متشددون يمنعون "عرفة البحر" من التصوير فى المقابر..والمخرج يحذف المشاهد

الجمعة، 22 يونيو 2012 02:28 م
متشددون يمنعون "عرفة البحر" من التصوير فى المقابر..والمخرج يحذف المشاهد صورة أرشيفية
كتبت دينا الأجهوري وعمرو صحصاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتسع هاجس الخوف على مصير الفن والإبداع يوما بعد يوم، بالرغم من محاولات قوى الإسلام السياسى لطمأنة الفنانين والمبدعين، وتستند هذه المخاوف على بعض التصرفات المفاجئة، كما حدث مؤخرا مع مسلسل «عرفة البحر» أثناء تصوير بعض المشاهد فى المقابر، حيث قام بعض المتشددين بمنع أسرة مسلسل «عرفة البحر» من تصوير أحد المشاهد فى مقابر شبرامنت، وأجبروهم على وقف التصوير بعدما اتهموهم بانتهاك حرمة الموتى، حيث أكد مخرج العمل أحمد مدحت لـ«اليوم السابع» أنه أثناء تصوير مشهد دفن ابنة «خراشى» والذى يجسد دوره الفنان أحمد بدير فوجئوا بمجموعة من المجهولين قاموا بسبهم بألفاظ خارجة، ومنعوا التصوير وقالوا لهم هذه مقابر لا يجب أن يتم التصوير فيها، وهددوهم بسرقة الأجهزة والكاميرات حال استمرارهم فى التصوير.

وأضاف مدحت أنه تحدث مع الفنان نور الشريف الذى كان يتواجد فى المشهد وأحمد بدير، وأقنعهما بالمغادرة خوفا من حدوث مشاكل، وقام مدحت بجمع الأجهزة وغادروا المكان على الفور، وأوضح مدحت أنه سيقوم بحذف المشهد لأنه قام بتصوير نصفه تقريبا، وسيبحث عن مكان شبيه للمقابر لتصوير المشهد من جديد.

من جانبه عبّر الفنان أحمد بدير لـ«اليوم السابع» عن اندهاشه مما حدث له وفريق العمل، وأضاف: أهالى شبرامنت لم يعترضوا على التصوير فى هذه المقابر، ولكن ما ورد من هؤلاء المجهولين ما هو إلا تطرف ليس له أى أساس، وليس من حقهم تحريم التصوير داخل المقابر، ولكن مخرج العمل فضّل عدم الدخول معهم فى مشاجرات، خوفا من تطور الأزمة، وقرر مغادرة الموقع خوفا علينا أيضاً.

ويأتى ذلك المنع رغم أن العديد من الأفلام المصرية العالقة فى ذاكرة السينما تم تصوير بعض مشاهدها فى المقابر، ومنها «البرئ»، و«أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» للنجم الراحل أحمد زكى، و«كراكون فى الشارع» للنجم عادل إمام، و«الكيف»، و«الشقة من حق الزوجة» لمحمود عبدالعزيز، و«خلطة فوزية» لإلهام شاهين، و«دكان شحاتة» للمخرج خالد يوسف، وغيرها من الأعمال.

ومن الأعمال الإبداعية التى تعرضت لهجوم المتشددين، مسلسل «ذات» الذى تم طرد فريق عمله من جامعة عين شمس أثناء تصوير أحد المشاهد بها، اعتراضا على ملابس البطلة والكومبارس، حيث رأى المتشددون أنها خروج عن الإسلام، وهو ما يتقارب مع ما حدث لأسرة مسلسل «سيدنا السيد» حينما رفض بعض السلفيين تصوير مشهد داخل إحدى المقابر، وهو ما شكل غموضا أمام مستقبل الأعمال الفنية، مع سلسلة الاحتكاكات المستمرة، ووسط ذلك تشكلت جبهة الإبداع للدفاع عن حرية الإبداع والفن، لكنها لم تعد تملك سوى إصدار بيانات تدين فيها هذه الوقائع.

من جانبه علق الناقد الفنى طارق الشناوى لـ«اليوم السابع» على هذه الوقائع بأن ما يحدث حاليا غريب، قائلاً: «نحن الشعب الوحيد الذى يسكن المقابر، ونأكل ونعيش فيها، وأيضا نمارس علاقتنا الحميمة داخل المقابر، فهل المشكلة الآن أصبحت فى تصوير الأعمال الفنية فيها؟».

وأضاف الشناوى أن بعض المنتسبين للتيارات الإسلامية المتطرفة ليسوا بفئة جديدة على المجتمع، وكانوا موجودين بيننا قبل الثورة، ولكن الانفلات الأمنى، وغياب الشرطة والسلطة من الشارع المصرى، جعلتهم يعيثون فسادا فى الأرض. وأوضح الشناوى أن المشكلة ليست فقط مشكلة هؤلاء المتطرفين، ولكن المشكلة الأكبر تكمن فى المؤسسة الدينية للدولة التى تسلك نفس الاتجاه، ونذكر اعتراض وزير الأوقاف على قيام أسرة فيلم «فرش وغطا» بالتصوير فى أحد المساجد، لذلك نحن نحتاج أن نغير هذا الفكر المتطرف فينا كشعب قبل تغييره عند الجماعات المتطرفة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة