على رمضان يكتب: ارحمونا يرحمكم الله

لم يكن المرشحون للرئاسة على مستوى الثورة، رغم ادعائهم جميعا بأنهم حملة راياتها، والدليل على ذلك عدم وجودهم أثناء إعلان نتيجة الانتخابات، فكان الأحرى بهم أن يتواجدوا وأن يصافح بعضهم بعضا كما يفعل الساسة فى العالم، فالهدف الذى رشحوا أنفسهم من أجله، وهو خدمة مصر، يستطيع أى منهم القيام به بطريقته التى اختارها وببرنامجه الذى وضعه، فلماذا يكون التغيب والاعتراض والتخاصم والوعيد والتهديد؟

وهب أن هناك اعتراضا هنا أو ضجرا هناك، فمن أصول السياسة ألا يبدو بعض المرشحين الذين يهددون بالمقاطعة أمام عيون المراقبين كالتلميذ الذى لم يؤهله مجموعه لدخول كليته المفضلة فيرشق سهامه فى صدور المصححين والمراقبين واللجان ومكتب التنسيق؟ وما المانع فى التصافح والتصالح، رغم ما فى القلب من مشاعر؟ أم هى شهوة الحكم والحصول على السلطة المطلقة كما يقول المثل: فيها لأخفيها!!
التصرف اللاسياسى الذى يبدو عليه المرشح الذى لم يؤهله عدد أصواته يعكس عدم دراية كافية بتوليه المنصب الرفيع فى أكبر دولة إقليمية، فكيف بالله عليكم سيكون تصرفه – حال فوزه بالرياسة – فى قرارات حاسمة ومصيرية تستلزم كياسة وحسن توقع وسرعة بديهة فى بلد يكمن على حدوده كتائب عدو ويرتع فيه أعداء ظاهرين وآخرين مختبئين!

وكيف سيكون انعكاس تصرفات هؤلاء المرشحين على أنصارهم من الشعب الذى اعتاد أن يثور ويكسر الطرقات إذا ما انهزم فريقه الذى يشجعه فى مباراة كرة، هل يزمجر هؤلاء الأنصار ويهتفون بأن مرشحهم أحرز أهدافا لم تحتسب؟ أم يقتحمون الأستاد لإلغاء المباراة؟ ولنا فى أنصار حازم أبو إسماعيل عبرة..
يا سادة.. ارحمونا من أنانيتكم وجهلكم.. فنحن نحتاج إلى رجل لا يكون رئيسا يرفع الشعارات، بل قدوة للشعب، وحريصا على مصلحته وأمنه وسلامته.