أشارت الناشطة الحقوقية اللبنانية رويدا مروّه - المديرة التنفيذية للمركز الدولى للتنمية والتدريب وحلّ النزاعات فى بيروت – إلى أن الطريقة التى أدار فيها المجلس العسكرى الحكم فى مصر وصولاً إلى حلّ مجلس الشعب و"الإعلان المكمل" ونزعه صلاحيات الرئيس تشكك فى المصالح التى يريد المجلس حمايتها فعلا فى مصر، مؤكدة أن تلك المصالح لا يمكن أن تكون مصالح الشعب المصرى، لأن ثورة المصريين قامت لإسقاط مبارك والمجىء برئيس منتخب شرعياً وديمقراطياً.
وقالت الناشطة الحقوقية لـ"اليوم السابع": إن حلم المصريين بأن يكون لهم رئيس منتخب انتزعه المجلس من المصريين وجعل من انتخاب الرئيس الجديد بلا معنى وبلا لون ولا طعم بنزعه الصلاحيات المهمة للرئيس دستورياً وحصرها بالمجلس.
وأضافت رويدا: لو لم يتآمر المجلس العسكرى على الثورة لترك للرئيس الجديد المنتخب بإرادة الشعب صلاحيات تجعله يأخذ فرصته على الأقل فى تنفيذ مشروعه للناس، ولما سمح للرئيس الجديد أن يقسم اليمين أمامه بدل أن يقسمه أمام مجلس الشعب، وهنا نتساءل عن توقيت كل هذه القرارات المفاجئة قبل ساعات قليلة من اختيار المصريين لرئيسهم بدءاً بحلّ المجلس وصولاً إلى الإعلان المكمل.
وقالت: إن وصول مرسى للرئاسة لا يعنى بالضرورة أنّه يستحق لقب "رئيس مرحلة ما بعد الثورة" فى مصر أولاً، لأن الثوار المصريين أى الشعب الذى نزل للشارع بعيداً عن أيديولوجيا الإخوان وبعيداً عن بقايا النظام السابق لا يؤيدون وصول مرسى من البداية، ولأن من تنافس بوجه مرسى فى المرحلة الثانية كان أيضاً شخصية سياسية غير محبوبة سوى من الذين كانوا من البداية متحفظين على قيام الثورة المصرية من الأصل، إضافة إلى الذين تخوفوا من وصول الإخوان ففضلوا الذهاب لشفيق خوفاً من الخطاب الإسلامى للإخوان ومرشحهم فى مصر وبقية دول الربيع العربى لاسيّما تونس وليبيا.
وتساءلت رويدا عن كيفية "قبول الإخوان بسهولة حلّ البرلمان الذى كانوا مسيطرين عليه وكيف سيقبلون بصلاحيات شبه معدومة للرئيس القادم من بينهم بهذه السهولة! ألا يجعلنا تساهل الإخوان مع قرارات العسكر نشك فى العلاقة القائمة أصلا بين الإخوان والعسكر للسيطرة على حكم مصر فى هذه المرحلة والأعوام القادمة!"
وحذرت رويدا من وعود المجلس العسكرى بتسليم السلطة فى موعده الذى أعلنه، مضيفة: حتى إن وعد المجلس بتسليم الرئيس الجديد صلاحياته ولكن هذه الصلاحيات منقوصة لحين انتخاب مجلس جديد هويته مجهولة تماماً فى هذه الفترة، فإن جاء نسخة مطابقة عن المجلس السابق، فهو حتماً سيكون الضربة القاضية للثورة، لأنه بذلك استلم الإخوان والعسكر رسمياً الحكم فى مصر، وإذا تغيرت هوية المجلس الجديد فأيضاً لا يمكننا أن نفرح كثيراً ونستبشر خيراً، لأن الصلاحيات كلها بيد العسكر ولن يتنازلوا عنها لرئيس أو مجلس شعب لا يخدمهم.
ناشطة لبنانية: الإعلان المكمل يؤكد تآمر المجلس العسكرى على الشعب
الأربعاء، 20 يونيو 2012 02:59 ص