سعد القرش: خطاب "مرسى" دينى بامتياز وطمأنة لأمريكا وإسرائيل

رأى الكاتب سعد القرش أن الخطاب الأول للدكتور محمد مرسى، أول رئيس مدنى منتخب بعد ثورة الثورة، هو خطاب دينى بامتياز يتحدث عن أنه "ولى علينا"، فى حين أنه جاء بنسبة تزيد قليلاً عن منافسه الفلولى، وبأصوات نحو 15% فقط من المصريين الذين انتبهوا إلى أن دوران عجلة الثورة فى اتجاه واحد.

وأوضح "القرش" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه لا يميل بطبعه للاطمئنان إلى من يردد مصطلحا مثل "الفن الهادف"، وكثيرا ما ردد "مرسى" هذا المصطلح، منذ ولاه المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع منصب رئيس حزب الحرية والعدالة، والمرشد هو الذى رشحه أيضًا لسباق الرئاسة، والعلاقة ملتبسة بينه وبين المنصب، والخطاب لم يوضحها أو يدلنا على شكلها فى المستقبل، أضف إلى هذا الأمر التصريح الذى أدلى به محمود غزلان الناطق باسم الإخوان فى بيروت أمس: "رفضنا عبد المنعم أبو الفتوح لأنه قدم نفسه مرشحا للجميع لا مرشحا إسلاميا"، وهذا يعنى أن كفاءة "مرسى" الوحيدة أو مؤهله أنه مرشح الإسلام أو المسلمين وحدهم.

وأشار "القرش" إلى أن الشىء الواضح فى الخطاب ـ بعد الاستشهادات القرآنية التى تداعب الطيبين والطيبات ـ أنه رسالة طمأنة إلى أمريكا وإسرائيل إلى أن العهد الجديد لن يمس المعاهدات والاتفاقيات، أما غير ذلك فالخطاب "كلام كالكلام" ــ على حد تعبير طه حسين ــ لم يفك الرئيس العلاقة بين تنظيم الإخوان الدولى الذى هو أكبر من شىء هلامى اسمه حزب الحرية والعدالة، ولم يتناول مدنية الدولة، بل تعمد تجاهلها تمامًا، وهو أمر يثير الريبة فى ضوء إصرار الإخوان والسلفيين على حذف مصطلح أن مصر دولة "مدنية"، واستبدلوا به "ديمقراطية".

وأضاف القرش أن مرسى يمثل الآن مصر، الدولة التى يرجع تاريخ توحيدها إلى 5100 عام، ولا أدرى هل يدرك هذا العمق التاريخى أم لا، فخطابه فى هذا الأمر غير مطمئن.