واصل الخبراء الفنيون أعضاء اللجنة الفنية الثلاثية لتقييم سد "النهضة الأثيوبى" ومدى تأثيره على دولتى المصب "مصر والسودان" اجتماعاتهم لليوم الثانى على التوالى فى القاهرة.
من جهتها لم تقدم أثيوبيا الدراسات المطلوب مراجعتها من النواحى البيئية والاقتصادية والاجتماعية والهيدرولوجية، وكذلك التصميمات الهندسية وقواعد التشغيل وسلامة وأمان السد ومنشآته، والتى تصل لنحو مائة دراسة علمية وفنية، والتى طلبها خبراء اللجنة فى الاجتماع السابق، وكان الاتفاق على أن تقوم بتقديمها خلال الاجتماع الحالى.
وتتكون اللجنة الفنية من 6 أعضاء محليين، اثنين من كل دولة، و4 خبراء دوليين فى مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية والأعمال الهيدرولوجية والبيئة والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود، وتم اختيارهم بموافقة الدول الثلاث "مصر والسودان وأثيوبيا"، وتتحمل الدول الثلاث تكاليف الخبراء الدوليين الأربعة طوال أعمال اللجنة.
ويقول الدكتور هانى رسلان، رئيس برنامج دراسات السودان، وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، واضح أن الطرف الأثيوبى ليس من مصلحته إنجاز أعمال اللجنة فى وقت سريع للحصول على مكاسب سياسية فهى غير حريصة على دفع عمل اللجنة بشكل منتظم، وذلك لأن أثيوبيا تحقق مكاسب سريعة من استمرارية عمل اللجنة بالقول بأنه لا توجد خلافات مع مصر والسودان، وهو ما يسهل لها الحصول على كسب الوقت للبدء فى العمل والحصول على تمويل إذا كان لديها مفاوضات مع طرف آخر، كما أنه من الواضح أنها لا تتحمل أى تكلفة فعلية.
ويضيف رسلان بأن قرار اللجنة غير معروف، وقد أعلنت بشكل صريح يمكن أن يطمئن المواطن المصرى، مشيراً إلى أنها لابد أن تستمر فى الإطالة نتيجة ضعف الموقف وعدم الاستقرار الداخلى.
كما يؤكد رسلان بأن عمل اللجنة يحقق مكسبين لمصر، الأول هو الحصول على التفاصيل الفنية المتعلقة بالسد وهو ما يساعد مصر على إجراء تقييمات واقعية للمخاطر التى يمكن أن تترتب على السد، وإذا أثبتت اللجنة ذلك فعلياً فإنه من بين أعضائها الدوليين، وهذا سيعطى ورقة مهمة إضافية لمصر للدفاع عن القضية، من الواضح أن الأثيوبيين يماطلون فى عمل اللجنة حتى لا تتمكن مصر من تحقيق مكاسب مشيراً الى أن الظروف الداخلية، التى تمر بها مصر لها تأثير سلبى فأديس أبابا تستغل انشغال مصر بالوضع الداخلى وتوقف الملفات الخارجية فى الوقت الحالى.
هانى رسلان: أديس أبابا تستغل عدم الاستقرار الداخلى للقاهرة
الأربعاء، 20 يونيو 2012 08:38 م