هانى عبد الستار كشك يكتب: ديكتاتورية الثورة

الخميس، 21 يونيو 2012 11:17 م
هانى عبد الستار كشك يكتب: ديكتاتورية الثورة ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحية لشهداء ثورة يناير، فلولا أرواحهم وعيونهم ما ذهبنا إلى الصناديق واخترنا رئيساً لمصر.. تحية للثوار الأحرار الذين رفضوا الهوان والظلم وذهبوا لينتزعوا حقوقهم وحريتهم، ولم يبخلوا فى سبيل هذا بأى جهد.. تحية لكل مصرى ساهم ولو بالقليل فى هذه الثورة، فلولا هؤلاء ما ذهبنا جميعا لنختار رئيسا لمصر، ويبقى السؤال هل وصلت الثورة التى قدم فيها الشباب كل شىء لديهم إلى كل أفراد الشعب؟ هل اقتنع الشعب أخيرا أنه بالفعل كان يحتاج إلى ثورة ليمحو الطغيان والظلم والهوان. أعجب لبعض الناس التى لم تصل إليهم الثورة، ولم يشعروا بها، بل ويقفوا فى وجهها، معلنين رفضهم التام لها رغم أنهم لم يصبهم خلال أحداثها أى مكروه، لم يتركوا أعمالهم، ولم تسرق سياراتهم، لم يحدث لهم أى تأثير، وبالرغم من هذا يرفضونها، ولا أعرف ما السبب فى هذه المشاعر السلبية تجاه حدث جلل يجب أن نفخر به جميعا. أعتقد أن مثل هؤلاء يحتاجون إلى ثورة عقلية أو بعض برامج الكمبيوتر لتزيل هذه الأفكار الغريبة.

يرفضون الثورة وهى لم تحكم ويطلبون الديمقراطية، ولا توجد ثورة ديمقراطية فى الأصل، فلكى تنجح الثورة لابد أن تكون ديكتاتورية، أى يجب أن يؤمن بأفكارها الجميع، وأن ترسخ جذورها فى أعماق المجتمع، وتتخلص من كل أعمدة النظام السابق، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة الديمقراطية، مثل هؤلاء هم سبب تأخر بعض الأحداث، وظهور اختلافات عديدة بيننا لم تكن لتظهر، لولا الإدارة الخاطئة للمرحلة الانتقالية. ومما لاشك فيه فإن اختلاف الرأى ظاهرة صحية، ولكن لا يجب أن نختلف هل كنا بالفعل نحتاج إلى ثورة أم لا؟ يجب أن نختلف فى طريقة إدارة المرحلة، ولعل أكبر مثال لهؤلاء الأشخاص غير المقتنعين بالثورة هم أبناء مبارك الذين ظهروا بدون أى مبرر، بل إنهم كانوا سببا رئيسيا فى إفشاء الفوضى بما يحملونه من أفكار شاذة.

مازلنا نحتاج إلى عمل كبير ومجهود ضخم كى نتخلص من الجهل والتضليل، وتلك هى أهم الآفات التى يجب أن نواجهها، فلقد استخدم البعض جهل البسطاء ليحولوا مسارهم، واستخدم آخرون طرق التضليل والتلون لتحقيق مصالحهم. كل هذا لن ننتهى منه بين ليلة وضحاها، ولكن سننتهى منه بالعمل الدائم المخلص، وإعلاء كلمة العلم ودولة القانون. هذا فقط هو السبيل، أما أن نجلس وننتظر من يساعدنا فهذا لن يفيد بل سنظل نلوم الثورة.

لعل البعض خائف من المجهول لذا يعلنون رفضهم لكل جديد، ولكن ما الحكمة فى أن تتمسك بما يقلل من قيمتك؟ ألا تغار وأنت تشاهد الدول الغربية تغير رئيسها وحكوماتها كل فترة؟ ألا تغار من هذا ألا تريد أن تصبح مثلهم. هم يعلمون جيدا أن الرئيس خادمهم وليس رئيسهم، وهو كذلك يعلم هذا، لذلك يعمل فى مصلحتهم ورفعة شأنهم، ولكن ما كنا فيه هو الذل بعينه.

قانون العزل الذى حكمت المحكمة بعدم دستوريته هو ما جعل فلول الحزب الوطنى يطفون على السطح مرة أخرى، ويقدمون كل العون لمرشح هو أحد أعمدة النظام السابق، ويرون فيه الأمل الباقى ليعودوا إلى مصالحهم. وبالعكس ما جاء بانتخابات نزيهة شهد لها الجميع فى مجلس الشعب حكمت المحكمة بأنه لا محل له من الأعراب. ثم نعود ونلوم على الثورة، وهى لم تحكم بل كان الآخرون يعبثون بها.

واليوم وبعد اختيارنا رئيساً لمصر ليكتب تاريخا جديدا، ويضعها فى مكانه تستحقها نجد رئيسا منزوع الصلاحيات. رغم كل هذا مازال الأمل مستمرا، ما دامت الحياة تنبض، وما دامت رغبتنا فى حياة كريمة ما زالت موجودة، وستظل موجودة، ما زال الأمل قائما فى أن يعيش أولادنا حياة أفضل منا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة