محمد فهيم

حان وقت المصالحة.. ثم العمل

الثلاثاء، 26 يونيو 2012 01:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقف الصديق أبو بكر، رضى الله عنه، يوم ولى أمانة الخلافة بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خطيباً فى المسلمين، وقال: "أيها الناس فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى أريح عليه حقه، إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه، إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد فى سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم".

بدأ الصديق معركته بتوحيد الأمة وقتال المرتدين ودحر أصحاب النفوس الضعيفة، والتخلص من أذناب الجاهلية، وآثار الكفر فى دولة الإسلام، حتى سلم الراية لعمر، رضى الله عنه، كما استلمها من النبى الكريم، أمة مؤمنة ودولة مكتملة الأركان، فبناها عمر وفتح الأمصار، حتى صار غبار جيوشها يملأ الشرق والغرب، وصوت الأذان يغطى بقاع الأرض، والعدل ظلل ربوعها والأمان وسعها.

اليوم ونحن نبى بلداً جديداً حلمنا به طويلاً، علينا أن نبدأ من أول السطر، وأرى أننا نحتاج إلى الآتى:

أولاً: مصالحة شاملة، ومن قبلها مصارحة مع الذات من كل القوى والوطنية، ومراجعة للأهداف والغايات، ولينظر كلنا بداخله ليرى هل هو يحب مصر، أم أنه يمثل الحب ويدعيه، ويرى نفسه ومصالحه فقط، وعلى كل حال لتكن المصالحة والعفو الشامل، لكل من لم يقتل، أو يسرق، أو سلب حقاً لمصرى.

ثانياً: القضاء على أذناب النظام السابق بالقانون، وتطويقهم وحسابهم بالدليل والبرهان، ومحاكمتهم محاكمة عادلة، واسترداد حق الشعب الذى بين أيديهم، ودماء الشباب الذين سقطوا بأيديهم، من أجل أن يبقوا هم فى السلطة، وقد حددهم الرئيس مرسى فى خطابه "بحوالى 400 شخص"، وهو ما فعله أبو بكر الصديق فى حروب الردة فنجح، وهو ما فعله السادات بالقضاء على مراكز القوى فنجح.

ثالثاً: ترك أهل الاختصاص والحل والعقد يعملون فى هدوء، وترك الرئيس المنتخب د.محمد مرسى يطبق برنامجه وخططه، دون ترهيب أو تخوين أو تشويه، كما فعلت تركيا عندما تركت أردوغان وجول وأوغلو يعملون فى صمت، ويحققون الحلم، ويعيدون تركيا إلى الصدارة، بعد غياب مائة عام وأكثر.

رابعاً: كل منا يؤدى عمله، وينشغل بما عنده عما عند الناس، ولتبدأ ماكينة العمل والإنتاج، وليتقدم النابهون والناجحون لمراكز القيادة، ليبدعوا ويقودوا ويحققوا الحلم والأمل، وليعود أهل الكوسة والخيار إلى ذيل الصفوف.

خامساً: الإيجابية فلا وقت للسكوت عن الحق، أو غض الطرف عن الظلم، أو مهادنة الفساد والفاسدين، فعلى كل مصرى أن يدع كلمة و"أنا مالى" ولا يظل "شيطاناً أخرس" ، ولا يترك سارقاً لمال عام، أو مهدراً لأملاك الشعب، أو متاجراً بقوته ومقدراته، وليكون شخصاً إيجابيًا فاعلاً، ولينفض عنه غبار سنوات طوال من السلبية والامبالاة.

سادساً: الإيمان بالله فكلنا نحتاج إلى الرجوع والإنابة والتوبة إلى الخالق جل وعلا، لأن هذا هو الحل لكل مشاكلنا الدنيوية، من فقر وجوع ومرض وخوف، وكذلك نهاية لمخاوفنا فى الآخرة، ولنتمثل دعوة نبى الله نوح لقومه عندما قال لهم "ياقوم استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أنهارا".






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله

ممتاز

ارجو أن يطبق هذا الكلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة