مقتل جنديين إسرائيليين على الحدود المصرية الإسرائيلية ليس مبررا إطلاقا لحالة الاستنفار الأمنى التى أعلنتها تل أبيب على مدى الأيام الماضية، فلطالما شاهدنا عمليات تسلل من وإلى إسرائيل، ورأينا جثثا لجنود مصريين استشهدوا على الحدود برصاص جنود إسرائيليين، كما رأينا جثثا لجنود إسرائيليين ومهربين من الجانبين، لكننا أبدا لم نر إسرائيل بهذه الحالة من الفورة الأمنية، إذن هناك سبب آخر بخلاف ذلك، سبب دفع تل أبيب لتستعرض قوتها العسكرية على الحدود، وتهدد بعمليات استطلاع تنفذها طائرات بدون طيار داخل العمق المصرى.
هذا السبب يعود إلى ما يحدث فى مصر من جدل محتدم حول شخص الرئيس القادم، وإعلان جماعة الإخوان المسلمين المبكر بفوز مرشحها الدكتور محمد مرسى برئاسة مصر، فهذا الإعلان ربما يكون قد أحدث ارتباكا داخل تل أبيب وصل إلى أقصى مداه، وصل لدرجة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الجنرال بينى جانتس يقوم بزيارة تفقدية أمس الأول الثلاثاء للمنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل، باعثا برسالة إلى القاهرة بأن بلاده مستعدة لمواجهة أى تغييرات سياسية تطرأ على المسرح السياسى فى مصر.
نعلم أن تل أبيب كان لديها توقع بفوز مرسى برئاسة مصر، أو على الأقل تشكيل الإخوان المسلمين عبر حزبها «الحرية والعدالة» للحكومة الجديدة فى مصر، وبالتالى بدأت فى وضع سيناريوهاتها للتعامل مع الوضع الجديد، خاصة فى ظل الخطاب العدائى المستمر من جانب الجماعة تجاه إسرائيل، لكن هناك فرق بين التوقع والواقع، فالواقع يفرض آليات وسيناريوهات جديدة، قد تكون بعيدة تماما عن الفكر الإسرائيلى، لذلك ظهرت هذه النفرة الأمنية الإسرائيلية على الحدود كرسالة من تل أبيب للقيادة المصرية الجديدة، أيا كانت، فهم يريدون أن يوصلوا برسالة لنا فى مصر بأنهم على اطلاع بما يحدث لدينا، ومستعدون لأى جديد، فهل تلقينا الرسالة جيدا، هل علمنا أن حدودنا الشرقية مهددة، وعلينا أن ننهى خلافاتنا الداخلية حتى تعود القوات المسلحة إلى ممارسة مهامها الطبيعية فى حماية حدود مصر المهددة بمخاطر عدة ليس أقلها الخطر الإسرائيلى الذى يراقبنا عن قرب، يراقب كل تحركاتنا.. يراقب نقاشاتنا ليس من خلال الجواسيس كما هو متعارف عليه، لكن من خلال آليات رصد أخرى، فشوارع القاهرة أصبحت مليئة بالمراسلين الصحفيين الإسرائيليين الذين يتجولون ويلتقون بالمصريين ويحصلون منهم على كل المعلومات التى يريدونها، هم لا يريدون معلومات عسكرية، فهذه المعلومات أصبحت الآن متاحة ومن السهل الحصول عليها، لكنهم يبحثون عن معلومات اقتصادية ورصد لأوضاع المجتمع.. هذا ما يريدونه.. هم قلقون من التغييرات التى تطرأ على المزاج العام فى مصر ويريدون تفسيرا لهذه التغييرات، لذلك فهم يعملون حاليا على اتجاهين، الأول إظهار قوتهم العسكرية لنا، وثانيا اختراق المجتمع من الداخل ورصد ما يدور فيه.
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله ابراهيم عناني دملاش بلقاس دقهلية
كلام فقط والحقيقة هي
عدد الردود 0
بواسطة:
ماندو
هو ليه كل الناس جبانة كده
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
اسرائيل لن تفعل
عدد الردود 0
بواسطة:
medhat mostafa
الكمين Ambush ولعبه الأمم