وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى ما يجرى فى سوريا بأنه "مأساة أسبابها داخلية"، موضحا أن معالجة هذا الموضوع يجب أن يكون من خلال تدخل دولى، وبخاصة أن جميع المنازعات الدولية بالنظام المعاصر تتم بتدخل دولى.
وقال العربى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده قبل قليل بمقر الجامعة العربية، "أزف إليكم بشرى بدء الاجتماعات التحضيرية للمعارضة السورية، وقد كلفنا منذ شهر ديسمبر الماضى بالاتصال مع المعارضة لمحاولة تجميعها ليكون لديها وجهة سياسية، وواجهتنا صعوبات بسبب حساسيات وعدم الاتفاق على وجهة نظر، وكان هناك انقسام، والمهم أن الأمور بعد اجتماع إسطنبول الخاص بالمعارضة أصبحت أفضل.
وأضاف الأمين العام،إن اجتماع إسطنبول خرج باتفاق المعارضة على تشكيلة اللجنة التحضيرية الخاصة بالإعداد لمؤتمر المعارضة السورية المقرر فى القاهرة يومى الثانى والثالث من الشهر المقبل.
وأشار إلى أن اجتماع إسطنبول دعم مبادرة المبعوث العربى والأممى المشترك إلى سوريا كوفى عنان بنقاطها الست، موضحا أن اللجنة التحضيرية التى تعد لمؤتمر المعارضة السورية حاليا تمثل مختلف اتجاهات وأطياف المعارضة السورية.
وعما دار خلال اجتماعه اليوم مع أطراف المعارضة السورية، قال العربى: إن الاجتماع كان مهما، وكلهم تحدثوا عن تصوراتهم وأملهم بالمستقبل وهذا هو المطلوب الآن.
وأوضح أهمية الاجتماع المقرر للجنة الاتصال الدولية التى ستجتمع قريبا لبحث تطورات الأوضاع فى سوريا وبمشاركة الجامعة العربية.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع يتميز عما سبقه من اجتماعات بأنه سيتم بمشاركة الدول الخمس الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى فى حين أن الاجتماعات السابقة لم تكن تشارك بها جميع هذه الدول، موضحا بأن هذا الاجتماع ستشارك فيه المنظمات الإقليمية والدولية مثل الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى.
وردا على سؤال حول إن كانت مجموعة الاتصال الدولية ستبحث اتباع خطوات بديلة لخطة كوفى أنان، أو ستقرر مواصلة دعمها، قال الأمين العام: هذا سيتقرر خلال الاجتماع ولا نريد أن نستبق الأحداث.
وحول هدف زيارة وفد الجامعة العربية إلى روسيا حاليا برئاسة نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلى، قال العربى، إنها تستهدف التحضير للاجتماع الوزارى الأول للمنتدى العربى الروسى المقرر فى موسكو نهاية العام الجارى، وأن الزيارة ليست مرتبطة بالوضع فى سوريا.
وردا على سؤال إن كانت إيران ستحضر اجتماع مجموعة الاتصال أم لا، قال الأمين العام للجامعة العربية إنه لم يتقرر بعد أى من الدول المجاورة التى ستحضر هذا الاجتماع، وما تم الاتفاق عليه حضور منظمات: الأمم المتحدة، والجامعة العربية والتعاون الإسلامى، والدول الخمسة الكبرى.
ورفض العربى التعليق عما يجرى فى مصر، كتداعيات للانتخابات الرئاسية، وقال، "لن أعلق على النتائج، والجامعة العربية كان دورها يتمثل فى الإشراف والتواجد خلال الاقتراع لمراقبة نزاهة العملية الانتخابية والجامعة العربية ليست لها دخل بالنتائج التى ستصدر".
وردا على سؤال حول إمكانية تسليح المعارضة السورية، والسماح بالتدخل العسكرى لوقف الجرائم فى سوريا، أكد العربى أن الجامعة العربية تحكمها قرارات المجالس الوزارية العربية، ولا يوجد أى قرار صادر عن مجلس الجامعة ينص على دعم التدخل العسكرى.
وأدان الأمين العام للجامعة العربية التصعيد الإسرائيلى الدموى فى قطاع غزة، ووجه انتقادات للموقف الدولى تجاه ما يجرى، وقال: الجامعة العربية منذ نشأتها همها الأول فلسطين، وهناك اتصالات مستمرة مع المسئولين الفلسطينيين، والجامعة مستعدة لتقديم أى دعم يطلب منها.
وحول المطلوب عمله لردع الانفلات الإسرائيلى رد العربى غاضبا: أرجو أن أجد يوما من الأيام نوعا من الردع، فالمجتمع الدولى ومجلس الأمن يكتفى بجهود الرباعية واعتبرها ملهاة ومضيعة للوقت.
العربى: ما يجرى فى سوريا "مأساة حقيقية"... والدول الخمس الكبرى يشاركون فى اجتماعات لتوحيد المعارضة... وأرجو أن أجد يومًا المجتمع الدولى رادعًا لإسرائيل
الخميس، 21 يونيو 2012 04:10 م