لم أتصور قط أن البرلمان المصرى قد تراجع كثيرا بعد ثورة 25 يناير إلا عندما قرأت خبرا عن حل مجلس الأمة الكويتى بقرار من المحكمة الدستورية، بالرغم من مرور شهرين فقط على تكوينه ولم يعترض أحد أو يحرك ساكنا احتراما وإجلالا لحكم القضاء، ولم يفعل أحد من نوابه ما فعله نوابنا الأذكياء نواب الثورة! عندما دعا سعد الكتاتنى المجلس للانعقاد بالرغم من حكم الدستورية ببطلانه وهو أعلى سلطة قضائية التى أصدرت حكمها ببطلان قانون انتخابات مجلس الشعب ونشره بالجريدة الرسمية، وإبلاغ المجلس بالتنفيذ، وكنا نعتقد أن نوابنا سيمتثلون لحكم القضاء، لكننا وجدنا سلوكيات لبعض النواب مثل النائب عصام سلطان الذى قام برفع قضية أمام المحكمة الإدارية لمنعه من دخول المجلس والنائب محمد العمدة والنائب ممدوح إسماعيل وجماعات من نواب الإخوان المسلمين الذين قاموا ودعوا إلى الاعتصام فى ميدان التحرير ومحاولة اقتحام أبواب المجلس المغلقة بأمر القضاء من أجل دخوله عنوة وهنا فقط شعرت بالفارق بين برلمان مصر وبرلمان الكويت!
والأدهى من هذا أن الشيخ صفوت حجازى - الذى كثيرا ما بكى وأبكانا عندما كان يسرد مشاهد الثورة فى ميدان التحرير وفى موقعة الجمل لأحمد منصور مذيع قناة الجزيرة الفضائية - عبر حلقات متتالية والذى أعلن تأييده لجماعة الإخوان المسلمين ولمرشحهم محمد مرسى فى الرئاسة، قام بتهديد جميع القوى السياسية المختلفة بما فيهم المجلس العسكرى الحاكم اعتراضا على حل مجلس الشعب وتدخل العسكرى وبقائه فى السلطة!
أظن - وليس كل الظن إثما - أن اللغة أو الخطاب الذى استخدمه حجازى والإخوان لا يتفق مع الوضع الراهن الذى تشهده البلاد من تراجع أمنى واقتصادى، وكذلك ما صرح به من قبل القيادى الإخوانى خيرت الشاطر حينما أكد أن الإخوان لن يتركوا السلطة تمر من بين أيديهم بسلام!!
ومرشح الإخوان الرئاسى الدكتور محمد مرسى الذى خرج قبل الانتهاء من فرز أكثر من نصف اللجان الانتخابية معلنا فوزه بالرئاسة فى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى للانتخابات، وكأنه يريد ومن وراءه أن يضربوا ضربة استباقية للجميع ويهيئون للرأى العام بأنه هو الفائز الحقيقى فى انتخابات الرئاسة حتى إذا حدث العكس - وهذا وارد - فسوف يجد مبررا لاعتراضه ونزول التنظيم الذى يستند عليه وهم الإخوان إلى الميدان للاعتراض وإحداث حالة من البلبلة وعدم الاستقرار والتشكيك فى نتائج الانتخابات وإشغال الناس بقضايا أخرى والضغط على اللجنة العليا للانتخابات، والادعاء بأن النتيجة حدث بها تغيير لصالح شفيق باعتباره مرشح الفلول.
المحصلة النهائية الآن أننا أمام برلمان وجمعية تأسيسة وانتخابات رئاسية مطعون فى دستوريتهم وعدنا بعد ما يقارب العامان من تنحى مبارك إلى نقطة الصفر بفضل جهابذة مصر من الصفوة وما يسمون أنفسهم بالنخبة وتيار الإسلام السياسى من النخبة الذين انشغلوا بحصد المغانم والمكاسب وتقسيم التركة على طريقة غزوة أحد، وكانت النتيجة هى أنهم عادوا بنا إلى الوراء سنوات عديدة وزاد من الأمر سوءا إصدار إعلان دستورى مكملا والضبطية القضائية والتهديدات الإسرائيلية لمصر على حدود سيناء ا!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود السيسى
للاسف انك دكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو يحيى الملاح
انت مش متابع اى حاجة فى اى حاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد عسكر
تعقيب علي التعليق 1و2