصعدت للمركز السادس عالميا، كما ظهرت أسواق أخرى فى تايلاند ودبى وأبو ظبى والبرازيل وشيلى وتونس والمغرب، ورحلات بواخر تجوب البحر الأبيض المتوسط بسعر يقارب أسعار السفر لمصر تستغرق أسبوعًا مارة بإيطاليا وتركيا وأنطاليا وجزر الكنارى، وعجب العجاب ظهور السائحين الأسبان والإيطاليين والفرنسيين والألمان فى أوزباكستان وتركستان بمدن سمرقند وبخارى بكثرة ملحوظة، ضاربين بالآثار المصرية عرض الحائط– كما حدثنى بعض الأجانب– بعدما انتشرت السلبيات والمعوقات للسياحة فى مصر ويستهان بها كحوادث الإرهاب ثم مضايقات الباعة الجائلين وحوادث السرقات المتكررة فى الأسواق السياحية، عقب الثورة وانفلات الأمن، أضف إلى ذلك تعرض بعض السياح أحيانا لأمراض المعدة والإسهال فى بعض الفنادق العائمة وصاحب كل هذا إهمال جسيم فى تطوير الخدمة المقدمة للسائح، بل تراجع الأداء الخدمى بتقليل تكاليف إقامة السائح ومأكله لأدنى مستوى سعيا وراء تعويض الخسارة فى سعر الليلة السياحية، كذلك مبالغ الضرائب الباهظة المفروضة على المنشآت السياحية والفنادق والمراكب ورخص السياحة ورسوم هيئة حماية النيل ووزارة الرى وشرطة السياحة .. إلخ وبمضى الوقت لمس العالم هذا التغيير إلى الأسوأ – بينما عمت المسئولين السعادة بارتفاع أعداد السياح لاهتمامهم بالكم دون الكيف - حتى تكونت لدى الضميرالسياحى العالمى سمعة رديئة للسوق المصرى غيرت وجهة القادمين إلى مصر وأصبحت إقامة السائح فى مصرلا تطول ولا تتكرر، فيكفيه ساعات يلتقط فيها بعض الصور للأهرامات ثم ينفذ بجلده.
أضف إلى ذلك الطرق البرية السيئة التى يمر بها السائح، والتى تربط بين المدن السياحية القاهرة –الغردقة – الأقصر –أسوان –أبو سمبل وما بها من ضيق وسوء رصف وقلة الخدمات والاستراحات.
فهل يعلم الرئيس الجديد للمصريين القليل عن هموم السياحة وخيبة أملها ومصيبتها بعدما كانت مصر ملاذا للعرب والأجانب لقضاء إجازاتهم؟
وهل لدى الرئيس تقارير عن هموم العاملين بالسياحة وحجم الظلم الواقع بهم والهوان الذى يعانون منه؟
العامل البسيط خارج المطار، الذى ينتظر السائح بفارغ الصبر ليحمل عنه حقيبته، ثم يمد يده ليضع فيها السائح يورو أو دولارًا أو ريالا هو كل ما يكسبه، هذا العامل دون تدخل من الدولة لحماية وتنظيم حق العامل والسائح فتعين العامل فى المطار بمرتب يحفظ له كرامته من التسول ومد اليد.
والبائع المتجول الذى يعدو خلف السائح ليبيع له جلبابا مهلهلا ويكاد يقبل يد السائح ليبيعه إياه فى تضرع مرة وإسفاف
مرة أخرى..
وعمال الفنادق والعائمات من موظفين وعمال نظافة وطباخين وخبازين.. إلخ والذين ينالون أدنى المرتبات، التى تكفى ذويهم بالكاد وليس لديهم ما يشتغلون به سوى السياحة، التى درسوها وقضوا فيها أعمارهم لينالوا الفتات والملاليم من المرتبات ويسرحون من أعمالهم حال توقف السياحة أو يعملون بنصف الأجر..
والمرشد السياحى- حجر الزاوية للبيت السياحى- والذى يعمل لدى الشركة السياحية كأجير باليومية، التى بلغت فى بعض الأحيان ثلاثين جنيهًا لمدة أسبوع بما يعنى أكثر قليلا من مائتى جنيه فى الأسبوع، فإذا علمنا أنه لا يعمل إلا أسبوعًا أو أسبوعين فى الشهر، وهو يقف وحيدًا "فى الطل" لا يعرف إلى أى جهة ينتمى ومن المسئول عنه، فهو تحت إشراف وزارة السياحة، ولكنه لا يتمتع بأية ميزة أخرى من مرتب ثابت أو تأمين صحى أو معاش، وتدهورت أحواله بتوقف السياحة المتكرر، خاصة بعد الثورة فلا أحد يسأل كيف يقتات أولاده وأبوهم جالس معهم طوال اليوم بلا عمل ولا معاش ولا معونة.
فما هو رأى الرئيس الجديد حول مصير هذه الأسر من زوجات وأولاد العاملين بالسياحة، الذين ساءت ظروف معيشتهم ومنهم من اضطرته الحاجة لبيع أثاث بيته ليسدد ما عليه من ديون ولماذا هذا التجاهل التام لحل مشاكل حتمية ومصيرية يعانى منها جزء كبير وهام من أبناء مصر؟
العاملون بالسياحة ينتظرون الكثير من الدكتور مرسى كى يزيل الخوف من قلوبهم بعدما أعلنت بعض بلاد العالم وقف رحلاتهم إلى مصر حال تولى الإسلاميين الحكم، فيجب عليه فورا مخاطبة العالم وطمأنتهم لإنقاذ السياحة الغارقة فى الوحل.
هذه بعض عورات السياحة التى ستجعل الرئيس يقف طويلا أمام الله ليحاسبه علبها إذا لم يقم بحلها لأن حقوق الرعية واجبة التنفيذ عند الله، نعم سيقف طويلا أكثر مما يقف من أجل عورة البكينى والخمر.
الرئيس محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مختار عبدالستار
عورات السياحه
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
السياحة بقت صياعة
عدد الردود 0
بواسطة:
yasser
السياحة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوي
السياحة العمود في مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحمن السيد
عن السياحه
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف مختار
أحسنت
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى الجميل
ربنا يستر
عدد الردود 0
بواسطة:
نورى سمبو
افتكروا السواقين شويه