معهد واشنطن يحذر من التقليل من قدرة مرسى على التأثير فى التغيير السياسى داخل مصر وخارجها.. الإسلاميون قادرون على شغل أى فراغ سياسى.. وعلى إدارة أوباما معرفة سياسات مرسى قبل تأييدها له

الثلاثاء، 26 يونيو 2012 02:43 م
معهد واشنطن يحذر من التقليل من قدرة مرسى على التأثير فى التغيير السياسى داخل مصر وخارجها.. الإسلاميون قادرون على شغل أى فراغ سياسى.. وعلى إدارة أوباما معرفة سياسات مرسى قبل تأييدها له د. محمد مرسى الرئيس المنتخب
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذر معهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى من خطأ التقليل من قدرة الرئيس المنتخب محمد مرسى على التأثير فى عملية التغيير السياسى داخل مصر وخارجها، داعيًا إدارة الرئيس باراك أوباما إلى ضرورة استوضاح كيفية تأثير السياسات المحتملة التى سيتبناها مرسى على مصالحها الحيوية.

وقال المعهد فى التقرير الذى كتبه مديره التنفيذى روبرت ساتلوف: إن فوز مرسى يمثل لحظة فاصلة سواء للأمريكيين أو لشعوب الشرق الأوسط، فبعد 84 عامًا من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين وحوالى 60 عامًا من انقلاب الجيش على الملكية وتأسيس الجمهورية؛ يثير نجاح مرسى احتمال الحكم الإسلامى فى أقوى وأكبر الدول العربية سكانًا.

وبالنسبة للولايات المتحدة فإن انتخاب مرسى - مقترنًا بقتل أسامة بن لادن العام الماضى - يؤكد التحول من التهديد بالتطرف الإسلامى العنيف إلى تحدٍّ جديد أكثر تعقيدًا يفرضه تمكين شكل جديد من الأصولية الإسلامية والتى تنبذ العنف فى الوقت الحالى، لكنها ليست أقل طموحًا إليه، على حد قول الكاتب.

وشدد المعهد على أنه من الخطأ الفادح التركيز على العقبات التى وضعها الجيش فى طريق الإسلاميين دون تقدير قدرة هؤلاء على ملء أى فراغ سياسى يُسمح لهم بشغله. ففى البداية دخلوا إلى ميدان التحرير ليرثوا الثورة التى قام بها العلمانيون، وثانيًا كسبوا ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان قبل حله، ثم استولوا على الرئاسة. وفى كل مرحلة فى الأشهر التى تلت الثورة وحتى الآن، عندما واجه الإسلاميون تحديًا سياسيًّا، انتصروا عليه. والمراهنة ضدهم الآن بسبب الخطوات الأخيرة التى قام بها المجلس العسكرى ليست بالأمر الحكيم على الأغلب. والاعتماد على الأوراق المتبقية فى يد المجلس العسكرى، والعقبات التى وضعها فى طريق تعبئة الإسلاميين للسلطة ربما لا تكون أدوات لعرقلة الطموح الإسلامى، لكنها مناورات للتفاوض على أفضل صفقة ممكنة والحفاظ على امتيازات الجيش فى الدولة التى يسيطر عليها الإسلاميون.

وفيما يتعلق بتأثير فوز مرسى على الساحة الإقليمية قال المعهد إنه من الصعب المبالغة فى الآثار الإقليمية لفوز مرسى، فالأساس ليس أن مصر ستبدأ فى إظهار عضلاتها على سياسات الشرق الأوسط، بل العكس تمامًا. فمع استمرار هيمنة القضايا الداخلية ستظل مصر غير فاعلة على الساحة العربية والأفريقية والمتوسطية وفى عملية السلام. غير أن الخيال القوى لفوز الإخوان ربما يتجاوز هذا الواقع. فحتى مع تقليص صلاحيات مرسى من قبل المجلس العسكرى فإن النجاح السياسى للإخوان قد يكون قويًّا للبعض، وسمًّا للبعض الآخر.

وعن موقف الدول العربية أشار معهد واشنطن إلى أن دول الخليج الغنية التى تخشى الرسالة الشعبوية للإخوان المسلمين أكثر من ترحيبها بمضمونها الإسلامى، ستقدم مساعدات لمصر، لكن بما يكفى لإبقاء البلد جائعًا بدلاً من التضور جوعًا.

أما الأردن، العالقة بين صخرة مصر الإسلامية، والجهاديين فى سوريا، فستتقرب من إسرائيل وأمريكا. ومن جانبها ستتمسك إسرائيل بالمجلس العسكرى الذى تتمتع باتصالات مكثفة معه اليوم، وعلاقات أفضل من أى وقت آخر منذ سنوات. بمعنى آخر: سيحاول الجميع كسب وقت.

من ناحية أخرى انتقد المعهد موقف إدارة أوباما من فوز مرسى بالرئاسة، وقال إن البيان الذى أصدره البيت الأبيض ويدعو إلى احترام حقوق المصريين، بمن فيهم النساء والأقليات الدينية، كان ليكون قويًّا وله صدى كبير لو صدر فى وقت سابق. وأضاف أنه على افتراض أن الانتخابات كانت نظيفة فإن مثل هذه الرسالة لو جاءت علنية وبشكل شخصى من جانب نائب الرئيس أو وزيرة خارجيته قبل الانتخابات فربما كانت أثرت على النتيجة.

ويتابع المعهد قائلاً: ربما أدى فوز مرسى إلى تجنيب مصر أزمة داخلية على المدى القريب، بما يخفف العبء على الإدارة الأمريكية التى تواجه أزمتين حاليتين فى الشرق الأوسط فى سوريا وإيران، لكن الآثار على المدى الأبعد ستكون وخيمة. فحتى مع تقييد سلطاته سيكون لمرسى نفوذ كبير على ثلاثة قرارات وطنية رئيسية: الأول يتعلق بما إذا كانت حكومة مصر الجديدة ستعالج مشكلاتها الاقتصادية الملحة بالاستجابة للمطالب الشعبية بالعدالة الاجتماعية أم المطالب الدولية بالتركيز على الاستثمار وإصلاح السوق، والقرار الثانى إذا كانت الأولوية ستكون لأسلمة الفضاء العام كوسيلة لمكافأة الأنصار ومواجهة مرارة التقشف الاقتصادى، والقرار الثالث هل ستُصدر "الإخوان" نجاحها السياسى للضفة الغربية والأردن وسوريا وأى مكان آخر، كجزء من الجهود المبذولة لتنشيط دور مصر الإقليمى الذى دخل فى سبات عميق؟

ويؤكد المعهد على أنه من الصعب أن تتبنى مصر تحت قيادة مرسى سياسات تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة حول هذه القضايا الثلاث. وخلص فى الختام إلى دعوة إدارة أوباما للتوقف عن منح طابع موافقتها على مرسى حتى يوضح الرئيس الجديد وحكومته موقفهما من هذه القضايا الأساسية.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد اسماعيل احمد اسماعيل

ربنا ان شاء الله سينصرك عليهم علشان هذا الشعب الوفى المقهور

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة