بعد التهانى بوصولكم إلى رئاسة مصر بعد عناء كبير..
سيدى الرئيس.. كتبت فى مقال سابق: نعم نستطيع بدون الإخوان وبدون البرلمان وبالميدان. فكان هو طريقكم للنجاح عندما تخليتم عن المصالح الشخصية لجماعة بعينها.. وبعد حل البرلمان، وبعد توجهكم للميدان، وتمسككم بمبادئ الثورة، كان الفوز بكرسى الرئاسة.. لعلها رسالة لنا جميعًا، بعد أن كان الجميع يلهث وراء المصالح الشخصية كانت الفرقة، وما أصابنا إلا الشتات، لأن الجميع فى أول أيام ثورة شعبنا المجيدة قالوا إنها هدية من الله.. ولكن الغنائم يا سيدى خسر المسلمون بسببها فى الغزوات فى وجود خير خلق الله. وخسرنا بها عامًا ونصف العام لانشغال الجميع بها.
رسالتى إلى جميع المصريين: مصر لكم جميعًا.. فهى بلدنا الذى نشأنا على أن نبذل النفيس والغالى من أجله.. فهو ليس غنيمة، الغنيمة هى أن الله رحمنا من الاستبداد. كما حرر العبيد من قبل وحرر العالم بأسره من الظلم والاستبداد.. نحمد الله على النعمة.. ولكن حذارِ من التواكل... فالجميع يعلم ما هو الفرق الكبير بين التوكل على الله والتواكل.
أتمنى من سيادتكم أن تنظروا لنعمة الله فى خلق الانسان. فالجسد واحد ولكن يحتوى على كثير من الأعضاء، فهل يتحارب العضو مع العضو؟ هل يقول عضو أنا الأساسى والعضو الآخر ليس له أهمية. فكل الأعضاء تقوم بعملها لخدمة الجسد ويقوم الجسد بعمله بعبادة الله، فياليتنا نأخذ من هنا الحكمة والعبرة والعظة.. ويتنازل كل فصيل أو جماعة أو حزب عن الأهداف الشخصية، ويعمل لخدمة البلد، وعندما يتعافى البلد سيتعافى الوطن.
أتمنى منك سيدى أن تقبل نصيحة شاب مصرى يتمنى أن يرى مصر فوق الجميع، بما تحمله الكلمة من معانٍ.. فوق الفصائل والمصالح والأشخاص، وأى بلد آخر حتى نستطيع أن نقود. أتمنى من سيادتكم ألاَّ تنظروا للخلف، ولمن آذاكم أو أضر بكم يوم أن كان فى سلطة أو جاه، وأن تنظروا للأمام. دعونا نضرب مثلاً للمصريين وللعرب، بعيدًا عن الأمثال التى نرغم عليها وهى ليست مصرية أو عربية.
أتمنى كفرد من الشعب أن أقف أمام الجميع وأقول إنى مصرى.. فى جيلى لم أقُلها إلا للرد على سؤال، وفى قلبى طعنات من الألم والحسرة لأننا لسنا كذلك، ولكن لم ولن نركع لأحد.
أتمنى أن أقف وأتباهى وأفتحر بجنسيتى وبدينى وبمجتمعى وأن أرى مستقبلى.
أتمنى من سيادتك ألاَّ تقطع الدفاتر والسجلات القديمة فى الرئاسة والوزارات، كما عودنا كل مسئول يأتى، فيزيح الماضى برجاله ومشروعاته.. ودعونا نضع البذرة جميعًا، وكل جيل يسلمها للآخر مثمرة مزدهرة شامخة.
أتمنى من سيادتكم ألا تنسى مبادئ الثورة التى قامت عليها ثورتنا المجيدة.. العيش... الحرية.. الكرامة الإنسانية.. العدالة الاجتماعية.. فهى التى أوصلتنا من سجون الظلم والاستبداد والقمع إلى هذه اللحظة الحاسمة.
