عبد العزيز مجاور يكتب نشكر لكم حسن تعاونكم

الجمعة، 22 يونيو 2012 07:23 م
عبد العزيز مجاور يكتب نشكر لكم حسن تعاونكم المجلس العسكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظهرت القرارات الأخيرة والمتعجلة والمتسارعة من قبل المجلس العسكرى، حالة من التخبط الواضح مما جعله يضرب بكل القواعد القانونية عرض الحائط، ويصدر قرارات وقوانين وإعلانا دستوريا يقلص من سلطات الرئيس ويجعل المجلس العسكرى الحاكم بأمره، وهوفى ذلك بين تفكيرين أولهما أنه يشعر بالقلق ويريد بقاء آمنا فى السلطة، وليس خروجا آمنا كما ظن البعض ليظل يحكم مصر مهما كان رأى الشعب، أوأنه يخطط لصناعة أزمة جديدة نظل ندور فى رحاها ويكون هوالمستفيد الوحيد من هذه الأزمة.
ولكن مع كل محنة منحة، ومع كل شدة فرج، ولقد أثدى المجلس العسكرى للثورة المصرية والشعب المصرى جميلاً لا يقدر بثمن، فيجب علينا توجيه الشكر العميق له، وهذا الجميل نوهت إليه كثير من الصحف العالمية منها الجارديان البريطانية التى وصفتها بـ "الغلطة الكبرى"، أو" أكبر خطأ فى تقدير الحسابات"، المتمثل فى قراره بحل مجلس الشعب قبل انتخابات إعادة الرئاسة بيومين مما حطم أغلوطة ووهم (التكويش) الذى ردده الجميع وراء الإعلام بلا تفكير، وأضاع كثيرا من الأصوات فى الجولة الأولى من د. مرسى فردها إليه المجلس العسكرى من حيث لا يدرى فى الجولة الثانية وساهم فى نجاحه.

ولم تكن غلطة حل مجلس الشعب هى الحسنة الوحيدة للمجلس العسكرى، ولكن كانت الحسنة الكبرى المتمثلة فى الإعلان الكارثى والمسمى بالتكميلى، والذى أعطى المجلس العسكرى لنفسه ما ليس موجوداً للعسكر فى أعتى الدول الدكتاتورية، وأخطرها على الإطلاق هو حق العسكر فى تعيين اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور، وحق الفيتو على أى مادة فى مشروع الدستور قبل عرضه للاستفتاء فضلاً عن سلب الرئيس لكثير من اختصاصاته، والاستيلاء على حق التشريع بلا وجه حق، وعليهم أن يجيبوا عن سؤال أيهم أحق بالتشريع رئيس منتخب ومجلس منتخب من الشعب أم مجلس عسكرى تم تعيينه من قبل الرئيس المخلوع؟ أظن الإجابة سهلة تتمثل فى إرادة الشعب وليس إرادة المخلوع.

كل هذا أدى لتوحيد القوى الثورية وراء الرئيس المنتخب، وأراد المجلس العسكرى أن يصنع رئيسا سكرتيرا فكان رئيسا قائدا للثورة، وأرادوا أن يعيدوا تركيا القديمة ليتحكم العسكر بكل شىء وراهن على أن القوى الثورية ليست على قلب رجل واحد وشجعه وجود قلة من أعضاء مجلس الشعب الذين رحبوا بقراره بحل المجلس المنتخب، وبعض المستشارين الذين شجعوه على فعلته، وإذا بالحسابات تفشل للمرة الثانية ليلتف الجميع حول مرشح الثورة وحول مشروعه.

دومن الحسنات التى قام بها المجلس العسكرى أيضاً هى إظهار الخلايا النائمة المتمثلة فى مستشارين وإعلاميين وسياسيين كانوا مرتدين ثوب الثورة وإذا بالانقلاب العسكرى يكشفهم ويظهر الوجوه الحقيقية لهم.

إن ما يحدث من المجلس العسكرى يستوجب المساءلة لاهانته مصر وتقليل قيمتها بين الدول متمثلا فى إهانة رئيسها المنتخب وجعله فى أحسن الأحوال سكرتيرا للعسكرى، ولا أتوقع أن تصمد هذه الإهانة وهذا التكميلى طويلاً وكلها أيام قليلة ليتم إلغاء هذا الإعلان الكارثى، ويا ليتهم يستوعبون الدرس سريعاً قبل أن يقول الشعب كلمته كما قالها فى ثورة 25 يناير، ونذكرهم أن البدايات المتشابهة تؤدى للنتائج المتشابهة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة