قالت وكالة رويترز فى تقرير لها اليوم، الخميس، عن تأثير نتيجة الانتخابات الرئاسية فى مصر على إسرائيل، إن تل أبيب التى تشعر بالقلق لم تنتظر النتيجة وبدأت فى تعزيز دفاعاتها فى الصحراء وتراجع إستراتيجيتها، مشيرة إلى أنه بعد وقت قصير من إعلان جماعة الإخوان المسلمين فوز مرشحها بانتخابات الرئاسة يوم الاثنين الماضى، عبر مسلحون مجهولون حدود إسرائيل مع سيناء المصرية وقتلوا عاملا إسرائيليا.
وأشارت الوكالة إلى أنه ليس هناك ما يشير إلى أن الحدثين مرتبطان لكن أعمال العنف تبرز مدى تدهور الوضع الأمنى فى سيناء بعد سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك عام 2011 فى غياب أى أمل فى حل سريع مع استمرار حالة الارتباك السياسى التى تعيشها القاهرة.
ونقلت رويترز عن إيلان مزراحى مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق والنائب السابق لرئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قوله أن "ما يحدث على الحدود يقلقنى وإيديولوجية الإسلام السياسى فى مصر تقلقنى لهذا نحتاج إلى أن ننام وإحدى عينينا مفتوحة".
وأشارت رويترز إلى أن اتفاق السلام الذى وقعته إسرائيل مع مصر منذ 33 عاما يمثل حجر الزاوية للاستقرار الإقليمى، كما أنه مورد اقتصادى لكلتا الدولتين ويرجع جزءا من الفضل فى هذا إلى المساعدات الأمريكية السخية، مؤكدة على أنه لا يتوقع أحد أن تلغى القاهرة اتفاق السلام فى أى وقت قريب حتى إذا استطاعت جماعة الإخوان تعزيز سلطتها فى مواجهة الجيش المصرى الذى يسعى إلى تأكيد هيمنته.
وقال مزراحى فى حوار هاتفى مع رويترز "يجب أن نتعامل بحساسية مع ما يحدث فى القاهرة وأن نحاول أن نجعل مصر تفهم أن هذا يجب أن يتوقف"، مضيفا "إذا لم يحدث شىء فإننى أتوقع أن ترد بلادى بالطريقة التى أعرفها عنها وأن توقف هذه الهجمات على مدنييها"، مشيرا إلى أن إسرائيل ستعبر الحدود لملاحقة أعدائها إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وترى رويترز أن تهديد مزراحى بعبور القوات الإسرائيلية الحدود لملاحقة أعدائها على حد قوله، يمثل نقطة تحول خطيرة فى منطقة ملتهبة بالفعل، مشيرة إلى أن تل أبيب التزمت الصمت إلى حد كبير بينما تجاهد مصر فى الانتقال الصعب من حكم الرجل الواحد إلى الديمقراطية بدءا من الثورة وانتهاء بصعود التيار الإسلامى. وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوامر لوزرائه بعدم الإدلاء بتصريحات عن الوضع فى مصر خشية تفاقم التوترات، لكن هناك مؤشرات على تزايد الغضب الشعبى فى إسرائيل.
وقالت الوكالة الإخبارية إن مسئولين إسرائيليين يستبعدون حتى الآن التدخل المباشر فى سيناء، وأنهم حثوا مصر على أن تحل المشكلة بنفسها فسمحوا لجيشها بنشر عدد من القوات فى شبه الجزيرة أكبر من المسموح به بموجب اتفاق السلام الموقع عام 1979، وفى الوقت نفسه تسرع إسرائيل من وتيرة بناء حاجز ارتفاعه خمسة أمتار فى معظم المسافة البالغ طولها 266 كيلومترا من إيلات على خليج العقبة بالبحر الأحمر وحتى قطاع غزة على البحر المتوسط.
وقال تال حرمونى قائد اللواء الجنوبى فى قطاع غزة بعد هجوم الاثنين الماضى الذى قتل فيه عامل إسرائيلى كما قتل الجيش الإسرائيلى بالرصاص اثنين من النشطاء على الأقل قبل عودتهما إلى مصر "نسابق الزمن لإغلاق الحدود".
ولفتت رويترز إلى أنه كما اكتشف الإسرائيليون فى غزة فإن السياج لا يمنع الصواريخ، لهذا فإن على إسرائيل أن تعتمد على تدخل مصر إلا إذا اختارت التدخل المباشر، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية على اتصال وثيق بجهاز الأمن المصرى منذ سقوط مبارك ويقول مسئولون فى أحاديث خاصة إن العلاقات مع المجلس العسكرى الذى يدير شئون مصر لا تزال جيدة.
وتقول رويترز "من المؤكد أن إسرائيل لم تنزعج حين أعلن الجيش المصرى أنه سيقلص من سلطات الرئيس الجديد والذى سيكون على الأرجح مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى، وعلى النقيض تقول واشنطن إنه يساورها قلق عميق بسبب هذا وطلبت من الجيش نقل السلطة بالكامل لحكومة مدنية منتخبة مثلما وعد من قبل".
وتعتقد إسرائيل كما تقول رويترز إن جماعة الإخوان بعد تمكينها ستتخلى عن هذه السياسة، مما سيثير خلافا على الفور بين مصر وإسرائيل، ونقلت عن السفير الإسرائيلى السابق لدى مصر ايلى شاكيد قوله إن "إعلان النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة لن يمثل نهاية الاضطراب فى مصر ولن يسبب لنا أى ارتياح. أمامنا صيف طويل جدا وحار".
رويترز: إسرائيل لا ترى ضوءا فى نهاية النفق فى علاقتها مع مصر.. ومستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق: إيديولوجية الإسلام السياسى فى مصر تقلقنى لهذا نحتاج إلى أن ننام وإحدى عينينا مفتوحة
الخميس، 21 يونيو 2012 01:38 م