سيادة الرئيس د.محمد مرسى، رئيس جمهورية مصر العربية، أبعث إليك بهذه الكلمات الموجزات، بعد سويعات من إعلان فوزك كأول رئيس مدنى منتخب لبلادى مصر، وقبل أن تدخل قصر الرئاسة، لتباشر أعمالك كرئيس لكل المصريين، أطلب منكم فيها، كمواطن مصرى بالدرجة الأولى، وكمعارض لجماعة الإخوان المسلمين بالدرجة الثانية، كتيار دينى يلعب فى الساحة السياسية، ويشارك فى صنع القرار العام للبلاد، أن تخلع عنك عباءة الإخوان التى ظللت مرتديا إياها لسنوات أحسبها عقوداً غير قليلة من الزمان، ليس طلبا للكفر بها، ولكن إيمانا بمصلحة الشعب الذى وُليت أمره، سواء من اختارك أو من لم يخترك، من كان إيجابياً ومن كان سلبيا فى العملية الانتخابية.
لقد عارضنا سياسة الإخوان– وسنظل– طالما لا تسير فى الطريق القويم، ولا تصب فى الصالح العام، انتقدناها– ومازلنا– باعتبارها فصيلاً أراد أن يحيد عن العمل الدعوى لينضم إلى صفوف السياسة أو يجمع بينهما، قاومناه- ونسعى بكل جهدنا- حتى يفىء إلى أمر الشعب وليس الجماعة، وحتى يتم إعلاء سيادة القانون وهيبة الدولة بكل مؤسساتها.
لا نريد سيادة الرئيس، أن يكون نقدنا للإخوان هو نقد لمؤسسة الرئاسة، فالفارق كبير والدور خطير، لابد أن نفصل بين جماعة الإخوان كفصيل سياسى، والرئاسة التى تمثل القيادة السياسية للبلاد، بكل فصائلها وتياراتها وفئاتها، فالقيادة لكل هؤلاء، أما الجماعة فهى لنفسها.
وصولك للرئاسة، سيادة الرئيس، يجب أن يكون بعباءة وطنية جديدة، ناصعة البياض، لا تدنسها انتماءات جماعية أو ولاءات حزبية، أو تغلب عليها ألوان الحنين إلى الماضى، ولو كان جميلا، وله سابق معروف مُصان، أو جميل يُدان، أو دين يُؤدى، أو أمانة تُصان.
مصر أكبر من الكل، ورئيسها يجب أن يكون على الحياد، ويعمل لمصلحة الجميع ومن دافع وطنى وليس انتماءً فكرياً أو عقائدياً.
قد يكون من الواجب والسابق على هذا كله، أن تكون التبريكات هى المقدمة، ولكنى آثرت أن تكون فى النهاية، فما التبريكات- عندى- إلا زيادة فى التأكيد على المعانى السابقة، ومن ثم فإنها لا تعدو كونها عبئاً على كاهلك، خاصة فى تلك الظروف العصيبة التى تمر بها بلادى مصر، والتى اختلط فيها الحابل بالنابل، وغابت فيها الشرعية، وساد فيها قانون الغاب، فما أحوج المصريين مسلمين وأقباط أن يشعروا بإعلاء قيمتهم، وعلى أرض بلدهم مصر الكنانة ولكننا- نحن المصريين- كلنا ثقة، ويحدونا الأمل فى أن تكون رئيسا، إذا أحسنت أعنّاك، وإن أخطأت قومناك، وفقك الله وسدد خطاك، وإلى طريق الحق هداك، لما فيه خير مصرنا، ورفعة شعبنا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى قايد
رائع جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
علي
لحظة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد توفيق
عفوا عزيزى الكاتب
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام هلال
نتمنى الخير لمصر