أدلى ديفيد سشينكر، مدير برنامج الدراسات العربية بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، بشهادته أمام لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب الأمريكى، عن تطورات الأوضاع فى مصر، وقال فيها إن الانتخابات الرئاسية وُعد بأن تكون نهاية لفترة طويلة من عدم الاستقرار، لكنها بدلا من أن تمثل إشارة البدء لعودة الحياة الطبيعية، تثير احتمال تجدد جولة جديدة من عدم الاستقرار مع فوز محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، بالرئاسة.
وأشار سشينكر أنه بعد 16 شهراًَ من الثورة، لم تنته المرحلة الانتقالية فى مصر، بل هى فى بدايتها، وفى ظل نفوذها المحدود يجب أن تختار واشنطن موقعها مع كل من العسكر والقيادة الإسلامية، وللحفاظ على المساعدات الأمريكية لمصر لا بد من استمرار عناصر الشراكة الاستراتيجية، ولترسيخ الديمقراطية فى مصر يجب التركيز على حقوق الإنسان والحريات الدينية والتعدية السياسية وحقوق المرأة.
وأضاف فى شهادته التى جاءت قبل عدة أيام، وقبل أن يتم الإعلان رسمياً عن فوز مرسى، إن الثورات تكون فوضوية بشكل عام، لكن العام ونصف عام الأخيرة فى مصر كانت غير منظمة بشكل خاص، مؤكداً استمرار التقلب السياسى فى المرحلة القادمة، فرغم إعلان الجيش أنه سيعود إلى ثكناته، إلا أن هذا لن يمثل نهاية لدوره فى السياسة المصرية.
كما أن سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة التنفيذية تضع الإسلاميين فى مسار تصادمى مع الجيش، حيث يرفض الإسلاميون بالفعل الاعتراف بقرار المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان. وفى نفس الوقت، فإن احتكار المجلس العسكرى لعملية كتابة الدستور سيحعلها بالتأكيد مثيرة للجدل، وما يجعل الأمور أسوأ أن الأمن فى سيناء وفى أنحاء كثيرة فى مصر لا يزال متدهوراً.
وتحدث الخبير الأمريكى فى شهادته عن التحديات الاقتصادية المتعددة التى تواجهها مصر، واستعرض أهم المشكلات فى هذا المجال واستدانة مصر من الداخل بمعدل فائدة يتجاوز 15% لتغطية العجز فى الميزانية المقدر بحوالى 23 مليار دولار، إلى جانب الاستدانة من الجيش، وفيما يتعلق باقتصاد السوق الحر، قال سشينكر، إن هناك إجماع بين القيادة السياسية والعسكرية فى مصر على ضرورة استمرار البلاد فى طريق اقتاد السوق الحر، الذى لا يتمع بشعبية كبيرة فى مصر، لأنه برغم النمو الذى حققته مصر فى السنوات الأخيرة، إلا أن الكثير من المصريين ينظرون إليه بشكل سلبى.
وحذر الخبير من أن استمرار السياسات الشعبية فى مصر سيعقد من تطبيق السياسات الاقتصادية الإصلاحية، مشيراً إلى أنه حتى فى حال تبنى سياسات جيدة، فإن التحديات ستظل قائمة خاصة البطالة المستشرية.
كما تطرقت الشهادة إلى الحديث عن المشكلة الأمنية، وقال سشينكر إنه من الصعب تحديد ما إذا كان الجيش غير قادر أن غير مستعد لتأمين سيناء، لافتا إلى أن كلا الأمرين مزعجان.
من ناحية أخرى، أكد سشينكر على أن الجيش حتى فى حال عودته إلى ثكناته، سيطل مركزاً قوياً أساسياً فى السياسات المصرية، وبالنسبة لكثير من المصريين، فإن الوضع الحالى غير ديمقراطى وغير مقبول ولا يحقق أهداف الثورة.
وختم قائلا، إن مصر دولة كبيرة ومهمة جداً على الفشل، والعودة إلى الاستبداد، سواء كان دينيا أو علمانيا، سيكون فشلاً، ويبدد تطلعات المصريين ويقوض المصالح الأمريكية فى المنطقة.
احتفالات التحرير بفوز مرسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة