دافع وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا عن قرار الإدارة الأمريكية عدم تسليح المعارضة السورية قائلا، إن سوريا تواجه خطر الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة إذا أخفقت جهود تحقيق التحول السياسى السلس.
وقال بانيتا فى مقابلة أمس الخميس "اتخذنا قرارا بعدم تقديم مساعدات قاتلة فى هذه المرحلة.. أعرف أن آخرين اتخذوا قراراتهم الخاصة بهم". وأضاف "إلا أننى أعتقد أن من الأهمية بمكان الآن أن يركز الجميع على تحول سياسى سلس ومسئول".
وتابع "إذا لم نتمكن من إتمام ذلك على نحو مسئول فثمة خطر حقيقى من أن يتدهور الوضع هناك ليصير حربا أهلية مروعة"، مضيفا أن بلاده يساورها القلق من احتمال أن الصواريخ المضادة للطائرات التى تطلق من على الكتف والتى تمت سرقتها من ليبيا العام الماضى خلال سقوط الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى يمكن أن تجد طريقها إلى سوريا، إلا أنه استدرك قائلا إنه لم يطلع بعد على أى معلومات مخابرات مباشرة تؤكد هذه المخاوف.
وعبر بانيتا عن ثقته فى أن الترسانة الأسلحة الكيماوية فى سوريا ليست فى خطر، مضيفا "نحن على يقين من أن هذه المواقع يجرى تأمينها. ولم نطلع على أى أدلة تفيد بأن أيا منها تعرض لخطر المساس به."
وينقسم العالم الخارجى بشدة بشأن ماهية رده على الصراع الطائفى المتزايد داخل سوريا الذى يهدد بأن يصبح حربا بالوكالة لمصلحة قوى إقليمية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص خلال أعمال العنف والاضطرابات الناشبة فى البلاد منذ 15 شهرا. ويقول دبلوماسيون غربيون إن هذا الرقم قديم ومضى عليه شهر مما يشير إلى احتمال أن عدد القتلى الآن يتجاوز ذلك بكثير.
من جهة أخرى، كشف بانيتا عن أنه لم يتبق سوى "حفنة صغيرة" من الأفراد على القائمة الأصلية فى ميدان المعركة وأن السعودية مسقط رأس زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن تشير إلى تراجع فى تجنيد عناصر جديدة.
وقال بانيتا "لم نؤثر على قيادتهم فحسب بل أثرنا على قدرتهم على توفير أى نوع من القيادة والسيطرة على صعيد العمليات".
وقام وزير الدفاع الأمريكى بزيارة السعودية الأربعاء الماضى وبعد أن قدم العزاء فى وفاة ولى العهد الراحل الأمير نايف تحدث عن تنظيم القاعدة مع أحد أبنائه وهو الأمير محمد بن نايف الذى تولى عمليات المملكة ضد القاعدة بصفته نائبا لوزير الداخلية.
وقال بانيتا "سألته سؤالا - نتيجة الغارة على بن لادن ونتيجة لما فعلناه بقيادتهم أين نحن الآن من تنظيم القاعدة"، وأضاف أن الأمير محمد أجاب قائلا "للمرة الأولى أرى أن الشباب أصبحوا غير منجذبين لتنظيم القاعدة فى السعودية."
ولم يحدد بانيتا من الذى تبقى على قائمة القيادات المستهدفة لكن الزعيم الحالى لتنظيم القاعدة أيمن الظواهرى من الشخصيات التى حددها وزير الدفاع الأمريكى العام الماضى على قائمته ومازال يعتقد أنه يعيش فى المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
ومنذ قرابة عام تكهن بانيتا بأن الهزيمة الإستراتيجية لتنظيم القاعدة ممكنة إذا استطاعت الولايات المتحدة قتل أو اعتقال ما يصل إلى 20 من قيادات التنظيم والجماعات المرتبطة به.
