سادت حالة من الهدوء والحذر داخل أوساط القطاع السياحى، عقب إعلان فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية، وأجمع خبراء السياحة على ضرورة توجيه رسالة إلى الدول الأجنبية، لطمأنة زوار مصر.
وأكد المهندس أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية مستثمرى رجال الأعمال، أن الجميع فى حالة ترقب لما ستسفر عنه الأيام القادمة من قرارات خاصة بالقطاع السياحى، موضحا أن الدكتور مرسى تعهد فى عدة اجتماعات عقدت مع جمعية مستثمرى رجال الأعمال، إنه لا مساس بحرية السائح والسياحة الشاطئية على وجه الخصوص، وتذليل كافة العقبات أمام المستثمرين.
واقترح بلبع، أن يقوم الرئيس الجديد بتشكيل مجلس أعلى للسياحة، يتضمن رؤساء الجمعيات والمستثمرين، للوقوف على مشاكلهم، وإيجاد حلول لأصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية المهددة بالاغلاق، مشيراً إلى اقتناع الرئيس بأهمية صناعة السياحة التى تعتبر طوق النجاة للاقتصاد المصرى.
وقال "إن أغلب منظمى الرحلات بالدول الأوروبية فى انتظار إعلان موقف الرئيس من السياحة الشاطئية، خاصة أنه ذو مرجعية إسلامية"، موضحا أنه لحين توضيح موقفه على الملأ وتصل إلى رجل الشارع، ستكون السياحة منخفضة للغاية، لحين وصول رسالة الطمأنة للدول الأوروبية من الرئيس الجديد بأنه لا مساس بالسائح " المأكل – المشرب- الملبس" ولحين صدور هذا التصريح من المؤكد أن تتأثر السياحة خلال الأسابيع القادمة.
ومن جانبه، أكد عادل زكى رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة، أن منظمى الرحلات الأجانب ما زالوا يتعاملون مع المقصد السياحى المصرى بحذر نتيجة الضبابية التى يعيشها الشارع المصرى فى هذه المرحلة واستمرار المظاهرات فى ميدان التحرير، مؤكدا أن السياح الأجانب لم يعيروا اهتماماً أو أى مخاوف من نجاح الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين، فالاستقرار الأمنى هو العامل الرئيسى لعودة السياحة مرة أخرى.
وقال زكى، " من حسن الحظ أننا فى الموسم السياحى الصيفى الذى يقل فيه الإقبال من قبل السائحين الأوروبيين على القدوم إلى مصر، ولكن إذا استمرت هذه الاضطرابات السياسية حتى منتصف شهر أغسطس المقبل، فإننا يمكن أن نفقد جزءا كبيرا من حجوزات الموسم الشتوى".
وطالب زكى من رئيس مصر الجديد، أن يرسل رسائل طمأنة للعالم الخارجى، موضحا أن هذه الرسائل يجب أن تتضمن الالتزام بعدم فرض أى قيود على السائح، وخططه للنهوض بالقطاع السياحى والاهتمام بالبنية التحتية والاهتمام بالتسويق.
وكان الدكتور محمد مرسى الرئيس الجديد لمصر قد وجه رسالة للعاملين فى قطاع السياحة ونصت على "إلى أبنائى وأخواتى العاملين فى قطاع السياحة أحب أن تعلموا أن أرزاق ٣ ملايين عامل تستفيد من العمل فى هذا القطاع، أمانة فى عنقى، وأن من محاور نهضتنا وعمود هذا المحور هم العاملون فى هذا القطاع، ولا يخفى على أى أحد مدى أهمية هذا القطاع، والذى يؤثر بشكل كبير فى الاقتصاد المصرى ويوفر العملة الصعبة، وحرصا منى على هذا القطاع ومن منطلق مسئوليتى الوطنية، فقد قمت بتكليف خبراء متخصصين فى هذا القطاع لبحث سبل تطويره وتنميته، وقد قام الفريق بوضع بعض الحلول والتصورات والتى من شأنها النهوض بهذا القطاع الحيوى، ومنها - وليس على سبيل الحصر - تطوير شبكة الطرق الطويلة التى تخدم السائح مثل طريق أبو سمبل - أسوان وطريق القاهرة - الغردقة بالمرافق ودعمها بخدمة الطوارئ على طول الطريق".
كما تضمنت الكلمة رؤيته للنهوض بصناعة السياحة من خلال دعم الرحلات النيلية الطويلة من القاهرة إلى أسوان، وتذليل جميع المعوقات مع وضع برامج سياحية جديدة منها رحلة العائلة المقدسة لجذب نوع جديد من السائحين، والتأكيد على حصول العاملين على نسبة ١٢٪ الخدمة، والتى تعتبر حق أصيل لكل من يعمل بهذا القطاع.
كما شملت رؤيته ضرورة تقليل المخاطر على صغار المستثمرين للنهوض بهم فى مواجهة تحديات السوق العالمية، وإقامة جسر برى بين السعودية ومصر بمنطقة شرم الشيخ، لجذب السائحين العرب فى أوقات الصيف، كما تم وضع استراتيجية لتطوير وتسويق ميناء إسكندرية السياحى عالميا، لجذب أكثر من ٢ مليون سائح سنويا، مع عمل برامج سياحية مميزة للسائح فى القاهرة والإسكندرية.
كما تعهد الرئيس بإقامة صندوق من إيرادات المتاحف والمزارات السياحية وجزء من رسوم التأشيرة السياحية، لتأمين أرزاق العاملين بالقطاع عند حدوث أى أزمة سياحية، وتشجيع كبار المستثمرين على إنشاء فنادق ٧ نجوم لجذب نوعية مميزة من السائحين ذو القدرة على الإنفاق المرتفع، مع وضع تخطيط متكامل طويل الأجل للمدن السياحية، وتجهيز شرطة السياحة بأحدث الأجهزة الفنية، وإعدادها بشكل محترف للتعامل مع مشاكل السائحين لضبط سلوك الشارع فى التعامل مع السائح، كما يتبنى برنامجه تعديل قانون الإرشاد السياحى من أجل تحسين أوضاعهم بشكل يليق بمكانتم داخل المجتمع.
وأكد سامى محمود، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة، أن الرسالة التى أطلقها الرئيس المصرى المنتخب بإرادة جماهيرية إيجابية، لتعبئة الرأى العام للتوجه إلى الإنتاج واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية، مما يطمئن الداخل والخارج، مطالباً بتوجيه رسالة أخرى مباشرة إلى منظمى الرحلات الأجانب، تؤكد لهم احترام الحريات الشخصية لزوار مصر.
وقال محمود، أن حزب الحرية والعدالة مطالب بإرسال رسالة أخرى إلى الدول الغربية بتقديم كافة التسهيلات للزوار، ولن يحدث أى تعديل فى التشريعات المنظمة للعمل السياحى، موضحاً أن المؤشرات الحالية للسياحة تؤكد زيادة أعداد السياح خلال الفترة من أول يناير حتى نهاية مايو الماضى بنسبة 29% عن نفس الفترة من العام الماضى، رغم التخوفات الكبيرة من صعود تيار الإسلام السياسى.
وأضاف، أن روسيا جاءت فى مقدمة الجنسيات التى جاءت إلى مصر يليها ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وبولندا، مشيراً إلى أن تخفيض منظمة السياحة العالمية لتصنيف مصر من المرتبة الـ 18 إلى المرتبة 26 أمر طبيعى، بسبب الظروف التى مرت بها البلاد.
السياحة تترقب.. وتطلب الأمان..الخبراء: على الرئيس الجديد توجيه رسالة لطمأنة الأجانب.. بلبع: تشكيل مجلس أعلى للسياحة ضرورة..وزكى: يجب الالتزام بعدم فرض أى قيود على حرية السائح والاهتمام بالبنية التحتية
الثلاثاء، 26 يونيو 2012 05:37 م