"كلمة" يعرض حقيقة خمسة أساطير شائعة فى الثقافة الغربية عن العرب

الجمعة، 22 يونيو 2012 11:21 م
"كلمة" يعرض حقيقة خمسة أساطير شائعة فى الثقافة الغربية عن العرب غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة، مؤخرًا، الترجمة العربية لكتاب بعنوان "أصوات عربية.. ما تقوله لنا ولماذا هو مهم" للإعلامى المعروف جيمس زغبى، ونقله للعربية كل من المترجمتين الدكتورة سرى خريس، وعبلة عودة.

وباعتبار أنّ فهم الشعوب التى تعيش فى العالم العربى بات أكثر من مجرد عملية تثقيفية، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الدور القيادى الذى يلعبه الغرب فى عمليتى الحرب والسلام إقليم ما، يقوم جيمس زغبى، عبر كتابه هذا "أصوات عربية" بإبراز النتائج المتعلقة باستطلاع شامل للرأى، جديد من نوعه، طرح من خلاله أسئلة مهمة على آلاف الأشخاص الذين يقطنون ثمانى دول تمتد من المغرب وحتى السعودية. وهنا، ومن خلال مشاركته إجاباتهم، يُطيح زغبى بالأنماط الشائعة، والأساطير التى سادت الثقافة الغربية عن العالم العربى وهوية شعوبه.

وخلافاً للعديد من الكتب أو المقالات الأخرى التى كتبت حول هذه المنطقة فإن كتاب «أصوات عربية» ليس إعادة سرد للتاريخ، ولا مجموعة من القصص الشخصية. صحيح أن هذه المقاربات يمكن أن تكون مفيدة، وهناك أمثلة ممتازة ساهمت مساهمة حقيقية فى فهمنا على نحو أفضل لدى الآخر؛ ولكنها قد تكون فى الوقت نفسه عرضة للانحياز أو ما يسميه زغبى «العلم السيئ» - كما هو فى حالة الكُتاب الذين يجنحون إلى رفع ملاحظة أو حوار عارض إلى مستوى الاستنتاج أو الخلاصة العامة القابلة للتعميم.

وقد انطلق زغبى فى كتابه من بيانات صلبة مستخلصة عبر أكثر من عقد من استطلاعات الرأى التى أجرتها مؤسسة «زغبى الدولية» فى الشرق الأوسط لتفنيد الأساطير المتعلقة بالعالم العربي، ثم دحض الافتراضات والتصورات الخاطئة وراءها ببيانات من استطلاعات الرأى تكشف عما يفكر فيه العرب حقّاً.

ويعرض زغبى فى كتابه لخمسة أساطير أساسية شائعة فى الثقافة الغربية عن العرب ويمكن تلخيصها كالآتي: هل كل العرب من طينة واحدة وبالتالى هل يمكن اختزالهم فى «نوع»؟، ليقول: إن قراءة التعميمات والصور النمطية المغلوطة للعرب التى نجدها فى كتاب رافايل باتاى «العقل العربي» أو كتاب توم فريدمان «قواعد شرق أوسطية للتقيد بها» قد تدفع المرء للاعتقاد بذلك؛ ولكن استطلاعات الرأى التى أجرتها مؤسسة زغبى الدولية تكشف عن رأى مختلف تماماً؛ إذ إنّ ما تجده عندما نستطلع الآراء العامة هو مشهد غنى ومتنوع عبر العالم العربى يتحدى الصور النمطية السائدة؛ ذلك أنه ليست ثمة فقط ثقافات فرعية متنوعة وتواريخ فريدة وخاصة تمنح الحياة ميزتها، بل إن هناك أيضاً اختلافات بين الأجيال. فالشباب العربي، على سبيل المثال، يواكب العولمة والتغيير، حيث يشترك فى بواعث قلق مختلفة، ويتطلع إلى أهداف مختلفة مقارنة مع جيل الآباء.

وثانيًا: هل العرب مختلفون جدّاً إلى درجة أنهم لا يشكلون عالماً على الإطلاق؟، فتكشف استطلاعات الرأى مرة أخرى العكس تماماً، حيث يُعرِّف العرب أنفسهم عبر المنطقة على أنهم «عرب» ويصفون أنفسهم بأنهم مترابطون بلغة مشتركة (والتاريخ المشترك الذى تنطوى عليه) وبواعث قلق سياسية مشتركة؛ كما تُظهر الغالبية من كل الأجيال وفى كل البلدان تعلقاً قويّاً بقضية فلسطين ومصير الشعب العراقى.

أما السؤال الثالث فهل كل العرب غاضبون ويكرهون القيم الغربية وطرق الحياة فى الغرب؟، فتظهر الاستطلاعات أن العكس تماماً هو الصحيح، ذلك أن العرب معجبون بالشعب الأمريكى ويحترمون التعليم والتقدم التكنولوجى، بل ويحبون أيضاً «الحرية والديموقراطية». أما الشيء الذى لا يحبونه صراحةً، فهو السياسة الأمريكية تجاههم التى تدفعهم للاعتقاد بأن الولايات المتحدة تعاديهم.

ورابعاً: هل يحرك التعصب الدينى العرب؟، فيقول: الواقع أن العرب، على غرار كثيرين فى الغرب، هم «أناس مؤمنون»؛ وقيمهم تؤثر فيها إلى حد كبير؛ غير أن نسبة ارتياد المساجد عبر الشرق الأوسط تعادل نسبة ارتياد الكنيسة فى الولايات المتحدة تقريباً. وعندما سُئل العرب عن البرامج التى يفضلون مشاهدتها على التلفزيون، فإن القائمة متنوعة على غرار قائمة المشاهدين الأميركيين. ففى مصر والمغرب والسعودية مثلاً، كانت البرامج التى تأتى على رأس القائمة هى تحديداً الأفلام والمسلسلات الدرامية؛ أما البرامج الدينية فتأتى فى أسفل الترتيب تقريباً. وعندما طُلب من العرب ترتيب انشغالاتهم وبواعث قلقهم، تصدرت اللائحة جودة عملهم ومشاغل عائلاتهم.

وأخيراً، هناك الأسطورة التى تقول برفض العرب للإصلاح وبأنهم لن يتغيروا، ما لم يدفعهم الغرب إلى ذلك، فيجيب: تعد هذه إحدى العقائد الرديئة الأساسية لـ«المحافظين الجدد». وقد شكلت هذه الأسطورة، التى تستند إلى كتابات برنارد لويس، أحد أسباب ومسوغات حرب العراق - فكرة تدمير «النظام القديم» من أجل ولادة «الشرق الأوسط الجديد». غير أن ما أظهرته استطلاعات الرأى فى زغبى الدولية هو أن العرب يرغبون فى الإصلاح فعلاً، ولكن الإصلاح الذى يريدونه هو إصلاحهم الوطنى الداخلي، وليس الإصلاح الخارجي. فأولوياتهم الداخلية هي: وظائف أحسن، ورعاية صحية أفضل، وفرص تعليمية أوسع. كما تُظهر خلاصة الاستطلاعات أن معظم العرب لا يريدون التدخل فى شؤونهم الداخلية، ولكنهم سيرحبون بمساعدة الغرب لمجتمعاتهم على بناء القدرة على توفير الخدمات وتحسين جودة حياتهم.

ومؤلف الكتاب جيمس زغبي: أمريكى يتحدر من عائلة لبنانية هاجرت إلى الولايات المتحدة فى مطلع القرن العشرين. انهمك زغبى على مدى ثلاثة عقود فى شؤون العرب الأمريكيين، وهو مؤسس معهد العرب الأمريكيين (AAI) ومركزه واشنطن، ويدعم هذا المعهد المشاركة السياسية للعرب الأمريكيين فى التيارات السياسية فى الولايات المتحدة. كما أسس زغبى حملة حقوق الإنسان الفلسطينى فى السبعينيات، وأصبح لاحقاً المدير التنفيذى للجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز العنصري، كما أنه فاعل فى السياسة الأمريكية، إذ عمل نائباً لمدير الحملة الانتخابية الرئاسية لجيس جاكسون، ويشارك فى البرامج الحوارية السياسية على الشبكات التلفزيونية الأمريكية الرئيسية.

يكتب الدكتور زغبى ومنذ عام 1992 مقالاً أسبوعياً حول السياسة الأمريكية فى الصحف الرئيسية فى العالم العربي، وله عدد من الكتب فى مجالات الشرق الأوسط والسياسة الأمريكية منها "كيف يفكر العرب: القيم والمعتقدات والهموم"، و"كيف تفكر الأقليات العرقية الأمريكية".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة