قالت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية إن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وبعد إحكام المجلس العسكرى قبضته على السلطة، تواجه خيارين بين تنصيب مرسى وشرعنة تدخل العسكر فى الشأن السياسى أو رفض توليه الرئاسة والنزول إلى الشارع، وكليهما ليس بالاختيار الجيد.
وقالت المجلة فى تقرير لها عن الأحداث فى مصر تحت عنوان "الجيش يفوز مرة أخرى"، إنه مع فقدانها البرلمان بعد قرار حله، فإن الرئاسة تبدو لجماعة الإخوان المسلمين الملاذ الأخير، ويبدو أن مرشحها محمد مرسى قد فاز فى سباق كبير. ولو صحت النتائج التى تشير إلى فوز شفيق، فإن الانتصار سيكون اسميا فقط. فعلى الرغم من حصول مرسى على السلطة التنفيذية، إلا أنه لن يكون صلاحيات كثيرة من الناحية العملية.
فبعد أشهر من المناورات الدهائية، انقلب الجيش عن تمثيلية التحول الديمقراطى بسلسلة من الخطوات تمثل استيلاء على السلطة، ومن ثم فإن الإخوان يواجهون اختيارا بين جلوس مرسى على مقعد الرئاسة والاستمرار فى مشروع الانتقال الذى يبدو أنه مصمم لخدمة المصالح الضيقة للضباط فى مصر، أو بإمكانها العودة إلى الشوارع بهدف خلع المجلس العسكرى.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن كلا الخيارين لا يفيدان الإخوان كثيرا. فلو أدى مرسى اليمين الدستورى كما هو مخطط له، فمن غير الواضح السلطات التى سيتمتع بها، ولو أصبح مرسى رئيسا رمزيا للبلاد، فإنه سيعرض الإخوان لانتقادات معتادة تتهمها بالانتهازية. والكثير من المصريين يعتقدون بالفعل أن الإخوان سعداء لاستيعاب دولة عسكرية حيث سيعنى ذلك حفاظها على نفسها وتهميش منافسيها. وكان هذا نهج الجماعة فى الخمسينيات ثم السبعينيات عندما سمحت لنفسها بأن يتم استخدامها من جانب الحكومة كوسيلة للتوازن مع اليسارى وظهرت الانتهازية واضحة فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة أيضا.
أما لو رفض مرسى أن يتولى منصبه كأول رئيس منتخب بحرية فى مصر بعد مبارك، وعاد الإخوان إلى الشارع، تتابع فورين أفيرز، فربما يجدوا أن لحظة المظاهرات قد فات أوانها. فبعد 16 شهرا من الثورة، تخافت نجم شباب الثورة بشكل كبير، وأصبح المصريون قلقين من مزيد من الاضطرابات وتجلى مدى تعبهم من عدم الاستقرار فى نسبة التأييد الكبيرة التى حصل عليها أحمد شفيق.
لكن نفس الوقت، تقول الدورية الأمريكية، فإنه لو لم يعد الإخوان إلى سياسات الشارع فلن يكون هناك ضمان بأن الجيش لن يخوض لعبة صعبة ويقوم بسجن قياداته.
وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول إنه فيما يتعلق بآفاق التحول الديمقراطى، فإن استيلاء المجلس العسكرى على السلطة، وبرغم أنه صارخ، إلا أن لا يبدو للأسف أنه سيؤدى إلى توحيد الجماعات المدنية حول الحاجة إلى إرخاء قبضة العسكر على البلاد.
فورين أفيرز: الإخوان المسلمون تواجه خيارًا صعبًا بين تنصيب مرسى أو العودة للشارع
الأحد، 24 يونيو 2012 02:10 م
محمد مرسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة