
الجارديان:
أهداف سويف: خطاب مرسى يبث الأمل لكنَّ هناك تحديًا كبيرًا مقبلاً
أعربت الكاتبة والروائية المصرية أهداف سويف عن شعورها بالأمل بعد استماعها إلى الخطاب الأول للرئيس المنتخب محمد مرسى، وقالت فى مقالها بالصحيفة إن المصريين سيمنحون مرسى فرصة، مشيرة إلى أن هناك صراعًا مقبلاً بالتأكيد.
وتقول سويف، التى تعيش فى لندن، إن مرسى ذكر فى خطابه الكثير من الأمور التى أراد المصريون أن يقولها، فتحدث عن الأقباط والنساء، وكان يعلم أن هناك مخاوف خاصة لكونه منتميًا إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتحدث عن الشهداء والمصابين وعائلاتهم وعن الحرية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وعن السيادة والمصالح المصرية، وكان حديثه يبث الأمل.
وتستطرد الكاتبة قائلة: لكنَّ هناك صراعًا كبيرًا مقبلاً، فالمجلس العسكرى يريد درجة من السيطرة السياسية والاستقلال الاقتصادى، وهو ما يجعل صناعة دولة ديمقراطية تتمتع بالشفافية والمساءلة أمرًا مستحيلاً. كما أن شخصيات النظام القديم لا تزال موجودة، ونعرف أنَّ هناك حوالى 4.5 مليون صوتوا لهم، وهم من اختاروا أحمد شفيق فى الجولة الأولى لقناعتهم به وليس خوفًا من الإخوان المسلمين، وسواء كانت قناعتهم سببها الحب أو المصالح أو الأموال النقدية. وإن آجلاً أو عاجلاً سيكون هناك قوى أجنبية منحازة للنظام القديم تعتقد أن مصالحها لن تتحقق بنهضة مصر.
لكن كل هذا ليس بالأمر الجديد كما تقول سويف، وإنما الجديد هو أن المجلس العسكرى كشف عن وضع يده فى أحدث جولات السيطرة على السلطة التى تم تقنينها، وتضيف: "نعرف حجم الدعم الذى يمكن أن يحشده النظام القديم، وربما نكون قد صوتنا لرئيس نستطيع أن نؤيده أو نعارضه بشرف دون أن يطلق النار علينا".
وتحدثت الكاتبة عن وثيقة متداولة تتضمن مطالب الناس من الرئيس الجديد، وجاء على رأس هذه المطالب العفو عن 12 ألف شاب ممن تتم محاكمتهم عسكريًّا، وتضمنت أيضًا مطلبًا بتأسيس منظمة حقيقية لمساعدة ضحايا الجيش والشرطة وفتح معبر رفح والسماح بتنقل الناس والبضائع بين مصر وغزة.

الإندبندنت:
روبرت فيسك: فوز مرسى لم يُهدئ مخاوف المصريين أو يكبح جماح المجلس العسكرى
يواصل الكاتب البريطانى روبرت فيسك الكتابة عن مصر بعد فوز محمد مرسى برئاستها، ويقول تحت عنوان: "مصر بلا دستور أو برلمان أو سيطرة" إن انتصار مرشح جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة لم يُهدئ مخاوف المصريين، كما أنه لم يكبح جماح الجيش، يقصد المجلس العسكرى.
ويتحدث فيسك عن الخطاب الذى ألقاه مرسى بعد ساعات من إعلان فوزه يوم الأحد الماضى، ووصفه بالخطاب الاسترضائى، ويقول إن قناتى "سى إن إن" و"بى بى سى" قدمتا الكثير من رسالة مرسى الشاملة لأنها تتلاءم مع السرد الغربى للشرق الأوسط، من حيث إنه تقدمى وغير طائفى وما إلى ذلك. وانتقد فيسك الثناء الكبير الذى قام به مرسى فى الخطاب على الجيش والشرطة فى "المرحلة الأخيرة من ثورة مصر".
ويشير الكاتب إلى أن الرئيس المنتخب سيتصادم فى الطريق إلى الديمقراطية المصرية بسبب الخوف والشك بين "المباركيين"، مؤيدى الرئيس السابق، ونخبة رجال الأعمال، وبالطبع المسيحيين، فى حين أن المجلس العسكرى يقلص من الصلاحيات التى يجب أن يتمتع بها أى رئيس لمصر. ومن ثم سيكون مرسى بلا دستور وبلا برلمان وبلا حق فى قيادة جيش بلاده.
كما تطرق فيسك إلى الحديث عما سمَّاه النبرة الودية التى تبناها مرسى إزاء إيران، فى إشارة إلى ما نسب إليه من تصريحات لوكالة فارس الإيرانية عن سعيه لتوطيد العلاقات مع إيران، والتى نفاها متحدث باسمه. وقال فيسك إن هذه النبرة ستغضب أطرافًا كثيرة، فالسعوديون الذين ترددت مزاعم عن قيامهم بتقديم الأموال لحملة الإخوان المسلمين يجدون الآن مرسى يبتسم للنظام الشيعى الذى يكرهونه كثيرًا. وربما يكون الإخوان سعداء لأن الأمير نايف ولى العهد السعودى قد مات، وهو الرجل الذى ارتبط بعلاقات قوية بمبارك ومسئولى الأمن فى نظامه، وأنه لن يكون أبدًا ملكًا للسعودية.
ويمضى فيسك قائلاً: إن أى أحد يشكك فى الأخطار القادمة ينبغى عليه أن يعيد قراءة تغطية الحملات الانتخابية الرئاسية فى الصحافة المصرية. فصحيفة الدستور قالت إن الإخوان المسلمين يخططون لمذبحة لو فاز شفيق، فى حين زعمت الفجر أن الإخوان يخططون لإمارة إسلامية فى مصر، بينما قال الروائى جمال الغيطانى: "إننا نعيش فى لحظة ربما تكون مشابهة للحظة صعود أدولف هتلر إلى السلطة". وهى مبالغة، كما يصفها فيسك، ربما كانت لتكون أقل هجومًا لو أن أنور السادات لم يكن جاسوسًا لروميل.
وفى نهاية مقاله يقول فيسك إن الثوار الحقيقيين، الشباب الذين قاموا بالتمرد على حسنى مبارك العام الماضى، سيتعين عليهم أن يتواصلوا مع فقراء مصر الذين صوتوا لمرسى ويتخلوا عن الكثير من شعاراتهم. وكما قال صحفى تونسى يسارى لأحد الصحفيين المصريين قبل عدة أيام إن هؤلاء الذين وصفوا ما حدث فى بلاده بثورة الياسمين لم يدركوا أن الثوار الحقيقيين من مدينة سيدى بوزيد لم يروا "الياسمين" فى حياتهم من قبل. وهناك الكثير من المصريين اليوم يعتقدون أنهم لم يروا أبدًا "ربيعًا عربيًّا".

الديلى تليجراف
تصريحات مرسى فى الشأن الخارجى لا تتعدى حيز الكلام
علقت صحيفة الديلى تليجراف على المقابلة المزعومة للرئيس الجديد محمد مرسى مع وكالة فارس الإيرانية الرسمية للأنباء.
حيث نقلت الوكالة عن مرسى قوله إنه يرغب فى إعادة بناء العلاقات بين القاهرة وطهران كجزء من مساعى إعادة التوازن للسياسة الخارجية المصرية، وإن الإخوان قد يعيدون النظر فى معاهدة كامب ديفيد.
ورغم نفى المتحدث باسم مرسى إجراء مثل هذا اللقاء، فإن الصحيفة ترى فى كل الأحوال أن تصريحات الرئيس الجديد نظرية، وبمعنى آخر هى لا تخرج عن حيز الكلام، نظرًا لاحتفاظ المجلس العسكرى بسلطة إملاء السياسة الخارجية.
ومن جانب آخر قالت الصحيفة إن إسرائيل تحاول التقليل من مخاوفها بشأن وصول الإخوان المسلمين للسلطة فى مصر. وأشارت إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو التى يحاول فيها التهوين من مخاوفه بشأن الصدام بين القاهرة وتل أبيب.
وحينما قال نتانياهو: "نتطلع للعمل مع مرسى"؛ فإنه كان أكثر إيجابية من صحافة بلاده والعديد من وزراء سابقين بإسرائيل، الذين اقترح أحدهم ضرورة استعداد بلاده للحرب. وقد عكست عناوين الصحف الإسرائيلية القلق المتزايد فى المنطقة بشأن صعود الإخوان، وقد كان العنوان الرئيسى لصحيفة يديعوت أحرونوت، الأكثر مبيعًا فى إسرائيل: "الظلام فى مصر".
وانعكست اللهجة نفسها فى لقاءات صحفية مع مسئولين سابقين. وقال وزير الدفاع السابق بنيامين بن إليعازر: "يجب علينا السعى نحو الحوار مع الإسلاميين، لكن نكون مستعدين فى الوقت نفسه للحرب".

الفايننشيال تايمز
الإدارة الأمريكية تواجه معضلة فى التعامل مع المجلس العسكرى
قالت صحيفة الفايننشيال تايمز: إن الإدارة الأمريكية تواجه معضلة فى كيفية الرد على قرار المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب، وكذلك الرد على الإعلان المكمل للدستور الذى يقلص صلاحيات الرئيس.
وأضافت أنه منذ أن ساعدت الضغوط الأمريكية فى الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك؛ تنقسم إدارة الرئيس باراك أوباما بشدة بشأن مدى صعوبة دفع الجيش لهندسة انتقال ديمقراطى سلس. وكان من المقرر تعليق المساعدات العسكرية لمصر، غير أن الخارجية الأمريكية رفضت وتم استئناف المساعدات فى مارس الماضى.
وقد أثارت الأحداث التى وقعت فى مصر الأسبوع الماضى الجدل مما اضطر الإدارة الأمريكية إلى تحقيق التوازن بين الالتزام بالديمقراطية فى مصر ومراعاة القلق الخاص باتفاقية السلام مع إسرائيل.
وقالت ميشيل دن، خبيرة شئون الشرق الأوسط بمجلس الأطلسى بواشنطن، إن واشنطن اتبعت سياسة الاندهاش تجاه المجلس العسكرى على مدى العام الماضى. لكن الآن هو الوقت المناسب للبدء فى استخدام ما لديها من نفوذ". غير أن أحد المسئولين السابقين بإدارة أوباما حذر: "إن ما تملكه واشنطن من تأثير على الأحداث فى مصر أقل كثيرًا مما يدركه الناس. وقد نجعل الأمور أسوأ مما هى عليه".