
"نيويورك تايمز"
مرسى سيواجه تحديا فى العثور على مسئولين يرغبون فى العمل مع حكومة "غير محددة الصلاحيات"
اعتبرت صحيفة ''نيويورك تايمز' 'الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، سيواجه مهمة شاقة فور توليه زمام الأمور تتمثل فى تشكيل حكومة جديدة.
وأوضحت الصحيفة أن التحدى الذى سيواجه مرسى يكمن فى إيجاد مسئولين على قدر من الكفاءة وراغبين فى العمل تحت لواء حكومة ''غير محددة صلاحياتها أو فترة توليها حتى الآن'' أو العمل ضمن ائتلاف حكومى منقسم بقيادة الإخوان المسلمين -على حد وصف الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين بجماعة الإخوان المسلمين مطلع على خطوات مرسى فى هذا الصدد إفادته بأن قائمة مرسى تتضمن الدكتور محمد البرادعى -الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل للسلام-لافتا فى الوقت ذاته إلى أنه لا يزال من غير المؤكد إذا ما تم عرض أحد المناصب على الدكتور البرادعى أو أنه سيقبل ذلك المنصب حال عرضه عليه، علما بأنه يعكف هو الآخر على تأسيس وتطوير حزب سياسى منافس.

واشنطن بوست
مرسى سيكون "حليفا" لواشنطن وسيتبع سياسات "براجماتية"
قالت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية إن فوز الدكتور مرسى قد يبدو للوهلة الأولى بمثابة ''كابوس'' يؤرق مصالح واشنطن فى منطقة الشرق الأوسط، فقد سبق أن وجه الفائز الإسلامى انتقادات لاذعة للسياسات الأمريكية فى المنطقة واصفا الإسرائيليين ''بالطغاة''، ومشككا فى وقوف عناصر إرهابية وراء تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001''.
وأضافت ''أنه على الرغم من ذلك فإن المسئولين الأمريكيين والخبراء قد أعربوا عن تفاؤل -وإن كان حذرا -إزاء آفاق تأسيس علاقات بناءة مع الرئيس المصرى الجديد، لاسيما وأن مرسى ومعاونيه قد أبدوا، بدورهم، تفاؤلا حيال مستقبل العلاقات المصرية-الأمريكية حتى وإن كان تفاؤلا لم يخل من المحاذير''.
وعزت الصحيفة الأمريكية مصدر هذا التفاؤل لدى الجانبين إلى اعتبارات ''براجماتية'' بحتة فى المستقبل القريب على الأقل، موضحة أن أية خلافات أيديولوجية حيال سياسات الولايات المتحدة سيتم على الأرجح تنحيتها جانبا الآن نتيجة حاجة مرسى الملحة لإرساء دعائم الاستقرار فى بلاده وإنعاش عجلة الاقتصاد الوطنى المتعثر، ومن ثم سيكون فى حاجة إلى مساعدات من قبل واشنطن - بحسب ما رجح المحللون.
وأردفت الصحيفة تقول إنه بالرغم من كافة التطمينات والتأكيدات من قبل الجانبين بشأن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، بيد أنه لا تزال هناك شكوك وتساؤلات تطرح حول مدى الاعتماد طويل الأجل لمرسى على الولايات المتحدة كحليف لبلاده، يتمثل أهمها فى المدى الذى سيصل إليه نفوذ مرسى كرئيس جديد للبلاد - علما بأن الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره المجلس العسكرى الحاكم قد قلص بالفعل صلاحيات الرئيس الجديد-(حسب الصحيفة)، ذلك إضافة إلى تساؤلات أخرى تطرح بشأن مدى امتنان مرسى الشديد لقادة جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها.
ونقلت الصحيفة فى هذا الصدد عن مسئول كبير بالإدارة الأمريكية - طلب عدم الكشف عن هويته – قوله "يطمح المسئولون الأمريكيون إلى تكوين انطباع قوى عن مرسى خلال زيارة يقوم بها مسئول أمريكى كبير إلى القاهرة''.
وأعرب المسئولون الأمريكيون - حسبما أوردته الصحيفة - عن آمالهم فى تطويع المساعدات الأمريكية التى ترسل إلى مصر سنويا وتصل قيمتها إلى مئات ملايين الدولارات كأداة لتعزيز نفوذهم داخل مصر وبناء جسور الثقة مع إدارة الرئيس مرسى من خلال إيجاد مجالات ذات اهتمام مشترك.
واعتبرت الصحيفة من جانبها تلك الجهود والتحركات من قبل الإدارة الأمريكية إنما هى ''خطوات حتمية'' لحماية والحفاظ على معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام1979، وقالت ''إنه على الرغم من أن مرسى قد أوضح فى تصريحات سابقة للصحيفة - خلال مقابلة أجريت معه عام 2011 حينما كان يشغل رئيس حزب الحرية والعدالة -أن إنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل ليست أولوية الآن، غير أنه وصف الحالة الراهنة التى آل إليها الصراع الفلسطينى -الإسرائيلى ''بغير المقبولة''.
ورأت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية أن إحدى القضايا التى من المتوقع أن يسعى المسئولون الأمريكيون حثيثا إلى معالجتها فى محادثاتهم مع مرسى هى: مستقبل المساعدات التى ترسلها بلادهم إلى منظمات المجتمع المدنى العاملة داخل مصر، وذلك بعد أن أفضت تلك المساعدات إلى حالة من الجمود على خلفية قضية منظمات المجتمع المدنى التى أثيرت فى وقت سابق من العام الجارى حينما وجهت الحكومة المصرية اتهاما إلى العديد من العاملين بالمنظمات الأهلية الأمريكية والمصرية وأصدرت أوامرها بغلق مقار تلك المنظمات.
وقالت الصحيفة الأمريكية-فى ختام تعليقها – ''إلى مدى سيسعى مرسى إلى استمالة الأعراف والتقاليد داخل المجتمع المصرى لتتناسب والمبادئ ''المحافظة'' التى تتبناها جماعة الإخوان المسلمين هى أيضا موضع اهتمام كبير من قبل صناع القرار داخل البيت الأبيض''.