لا شك أن الثقافة الإسلامية.. تمتلك آليات بناءة لتحقيق البناء والتنمية فى شتى مجالات الحياة.. وأصبحت ضرورة حياتية لمواجهة التحديات الخارجية.. خصوصاً أن المجتمع المسلم بحاجة لامتلاك التطور التقنى الذى يشكل جانباً رئيساً من النهضة الاجتماعية والاقتصادية لأى مجتمع، وهكذا فإن إعداد استراتيجيات ثقافية فاعلة وخطط طويلة وقصيرة المدى هى السبيل لتحقيق قوة الأمة.
وعلى الرغم من بعض الإشراقات المضيئة والمتغيرات الإيجابية فى أحوال أمتنا فى الوقت الراهن، إلا أن أمتنا ما زالت تعانى من مشكلات وقضايا شائكة فى شتى مجالات الحياة فى عصر العولمة والبرمجيات والاتصالات والثورة المعلوماتية والتكنولوجية، الأمر الذى انعكس سلباً على عطاء الإنسان المسلم وتفكيره ونظرته إلى الحياة، هذه الصفات السلبية أصبحت ملازمة لنا، راسخة فى عقولنا، نرددها ونجتر مفرداتها، فأعمالنا وتصرفاتنا وتعاملاتنا فيما بيننا ومع الآخرين تؤكد هذه الرؤية وتعززها وتجعل من أى محاولة للرد عليها موضع ريبة وشك لا تقدم ولا تؤخر، فيما مسيرة الحضارة الإنسانية تسير سيراً حثيثاً قاطعة المسافات ومحطمة الحواجز والحدود، ومحققة الإنجازات فى فترات زمنية قياسية.
ومن أهم المشكلات المعاصرة التى تؤرق فكر كل حامل لرسالة الإسلام بإخلاص وجدية.. مشكلة.. التراشق بكلمات: التطرف.. الاغتراب.. البطالة، وكأن السياسات المعاصرة فى بلدان الأمة لا تجيد التعامل مع تحديات العصر.. ويجب أن نكون على قناعة فى ظل التحليل الواقعى للمجتمع المسلم بأن المسلمين لا يصلح أمرهم حتى يصلح علماؤهم.. ولا يصلح علماءهم حتى يصلح تعليمهم.. ولا يصلح تعليمهم إلا إذا استلهمت بواعثه ومقاصده وأهدافه من الإسلام. هنا أولى أوليات العمل لأى بناء، امتلاك المدخل الثقافى لتحقيق أى نقلة حضارية جديدة. إن أمتنا المسلمة المؤمنة بدستورها الخالد ( القرآن الكريم ) مطالبة بتغيير واقعها المتخلف، مهتدية بنهج قرآنها الذى وصفه رب العالمين فيه هدى ورحمة للناس.. لقد وضع القرآن الكريم النظم العامة للحياة وترك للمسلمين حرية الاجتهاد والبحث عن الحلول الناجعة لمشكلات العصر المستجدة فى كل زمان ومكان. وهنا تكمن عظمة القرآن وقوة الإسلام، فحركية الإسلام تستمد قوتها وفاعليتها من حركة الاجتهاد، فكلما كانت هذه الحركة نشطة وفاعلة كانت حياة المسلمين أكثر أمناً ورخاء واستقراراً، والذين يزعمون أن الاجتهاد فى الإسلام مدعاة للفرقة والتمزق مخطئون لأن الاجتهاد يعنى التنوع والثراء والتيسير على أبناء هذه الأمة وإزالة لكثير من العقبات عن طريق تقدمها وازدهارها، وهو روح تسرى فى جسد الأمة وتجمع طاقتها للوصول إلى أسمى الغايات وأنبل الدرجات. وعلى جميع المسلمين تفعيل حركة الاجتهاد والتجديد واكتشاف مواطن الخلل فى الأمة، وبيان أسباب القصور وتحديد مواطن العجز والتقصير التى أقعدت الأمة وغيبت دورها الإيجابى الفاعل فى مسيرة الحضارة الإنسانية، وذلك من خلال إيجاد رؤى موحدة لجميع قضايا الأمة ونقل الأمة من حركة السكون والتأخر والمرض إلى حال من الوعى واليقظة وتربية جماهير الأمة على الولاء وصدق الانتماء وترسيخ مفاهيم الأمة الواحدة علماً وعملاً، وحكماً وممارسة وتطبيقاً.
شيماء عبد المنعم مؤنس تكتب: الثقافة والاجتهاد.. نبض الأمة
السبت، 02 يونيو 2012 02:57 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن محمد
مقالة حلوة.. بس مش وقتها خالص
المهم العمل.. مش الكلام..