رويترز: الإسلاميون فى مصر قد يضطرون إلى القبول بحلول وسط

الإثنين، 25 يونيو 2012 12:02 م
رويترز: الإسلاميون فى مصر قد يضطرون إلى القبول بحلول وسط محمد مرسى الرئيس المنتخب
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يدخل فوز محمد مرسى بالرئاسة المصرية صراع السلطة القديم بين الإخوان المسلمين والجيش فى جولة جديدة، تدور رحاها داخل مؤسسات الدولة نفسها، وقد يجبر الإسلاميون على القبول بحلول وسط جديدة.

وبعد أن انتزع المجلس العسكرى الكثير من سلطات الرئيس الأسبوع الماضى، لن تحمل الرئاسة التى سيتقلدها مرسى الكثير من الشبه مع تلك التى اضطر الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك للتنحى عنها قبل 16 شهرا بعد أن قضى فى الحكم 30 عاما.

ورغم الضخامة التاريخية لفوزه -فهو أول رئيس ينتخب انتخابا حرا فى مصر ويجىء من جماعة الإخوان المسلمين التى ظلت محظورة معظم سنوات وجودها طوال 84 عاما- تبدو فرص التغيير السريع على صعيد السياسة الداخلية والخارجية باهتة.

فبعض التعهدات الطموحة التى أطلقها خلال حملته الانتخابية مثل الوعد بتطبيق الشريعة الإسلامية قد توضع على الرف الآن، لأن الحقيقة على أرض الواقع تشير إلى انقسام حاد فى البلاد بشأن فكرة أن يتولى الإخوان المسلمون الحكم.

وفى إطار المشهد الحالى لا يملك مرسى الآن برلمانا ليمرر من خلاله مثل هذا التشريع حتى لو أراد ذلك، وإن كان سيشكل إدارة رئاسية ويعين رئيسا للوزراء وحكومة جديدة. فالبرلمان المنتخب فى يناير وهيمن عليه الإخوان المسلمون لا وجود له الآن، واحتفظ المجلس العسكرى لنفسه بسلطة التشريع فى غياب المجلس التشريعى.

وقال جوشوا ستاتشر أستاذ العلوم السياسية المساعد فى جامعة ولاية كنت "ما يفكر فيه مرسى هو أن يكون له موضع قدم فى الرئاسة، ويستخدم بعض السلطات غير الرسمية التى تجىء معها -لأنه رئيس صورى- ليحاول ببطء جمع السلطات ليحدث توازنا أمام المجلس العسكرى".

وأضاف "الموقف أمامنا موقف ستلقى فيه اللائمة فى استمرار مشاكل مصر على الرئيس المدنى المنتخب، بينما سيظل المجلس العسكرى فوق النقد. الأمر أشبه بوضع الملوك".

ومن المؤكد أن يستمر هذا الفصل الدائم فى تاريخ مصر منذ أن أطاحت مجموعة الضباط الأحرار بالملك عام 1952، ذلك الصراع القديم بين الإسلاميين والجيش. ورغم كل النواقص ستضيف الرئاسة وما تمثله من تفويض شعبى وترا جديدا إلى القوس الذى يمسك به الإخوان الآن، وهم يستعدون لصراع أهم من انتخابات الرئاسة، ألا وهو مصير دستور جديد سيحدد النظام الجديد فى مصر.

وقال دبلوماسى غربى فى القاهرة "سيغتنم الإخوان المسلمون ما هو متاح -جائزة لم يكونوا يتخيلوها قبل 18 شهرا. فرئاسة منقوصة هى أفضل كثيرا من لا شىء على الإطلاق". وأضاف "أنها جزء من الحل الوسط السياسى الجديد والحساس.. جزء من التعايش الجديد فى مصر".

سيحدد الدستور الذى لم يكتب بعد سلطات الرئيس ودور المؤسسة العسكرية التى يقول الإخوان المسلمون إنها عازمة فيما يبدو على أن يصاغ بطريقة تحمى مصالح الجيش.

وخارج إطار الصراع بين الإخوان والجيش، هناك معارض آخر لمرسى قد يكون أكثر تحديا هو المصالح الراسخة لأجهزة اعتادت العمل بالطريقة القديمة. فما يعرف "بالدولة العميقة" وما تشمل من أجهزة أمن سرية ستكون على الأرجح عقبة رئيسية أمام التغيير.

وفى تصريحات من القاهرة قال اليجاه زاروان وهو من الخبراء السياسيين الكبار فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية "الرئيس مرسى سيكافح من أجل السيطرة على أدوات الدولة. وسيواجه على الأرجح ممطالة بل ربما محاولات صريحة لتقويض مبادراته من قبل مؤسسات رئيسية"، وأضاف "فى مواجهة هذه المقاومة قد يدفعه الشعور بالإحباط إلى شرك محاولة الإلقاء بثقله الجديد فى كل اتجاه وهذا سيكون خطأ".

وبعد فوزه بفارق مقنع لكنه بعيد كل البعد عن توجيه ضربة قاضية لمنافسه أحمد شفيق رئيس الوزراء الأخير فى عهد مبارك واجه مرسى على الفور دعوات تطالبه بتقديم لفتات لمن أزعجهم صعود الإخوان.

وفى أول تصريحات له كرئيس منتخب وعد مرسى بأن يكون رئيسا لكل المصريين. ووعد بتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وهو شىء يقول المحللون إنه سيكون رصيدا هاما للإخوان وهم يسعون لتنفيذ أجندتهم الإصلاحية.

وتبدأ عملية تشكيل الحكومة اليوم الاثنين، ومن بين الأسماء التى طرحها مسئولون كبار فى الإخوان محمد البرادعى الإصلاحى والدبلوماسى السابق فى الأمم المتحدة الذى سئل عن مدى استعداده للمشاركة، كما أعلن شفيق أنه جاهز للمشاركة إذا طلب منه ذلك، ووعد نشطاء الإخوان مواصلة احتجاجات الشوارع لإجبار المجلس العسكرى على التراجع عن بعض القرارات التى أزالت قدرا من البريق عن فوز مرسى.

لكن خلف الأبواب المغلقة سيسعى الإخوان أيضا إلى التوصل إلى حلول وسط مع القادة العسكريين كما فعلوا فى الأيام القليلة الماضية منذ صدور الإعلان الدستورى المكمل.

وقال شادى حميد مدير مركز بروكينجز الدوحة "ما من شك فى أن هناك صفقات ستحدث"، واستطرد "المجلس الأعلى للقوات المسلحة لديه دباباته وأسلحته والإخوان المسلمون يفهمون هذا.

وقال مصطفى كمال السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن هناك بعض القضايا الحاسمة بينهم وهى على قدر كبير من الأهمية. وأوضح أن من المهم لمرسى أن يتفق معهم أو أن يقبل ببعض الحلول الوسط وإلا اهتز حكمه.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو وهبه المصري

أحسن حل هو الإستفادة من قدرات القوات المسلحة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة