أكد الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، أن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقدم مصلحة الأمة على كل مصلحة، وعلمنا أن نرضى بقضاء الله فلا يكون فى كون الله إلا ما أراد، وأن نكون أمة واحدة، ونهانا عن الكذب وعن الخيانة وعن الفُجر فى الخصومة، فإن الدنيا فانية، فالزهد فيما لدى الناس يجلب محبة الناس، والزهد فى الدنيا يجلب محبة الله".
وأضاف خلال خطبة الجمعة بمسجد الأنصار بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، أن الرسول علمنا المبادئ العليا التى تتحقق بها النجاة، ونتجنب بها الأزمات والكوارث والمصائب التى لا نهاية لها.
ودعا مفتى الجمهورية إلى إعلاء المصلحة العليا للبلاد، وتقديم الصالح العام على المصالح الشخصية، مشيرا إلى صلح الحديبية وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم المُعلى من شأن الأمة ومصلحتها ولو على حساب شخصه الكريم، حيث وازن النبى بميزان دقيق بين المصالح والمفاسد، وهو ما تعلمه الصحابة الكرام فى مدرسة النبوة، وعندما انتقل النبى إلى الرفيق الأعلى ولم يرض بعض الصحابة عن بيعة أبى بكر، إلا أنهم قبلوها وإن كانت مخالفة لرغبتهم، وكانوا مع الجماعة، فكان رفضهم متأدبا بأدب النبوة، ولم يسمحوا للشقاق والانقسام أن يشيع بينهم، وحافظوا على المبادئ التى تعلموها فى المدرسة النبوية.
ووجه مفتى الجمهورية حديثه للمصريين قائلا: "عباد الله .. أزمة بلادنا نستطيع أن نتجاوزها لو تخلقنا بأخلاق النبى، وبدلا من النزاع نتجه جميعا إلى الوفاق وبدلا من الصدام نتجه جميعا إلى إخلاص النية حتى يوحد الله بين قلوبنا، إن الحل بسيط والطريق واضح فإذا أردنا السلامة فالله قد بينه لنا".
واختتم مفتى الجمهورية خطبة الجمعة بالدعاء لمصر وأهلها بالقول: "اللهم إن هذا الشعب يحبك ويحب رسولك فاللهم أغثنا، جنب هذا البلد الكريم الفتن والمحن والإحن ما ظهر منها وما بطن والقى الحب فى قلوب الناس".
مفتى الجمهورية يطالب بإعلاء المصلحة العامة على الشخصية
الجمعة، 22 يونيو 2012 03:45 م