د. هانى أبو الفتوح يكتب: انتخابات رئاسة بطعم الكراهية

الإثنين، 25 يونيو 2012 11:06 ص
د. هانى أبو الفتوح يكتب: انتخابات رئاسة بطعم الكراهية الانتخابات الرئاسية السابقة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجلس بهدوء مع نفسى بعد الأحداث الكبرى لأحلل ما حدث بأمانة تامة وشفافية مطلقة وحين نظرت على انتخابات الرئاسة وحللت نتائجها، ورغم كل الإيجابيات فى اهتمام الناس بالمشاركة فى تحديد مصير الوطن والنظام الحاكم فيه.

إلا أنى للأسف رأيتها من مشهد آخر أقرب إلى انتخابات الكُرهْ فقط بانقسام الشعب لنصفين كل طرف لا يتحمل فيهما الآخر ولا يطيقه ولا يتقبل منه كلمة لأننا دخلناها وقلوبنا لا تعرف الحب ولا تعرف معنى الاختلاف وحقوقه وواجباته.

فالنصف يرى خصمه عدوا لدودا يكرهه لدرجة أنه بدل الأسماء فمن بدأ باسم المصطفى أحمد صار فشيق والآخر من بدأ باسم نبى الرحمة محمد أصبح استبن ولا أدرى كيف سنلاقى الله يوم القيامة فى قوله تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، وكيف لا نستجيب لأمرنا بعدم التنابز بالألقاب.

العجيب أيضا أن هناك الكثيرين ممن انتخب طرفا ليس حبا كاملا له وثقة لا نهاية فيه اللهم إلا فصائل معينة تنتمى له مباشرة، ولكن الأغلبية انتخبوا كرها فى الآخر فليس جميع من انتخب د. مرسى يؤمنون بفكر الإخوان ويسعدون به، وربما أقرب فئات التيار الإسلامى السلفيين هم على خلاف سياسى وفكرى مع تيار الإخوان، وهناك أيضا من تيار الثورة والليبيراليين من انتخبه وهو على طرفى نقيض معه تماما إنما الكرة فى المرشح الآخر هو ما دفعه على مضض لهذا الخيار.

ولو انتقلنا للطرف الآخر فليس كل من انتخب الفريق شفيق حبا وكرامة فيه بل انتخبه كرها فى الإخوان وخوفا من كل تيار إسلامى.

لذا فنحن أمام تيارات ومجاميع المشترك الوحيد بينها هو الكُره وليس الحب والدليل الأكبر على ذلك هو أن نرى مواقفهم تجاه بعضهم البعض لو جرت انتخابات مجلس شعب يتنازعون فيها المقاعد معا وما أسرع الأيام والمواقف.

أيضا اللغة السائدة بيننا الآن هى التخوين الدائم والتشكيك فى كل شىء، وعلى النقيض ثقة مفرطة فيما نعتقد أنه الصواب المطلق وكأن من نؤيدة نبى مرسل من السماء وأن من نعارضه شيطان فوق الأرض لا بد من رجمه حتى تصفد الشياطين.

المهم عندى الآن من الذى يستطيع أن يجمع هذا الشتات ويوحد تلك الفرقة، ويوقف هذا الكُره ويزرع الحب ليصنع الأمل ويوحد الوطن.

والأهم هل يا ترى أن من فاز فى الانتخابات يدرك جيدا أن عدد أصوات من لم يختاروه مع عدد من أبطلوا أصواتهم أكثر عددا ممن اختاروه ليعلم جيدا حجمه ومدى تأييد الشارع له، وما يتطلب عليه القيام به.

لو وعى ذلك جيدا وفهمه ولم تغره شهوة الانتصار سيكون قادرا على أن يضع قدمه على الطريق الصحيح ويبدأ الخطوات الأولى فى طريق زراعة الحب.

نعم الواجب عليه تماما وعلينا جميعا الآن وبعد ن انتهى العرس الديمقراطى أن نمد أيدينا لبعضنا البعض من أجل وطن ثبت لنا جميعا أن الآراء فيه مختلفة ومتفاوتة وأن الوطن للجميع أغلبية ومعارضة وأننا لا نستطيع أن نقصى أحدا فيه مهما اختلفنا معه فى الرأى وأن نبدأ حديث الحب والمصالحة والإتفاق بدلا من أحاديث الكره والانقسام والشقاق لأنه لو استمر بنا هذا الحال فلن تقوم لنا قائمة وسندخل فى دوامة لن تنتهى من الفتن والنزاع والشتات ولن ينفع الندم بعدها ولن نقول جميعا حينها إلا لك الله يا مصر، فهل ننتبه الآن أم ننتظر لبعد فوات الآوان ونحن ندور فى فلك لعبة توازن القوى وتصارع السلطات،
للأسف من جعل حياته كرها فقط لن يجد فيها مكانا للحب ومن افتقد الحب افتقد السعادة وراحة البال وانشغل بالناس بدلا من نفسه.

فاللهم كما جاء فى جميع الكتب السماوية فاهدى قلوبنا للحب والسلام والوئام.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة