ففى منطقة عشش ومساكن السكة الحديد خلف شارع السودان التابعة لحى الدقى، التى يسكن بها قرابة 9 آلاف أسرة يروون لليوم السابع، مأساتهم ومعاناتهم من النظام السابق وحياتهم المعيشية والإعلام وحكومات ما بعد ثورة 25 يناير، إلا أن لسان حالهم يشير إلى وجود أمل لديهم فى غد، فتوحيده عبد السالك حراثه تبلغ من العمر 80 عاماً قضت منها 35 عاماً بمنطقة عشش السكة الحديد، قالت عاصرت عهد ثلاث رؤساء الزعيم جمال عبد الناصر الذى عاشت فى عهده أفضل أيام حياتها، ثم الراحل محمد أنور السادات التى كانت أيامه حسب قولها أفضل بكثير من عهد حسنى مبارك الذى جعل الأحياء يعيشون أموات فى مصر فلا عمل للشباب ولا دعم ومعاشات لكبار السن ولا علاج للمرضى، حتى وصل الأمر إلى قضاء ليلتها على البورش وسط غرفة من الصفيح لا حمام ولا مياه ولا كهرباء وكأنها فى العصر الجاهلى، ليس لها معاش ولديها ابن وحيد عاجز عن العمل تنتظر مساعدة أهل الخير الذى أن تذكروها يوما نسوها باقى الشهر، قائلة:"أنا اخترت حمدين صباحى لأنه كان بيحب الفقراء والغلاب بس دلوقتى مش هختار اللى اسمه شفيق ده لأنه كان مع مبارك اللى ربنا ينتقم منه، أما مرسى اللى تبع الإخوان علشان الغلابة ينتخبوه لازم يكون ذى عبد الناصر والسادات ولازم يعرف أنه لو جاء على الغلبان ربنا هيعمل فيه ذى مبارك".
أما عادل السبعاوى يبلغ من العمر 39 عاماً فيرصد معاناته، قائلاً، قبل زوجه بأربع أيام فقط تم إلقاء القبض عليه ليقضى فى السجن 6 سنوات خرج منه منذ سنتين، لم يجد حتى الآن لا زوجة يتزوجها ولا عمل يعمله ويسكن فى غرفة إيجارها 35 جنيه شهرياً، ولعدم وجود حمام خاص به يضطر للاستحمام لدى جيرانه بشكل يثير غضبه وغضب جيرانه على أسبقية الدور، لافتاً إلى أن معظم سكان المنطقة من العمال الفواعليه والبسطاء ينتظرون الكثير من الرئيس القادم.
بحراوى نجيب على عيد يبلغ من العمر 43 عاماً، ولديه منن الأولاد 9، يعيش فى المنطقة منذ 23 عاماً، يقول منذ إقامتى فى المنطقة أعانى من غياب الصرف الصحى والكهرباء ومياه الشرب الآدمية التى تعد أبسط حقوق البسطاء فى منطقة تعد من أفضل مناطق الجمهورية وهى الدقى ،فالكهرباء مرتبط توصيلها بتشغيل كهرباء كوبرى السكة الحديد ليلا فإذا تم إطفاء الكوبرى تنقطع الكهرباء عن الجميع فى العشش.
وانتقد نجيب النظام السابق الذى لم يفكر مطلقاً فى سكان العشوائيات والعشش على الإطلاق وتفرغ لبناء القصور والفيلات ونهب أراضى الدولة، وكذلك الأمر بالنسبة لمحافظى الجيزة منذ عهد المحافظ عمر عبد الآخر حتى محافظ الثورة الدكتور على عبد الرحمن، الذى وعد بإزالة العشش وبناء وحدات السكنية إلا انه بمجرد مغادرته المكان لحق به كل من جاء ليبنى الوحدات السكنية.
ورصد نجيب عدد من المشاهد البشعة التى يعانى منها سكان المنطقة والتى حفرت فى ذهنه وذهن أولاده، تبدأ مع استيقاظه من النوم على الروائح الكريهة للـ"الطرنشات البلدى" التى تصيبهم بالتهابات فى الأعين، وانقطاع مياه الشرب لعدم وجود مواسير مياه، وكذلك الناموس والروائح والذباب التى تصيب قرابة 1000 طفل بالأمراض من أعمار الولادة حتى 7 سنوات، وهو الأمر نفسه يعانيه السكان من غياب الأطباء وفرص العمل وقلة الدخل.
وتمنى نجيب أن يتولى الحكم حاكم عادل سواء كان شفيق أو مرسى يراعى مصالح المسلمين والأقباط، ويعمل على تطوير المنطقة فى أسرع وقت للسيطرة على القنابل الموقوتة فى العشوائيات، فإنه من الظلم أن يعيش هؤلاء النواب عن الدائرة ويموت سكان العشش وهم أحياء.


















