حفلت صحيفة "الجارديان" البريطانية بالعديد من التقارير التى تناولت فوز محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة بمصر، فكتب إيان بلاك محرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة يقول إن فوز مرسى هو علامة فارقة لمصر فى تحولها الديمقراطى ما بعد ثورة يناير، ولحظة حاسمة فى الربيع العربى، وبالنسبة للرجل الذى يمثل جماعة الإخوان المسلمين، أقدم حركة إسلامية فى العالم، أن يفوز فى انتخابات حرة ونزيهة برئاسة أكبر دول العالم العربى من حيث السكان، فهذا انتصار سيتردد صداه فى منطقة مضطربة. وسيُعرف كإنجاز تاريخى، لكنه إنجاز مشروط.
فسيكون مرسى أول رئيسى مدنى منتخب منذ قيام ثورة يوليوم 1952، لكن أكبر مشكلة ستواجهه هى أن الجيش لا يزال باقيا، ويمسك بالسطة الحقيقية من خلف العرش.
لكن برغم ذلك، يتابع بلاك، فإن مصر تختلف كثيرا الآن، وتوقعات التغيير أصبحت أعظم عما كانت عليه عندما بدأت الدراما الكبرى فى ميدان التحرير فى العام الماضى، ولم يعد ممكنا العودة إلى المربع واحد، لكن حالة الاستقطاب السياسى واضحة أيضا، ولا ينبغى لأحد أن يقلل من تأثير نجاح الإخوان على الحركة التى ظلت مقموعة ومحل خوف منها لعشرت السنين. فأحمد شفيق، المرشح المهزوم، والذى كان ينظر إليه باعتباره ممثلا للنظام القديم، فاز بأكثر من 48% من الأصوات.
وأكد بلاك على أن التحدى الأكبر أمام مرسى سيبدأ الآن، فهل سيقف فى مواجهة الجيش، وهل سيختبر ما قاله بأنه يمثل كل المصريين، بكيفية تواصله مع المرشحين الليبراليين والمستقلين الذين خسروا فى الجولة الأولى من الانتخابات. وذكر فى الختام بأن فوز مرسى ليس نهاية اللعبة لمصر ما بعد الثورة المضطربة، ولكنها ربما يكون نهاية البداية.
وفى افتتاحيتها التى جاءت تحت عنوان "فوزا فارقا"، قالت الجارديان إن الرئيس الجديد يمثل الإرادة الديمقراطية والدستورية للشعب المصرى، والكثير سيعتمد على شخصيته.
وتتابع الصحيفة قائلة، إن الإخوان المسلمين الذين أمضوا 84 عاما أغلبها فى العمل السرى المحظور وقبعوا فى السجون أو المنفى، كان عليهم أن ينتظروا ساعة إضافية أيضا، هى تلك الفترة التى استغرقها المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، للإعلان عن الفائز.
ورأت الصحيفة أن تلك لحظة تاريخية بالنسبة لمصر، فقد تم دق مسمار آخر فى نعش النظام القديم، وكان رد الفعل فى ميدان التحرير منتشيا للغاية مثلما كان الحال ليلة سقوط مبارك، إلا أن السلطة لم تغير أيديها، والصراع مع مجموعة مسنة من جنرالات المجلس العسكرى ربما يستمر لأسابيع أو شهور. فالمجلس العسكرى يعتقد أنه يملك البلاد. لكنه يواجه الآن عدوا أكبر وأكثر جرأة. وفى ظل التحديات الحالية، فإن الكثير سيعتمد على شخصية الرئيس الجديد.
فمرسى، الذى كان يوصف بالاستبن لأنه لم يكن المرشح الأساسى لجماعة الإخوان المسلمين، قد يكون رئيسا عرضيا، لكنه ربما يتحول إلى شخص قوى. وكان مرسى قد قدم أفضل خطاباته فى نفس الليلة التى أعلن فيها الجيش الإعلان الدستورى المكمل، ويقول مؤيدو مرسى عنه إنه مفاوض عنيد، ورجل شجاع.
وخلصت الصحيفة إلى القول بأن معركة الإرادات بين مرسى والجنرالات ستستمر، ومع توالى ردود الأفعال من الخارج، لا سيما من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتيناهو الذى قال إنه يحترم النتيجة، وبقاء الولايات المتحدة وأوروبا صامتين بعد الساعات الأولى من إعلان الانتصار، معتبرة أنه ليس فقط انتصار لمرشح على آخر ولكن انتصار للديمقراطية، فهذه ليست المرة الأولى فى الشرق الأوسط التى ربما تجد فيها القوى الغربية نفسها من الجانب الخطأ من التاريخ.
الجارديان:فوز مرسى بالرئاسة إنجاز تاريخى..انتصاره دق مسمارا آخرا فى نعش النظام القديم..ومواجهة الكثير من التحديات القادمة سيعتمد على شخصيته..والصحيفة تتوقع استمرار "صراع الإرادة" بين العسكر والإخوان
الإثنين، 25 يونيو 2012 12:42 م