قال المفكر الفرنسى الراحل روجيه جارودى فى حوار مع قناة الجزيرة العربية قبل رحيله بسنوات، إن الحرب الوحيدة التى خاضها فى حياته كانت من أجل السلام وحوار الحضارات، وهذا سبَّب له بعض المضايقات.
وأضاف جارودى فى حواره لقناة الجزيرة: طردونى من الحزب الشيوعى الفرنسى عندما قلت: إن الاتحاد السوفيتى ليس بلداً اشتراكياً، وتحاورت طويلاً مع الناس عندما انتقدت التطرف فى الأديان، عندما قلت إن تعاليم المسيح لا يمكن أن تسمح بالهيمنة ولكن بالحرية، وانتقدنى- أيضاً- كتابٌ مسلمون من أجل نظيراتى حول الإسلام، ولكن عندما كتبت كتاباً حول التطرف الإسرائيلى هنا لم يكتفوا بانتقادى ونقدى، ولكن قاموا بمقاضاتى.
وأضاف جارودى أن هناك خطأ شائعا فى الخلط بين اليهودية والصهيونية، قائلا "اليهودية هى دين سماوى نحترمه، القرآن علمنا أن نحترم الأنبياء الذين جاءوا قبل الرسول محمد صلَّى الله عليه وسلم، أما الصهيونية قد كونها ملحدون، هرتزل "تيودور هرتزل" يقول عن نفسه إنه ملحد ولا يعتقد فى اليهودية، ويقول هو نفسه.
ويضيف جارودى "الصهيونية صدمت اليهود المؤمنين بيهوديتهم.. بدينهم، ومنعوا- حتى- هرتزل من عقد لقاء.. من عقد مؤتمره فى ميونخ، ولكن الذين.. الذين أوجدوا دولة إسرائيل مثلاً بنجوربون هو ملحد فرض التعليم الدينى فى إسرائيل، لأن كل الصهيونية ترتكز على هذا التناقض وتبرير البهتان بأنهم ينشئون دولة وعدهم بها الله، ويقول اليهود أنفسهم أن 15% منهم مؤمنين، ونريد.. ويريد الصهاينة أن يقنعوهم أن هذه الأرض موعودة من طرف رب لا يؤمنون به.. لا تؤمن به الأغلبية، ولذلك فهم بعض اليهود التناقض.
ويوضح جارودى أن الصهيونية حركة ملحدة تأسست على تفسير متطرف وأصولى للتوراة، وتبرير لحركة سياسية وليس لها أى علاقة مع الدين، ولذلك حكم عليه اليهود المتدينون ومنهم يهودى مونجيم وكان حاخاماً كتب كتاباً سماه انهيار اليهودية بواسطة الصهيونية تعويض رب إسرائيل.. بسياسة إسرائيل.. بدولة إسرائيل، وأضاف هناك تبرير دينى للسياسة وللعدوان، وهذا نقاومه ويقاومه أيضاً اليهود الأحرار واليهود المتدينون مثل الحاخام موشى مونيحيم وقال: "إننا يجب أن نرجع إلى دين موسى ونغادر دين النابلم ودين القنابل"، فالصهيونية ليست ديناً وحربنا ليست حرباً دينية، حربنا ضد الاستعمار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة