الديكتاتورية ليست مجرد وصف لسلطة ما أو حاكم ما الديكتاتورية مرض معد، ومن الممكن أن تطلق عليه وباء الديكتاتورية، السمكة تفسد من رأسها، مثل صينى أعجبنى ينطبق على أوضاعنا الحالية.
كان النظام السابق يتسم بالديكتاتورية وفى نفس الوقت كان على رأس كل مؤسسات وهيئات الدولة، انتقل وباء الديكتاتورية من الحاكم للمحكوم، أصبح كالمـرض الخبيث الذى يختفى بين الضلوع وينتشر داخل الجسم والعقل دون أن تشعر به حتى يفاجئك بأعراضه اللعينة، أعراض الديكتاتورية هى أن تكون متفردا بقراراتك عصبيا، غبيا فى الكثير من الأحيان، رافضا للاستماع لأى رأى يخالفك، لا تريد أن تستمع سوى لصوت عقلك فقط وإن أراد أحد أن يناقشك، فيجب عليه أن يبدأ بنفاقك والإشادة بعظمة وعبقرية قراراتك الغبية!.
ليس من الضرورى أن تكون حاكما أو رئيسا حتى تظهر ديكتاتوريتك، تستطيع أن ترى نفسك كديكتاتور فى منزلك، فى عملك أو حتى مع نفسك. تسألنى كيف أكون ديكتاتورا مع نفسى؟ الإجابة بسيطة وتتلخص فى كلمة واحدة، وهى العناد الشخص العنيد غالبا ما يكون ديكتاتورا.
النظام السابق زرع بداخلنا بذرة الديكتاتورية وها نحن نروى ونرعى تلك البذور حتى أصبحت ثمارا يانعة جاهزة للقطف والحصاد، سنحصد نتاج ديكتاتوريتنا ظلما وظلاما. تظهر ديكتاتوريتنا واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء فى مشهد الانتخابات الرئاسية. كل منا يؤيد أحد المرشحين دون الآخر ويريد له الفوز، وهذا حقه، اذهب وانتخبه وهنا ينتهى دورك، ويأتى دور الديموقراطية فى أن تبرز مرشحها، ولكن أن تأتى لتقول إن الانتخابات مزورة لمجرد أن مرشحك لم ينتصر، فهذه قمة الديكتاتورية واللا منطق، بأى منطق تريد أن تفرض رأيك على شعب بأكمله بحجة أن "الشعب يريد"، ليس للشعب متحدث رسمى حتى تتحدث باسمه، ولذلك أرجوك أن تغير هتاف "الشعب يريد" إلى "أنا أريد" ، ليس هذا ما نادت به ثورتنا. الديموقراطية التى طالبنا بها تقوم على حق الشعب فى اختيار رئيسه وليست تقوم على حق فئة معينة فى تقرير مصير الشعب بأكمله ، الديكتاتورية التى بداخلك والتى تحركك، تأكد أنها ستقتلك فى النهاية. قبل أن تهتف بسقوط الديكتاتور، اقتل الديكتاتور الذى بداخلك.
ثورة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة