كثير من الأخبار والشائعات انتشرت أخيرا فى الشارع المصرى، والتى كان لها العديد من النتائج السلبية، حيث يرى المتخصصون أنها تهدف إلى إثارة البلبلة بين جميع الأطياف السياسية المتصارعة على السلطة فى مصر، وهو ما يدفع البعض إلى التساؤل حول مصدر الشائعة، وكيفية ترويجها، وأيضًا مواجهتها، وخاصةً فى الوقت الراهن المتأزم الذى تشهده الساحة فى مصر.
الكاتب الصحفى سعد هجرس يرى أن إطلاق الشائعات فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر كان يتعلق بالانتخابات الرئاسية، والتى أطلقها كلا المرشحين، وهذه هى المرة الأولى التى نرى فيها أن الشائعة تطلق عبر شاشات التليفزيون أمام الملايين من البشر، مما يضعنا أمام مسألة غريبة جدا وهى تجاوز القانون بدون وضع أية اعتبارات للقائمين على القانون، وهذه هى قمة الابتذال للعملية الديمقراطية، على عكس ما يحدث فى باقى الدول المتقدمة من التزام بما تفرز عنه نتائج الصناديق.
ويرى هجرس أن المسئول الأول والأخير عن هذا التلاطم فى الأخبار والمعلومات هم المرشحون أنفسهم، إضافة إلى اللجنة العليا للانتخابات التى لم تقم بإصدار البيانات التى تهدئ من انطلاق الشائعات فى المجتمع والحد من خطورتها.
وقال "هجرس": أما بالنسبة لخبر وفاة "مبارك" فهو حالة من استمرار تجاهل حق المواطن فى الحصول على المعلومات، متسائلاً: لماذا لا يقدم الفريق الطبى المرافق لمبارك تقريرا يوميا عن صحة الرئيس السابق، حتى لا يكون هناك مجال لإطلاق شائعات من شأنها أن تحدث إرباكا بين جميع أبناء المجتمع الواحد، مضيفا أن الشفافية والإفصاح عن المعلومات هو الحل الأفضل فى الخروج من مطب الشائعات.
الشاعر شعبان يوسف، قال لـ"اليوم السابع" إن إطلاق الشائعات فى ظل هذا الظرف الذى تمر به مصر الآن، أمر طبيعى، حيث يهدف كل طرف فى الساحة السياسية أن يطلق الشائعات حتى يحبط الطرف الآخر، مدللاً على ذلك بإصرار حملة الدكتور محمد مرسى، على نجاح مرشحها بالرئاسة، وهو ما يدفع حملة الفريق أحمد شفيق على الطرف الآخر، إلى تأكيدها على أن مرشحها هو أيضًا الذى فاز بالرئاسة.
ورأى "يوسف" أن نبأ وفاة "مبارك" فى هذا التوقيت أيضًا، قد يكون لكسب التعاطف النسبى له من الشعب، إضافة إلى إرباك جميع الأطراف الموجودة على الساحة وعلى رأسها المجلس العسكرى لجس نبضه، مشيرا أنه من الممكن أن تكون هذه الشائعات حقيقية.
وأوضح "يوسف" أنه يمكن مواجهة الشائعات بعدم التصديق من إلا من خلال التأكد من صحة الخبر، ومحاولة الوصول إلى مصدر المعلومات الأساسية، أو الجهة المختصة، لافتًا إلى أنه فى عدم إمكانية تحقيق ذلك، فيمكن مواجهة الشائعة بما هو مضاد لها للعمل على إبطال مفعولها وتأثيرها فى الشارع.
ومن جانبها، قالت الكاتبة سلوى بكر أن السبب الرئيسى فى إطلاق الشائعات هو المتواجد فى موقع المسئولية الذى لا يقدم المعلومات الصحيحة للمواطن وعلى هذا تطلق الشائعة.
وتشير بكر إلى أن مدى إطلاق الشائعات يكون بلا حدود والمستفيد من ترويجها يكون لصالح الكثير من القوة الخارجية والداخلية لإثارة البلبلة بين جميع الفصائل، مشيرة إلى أن القائمين على اتخاذ القرار لا يقدمون المعلومات الحقيقية مما يجعل هناك فرصة لترويج الشائعات التى تهدف إلى تضليل المجتمع وإثارة المشاكل فى الوقت العصيب التى تعيشه مصر الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة