حفيد البنا: مصر والعالم العربى لم يشهد سوى ثورة فكرية

الثلاثاء، 26 يونيو 2012 01:10 م
حفيد البنا: مصر والعالم العربى لم يشهد سوى ثورة فكرية طارق رمضان
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال طارق رمضان، المفكر الإسلامى السويسرى وحفيد الإمام حسن البنا، إن الثورة الوحيدة الحقيقية التى شهدتها مصر ودول الربيع العربى الأخرى هى ثورة فكرية، أدرك فيها الشعب أن بإمكانه أن يكون سيد مصيره وأن يسقط حاكمه المستبد بلا عنف.

وتحدث رمضان بشكل خاص عن مصر، وقال إن الارتباك يسودها. وأضاف فى مقاله المنشور على موقع "جولف نيوز" الإخبارى: إن الانتفاضة الجماهيرية التى بدأت فى يناير 2011، أطاحت بمبارك وبدا أنها صدمت نظامه الديكتاتورى، وانتصر التفاؤل وجاء الربيع العربى، وتقدمت الثورة وتغلب الناس على الديكتاتور وبدأوا طريقا طويلا نحو الحرية، وتعرضت الأصوات التى دعت إلى الاهتمام أكثر بالظرف السياسى الوطنى والإقليمى لهجوم وتم استبعادها، وكانوا يقولون: إنها تسبب التشاؤم وربما تروج للمصالح الغربية.

الأكثر خطورة، يتابع رمضان، أن نفس هذه الأصوات أعربت عن شكوكها فى الشعب العربى وقدرته على تحرير نفسه من الديكتاتورية واستبداد القوى العظمى. لكن المصريين، مثلهم مثل التونسيين واليمنيين، حرروا أنفسهم دون أى مساعدة خارجية وحملوا أقدارهم على أيديهم.

غير أن رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، يرى أن الوضع فى مصر يجبرنا على التخلى عن العاطفة المشحونة بالأمل التى بدت فى الشهور الأولى بعد الثورة والعودة إلى الحقائق والقضايا المدروسة بعناية والمنطق القانونى لها، ويقول: لا يمكننا أن نتجنب الخلاصة القائلة بأنه منذ بداة الثورة الشعبية، كانت المؤسسة الوحيدة التى لم تفقد السيطرة على الوضع هى القوات المسلحة.

وبعد شى من التردد، سببه التوتر بين الموالين لمبارك والضباط الحريصين على التخلص من زعيم أصبح مصدر إحراج لهم، وفى نفس الوقت لحماية امتيازاتهم ومصالحهم، فإن القيادة الهرمية اتخذت قرارا مبدئيا بعدم التدخل والسماح بسقوط الديكتاتور، وبقى المجلس العسكرى يراقب الأوضاع عن كثب، وربما وجه كل مرحلة فى إعادة تنشيط مؤسسات الدولة بإجراء انتخابات برلمانية ثم لجنة لصياغة الدستور وتشكيل أحزاب سياسية واختيار مرشحين رئاسيين ومحاكمة الرئيس السابق وما إلى ذلك.

ولم يتخل العسكر، كما يشير الكاتب، ولو لمرة واحدة عن السيطرة العملية، وأجبروا ممثلى الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية، بل والمرشحين أنفسهم والإخوان المسلمين والسلفيين على التعامل معه فى كل خطوة. قُدمت لهم ضمانات فيما يتعلق بمحاكمة ضباط القوات المسلحة وتحديد شروط أى اتفاق محتمل مع المؤسسة العسكرية. لكن الجيش ببساطة لا يمثل القوات المسلحة فى مصر، ولكنه أيضا قوة مالية لها مشاركة كبيرة فى قطاعات اقتصادية عديدة.

ويشدد رمضان فى مقاله على أن الموقف فى مصر يثير للقلق مثلما هو الحال فى سوريا وليبيا واليمن والبحرين، وبشكل أقل فى تونس، ولذلك فهو يعتقد أن الثورة الوحيدة التى حدثت كانت ثورة فكرية، حيث أصبحت شعوب المنطقة تدرك أن بإمكانها أن تصبح سيدة مصيرها وأن تتغلب على الديكتاتورية بلا عنف.

وهذا إنجاز فى حد ذاته، بل هو أيضا شرط الثورات الاجتماعية والسياسية التى نتمناها بكل إخلاص. فعندما تتفق القوى العظمى على عدم إيجاد حل فى سوريا، وعندما يدعى حلفاء الديكتاتور السابق أنهم أفضل أصدقاء للشعب وللديمقراطيبة، وعندما لا يحقق شيئا الفوز فى الناحية السياسية، فمن المهم جدا أن تظل الناس معبأة وألا تتراجع وتتجنب الوقوع فى فخ العنف الأعمى، الذى ربما يشجعه العسكر فى مصر لتبرير مزيد من القمع.

وختم رمضان مقاله قائلا: إنه لو تحولت طاقة الانتفاضات العربية إلى قوة ثورية، فإن الأصوات التى نسمعها فى ميدان التحرير يجب أن تطالب بما هو أكثر من إسقاط النظام وتحدد، بمزيد من الوضوح، الأبعاد الوطنية والإقليمية لثورتهم. صحيح أن التعبئة الجماهيرية ضرورية، لكن المُثل الثورية يجب أن تحدد أيضا، والثورة لم تأت بعد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة