أعلنت مؤسسة الكويت للتقدّم العلمى عن فوز هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة عن كتابها المترجم "بحرنا المشترك.. الشرق مهد الغرب" من إصدارات دار الكتب الوطنية التابعة للهيئة، بجائزة معرض الكويت السادس والثلاثين للكتاب لعام 2011 فى مجال "أفضل كتاب مترجم إلى اللغة العربية فى الفنون والآداب والإنسانيات".
وذكرت الهيئة فى بيان لها أن المدير العام للمؤسسة الدكتور عدنان شهاب الدين توجه بخالص التهنئة للهيئة، متمنياً أن يكون ذلك حافزاً لمزيد من العطاء فى سبيل نشر الكتب الثمينة والقيّمة، مُشيراً إلى أنّ حفل التكريم سوف يُقام أواخر العام الحالى 2012.
وكتاب "بحرنا المشترك: الشرق مهد الغرب" الصادر عن دار الكتب الوطنية فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة فى عام 2011 من تأليف ياكو هامين أنتيلا البروفسور فى الدراسات العربية والإسلامية بجامعة هلسنكى، وترجمة الأستاذة مارية باكلا، وهو كتاب يهدف إلى التعريف بالثقافة والعلم فى فنلندا ومدّ جسور التواصل بين القارىء العربى والثقافة الفنلندية خاصة والثقافة الغربية عامة، والاعتراف بفضل الحضارة العربية فى تطوّر الإنسانية.
ويحكى الكتاب سيرة العلاقة بين الشرق والغرب فى عملية ترتيبية لحقبة تاريخية موغلة فى القدم عبر دورات تاريخية لا تزال مستمرة منذ 2500 عام، وكيف أن الثقافة الغربية ولدت فى الساحل الشرقى لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ولم يكن لأوروبا أن تكون أوروبا من دون ذلك العالم الذى كان يحيط بها، موضحاً أن أوروبا ولدت وسط حوارات وتدفقات واستعارات ثقافية وعلى امتداد مئات السنين كان للمناطق الشرقية والجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط تأثير كبير فى ما يحدث فى شمال المنطقة.
وقد سعى البروفيسور أنتيلا من وراء هذا الكتاب إلى التأكيد على مقولة أنّ الثقافة لا تولد من فراغ، بل هى حصيلة مجموعة من المؤثرات المختلفة منذ أقدم العصور إلى الآن، ومن المؤكد أنه لا سبيل إلى تقدم أى حضارة لا تحاول الربط بين حاضرها وبين الحضارات السابقة، إلى جانب ضرورة الاعتراف بغزارة ما قدمه الشرق للغرب وبضرورة الاعتراف بفضل الشرق على الغرب.
ويؤكد الكاتب فى كتابه الصادر عام 2006 أن الثقافة الغربية استعارت من الشرق ومن الجنوب الكثير قبل أن تتمكن من أن تعيش عصرين ذهبيين، وقد تطورت الثقافة اليونانية القديمة، وأصبحت بشكلها الكلاسيكى بعد أن انهمرت عليها المؤثرات الشرقية انهماراً فى مجال الفنون والعلوم والدين والفلسفة، ولم تنشأ أوروبا فى الحقبة المتأخرة من العصور الوسطى إلاّ بعد أن عرفت العلوم والفلسفة العربية طريقها إليها مترجمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة