شيماء جمال تكتب: رسالة لمرسى

سيدى الرئيس.. تحية طيبة وبعد..
أقول فى قلبى والصباح والمساء يغمر البلاد بالفرح..
أيها الرئيس المنتخب من قبل أبناء جمهورية مصر العربية، أرفع لك القبعة على فوزك فى انتخابات الرئاسة الأولى، الفريدة من نوعها بعد ثورة 25 يناير، تهنئة حارة من شعب عانى ظلماً طوال 30 عاماً فى ظل الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، لقد شبع من الفقر وحيرة البال وهم رغيف العيش وزحمة الأتوبيسات، صدرت على رأس أمة نالت كل إعجاب وتقدير، ضحت بدم شهداء مصر بالإرادة الشعبية، وفزت على النظام السابق.

أيها الرئيس خفق قلبى حين إعلان النتيجة من اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، آملة بفوزك لتغيير النظام العسكرى البائد وتأييد شعبى على الثورة التى بدأت فى سباق لم ينته بعد، حيث إن مسئولية مصر الأولى تأتى على عاتق العسكر ثم العسكر ثم العسكر من أيام اللواء محمد نجيب والرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأيضاً أنور السادات ومبارك المخلوع.

أيها الرئيس، نجحت رغم المؤامرات السياسية البديهية من قبل النظام السابق التى سعت دوماً أن تبقيك فى خلافات العراك السياسى، والتى تعرقل الثورة المصرية، أخاف الآن أن تصبح رئيساً لمصر بدون سلطاتك وقرارتك، أخاف أن يقيدك المجلس العسكرى بقوانين لا تقدر على التخلص منها.

أيها الرئيس أملى أن يعينك الله على جمع شمل جميع المصريين على الحب والتعاون والتكاتف، وأن تجاهد فى سبيل المسيحيين قبل المسلمين، والفقير قبل الغنى، وأيضاً أن تهتم برعيتك مهما كان كبيراً أو صغيراً أو شيخاً أو شاباً أو رضيعاً، يجب عليك أن تكون خادماً للوطن وسيداً له، آمل أن تكون كالفاروق عمر بن الخطاب الذى كان يسهر على رعيته، مهموماً بمن ينام جائعاً، كن فى موقف العادل لا للظالم، كن منصفاً ونصير الفقراء والمساكين، كن رحيماً بشعب طال عليه ظلم دام ثلاثين عاماً، وضاق به العالم والدنيا، وإذ هو يثور ضد العسكر، كن تقياً فى شباب مصر رافعاً من قدره، اجعل الهدف الأسمى فى بناء مستقبل أمة تعشق الصعود لسماء، الزهد وليس التقشف كن خيراً للبلاد، افرح معه واحزن معه، حتى ترى جنة مصر كبيرة واسعة المدى.

أيها الرئيس اصنع، ازرع، ابنى، اجتهد، قوم، صغ، علم، وقل لمن سلب حلم المصريين لا ومليون لا، أتسمعُ الأحرار حين يسألون: أمرتين الشهداء يُقتلون؟، فوزك سيدى الرئيس خطوة لتحقيق أهداف الثورة السامية.